الجديد برس
فيما تعمل الأمم المتحدة مع الرياض لـ«إقناع» حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بالمشاركة في المفاوضات والقبول بالإعلان الأميركي الأخير، شهدت الهدنة في أيامها الأولى خروقاً عدة تهدد استمرارها الذي يعوّل الجميع عليه لإنجاح الحل هذه المرة
على الرغم من المؤشرات السياسية الدولية التي تبدو هذه المرة أكثر جديةً في نية وضع حد للحرب على اليمن، تستمر الأحداث الميدانية في إضعاف احتمال صمود وقف إطلاق النار والانتقال بعده إلى تفعيل المسار السياسي، وخصوصاً استمرار العمليات الجوية والمعارك البرية للمجموعات المسلحة الموالية للتحالف السعودي.
فلقد تم التعويل على إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مطلع الأسبوع الجاري، عن اتفاق بين الرياض و«أنصار الله» على سلسلة مبادئ؛ بينها إرساء وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة «وحدة وطنية» واستئناف المفاوضات، لكونه إعلاناً ينبئ بالرغبة الحقيقية لإنهاء الحرب، بما أنه صادر عن واشنطن التي أُعلنت منها حملة «عاصفة الحزم» في شهر آذار من عام 2015.
وفيما لا تزال الحكومة اليمنية الموالية للرياض متمسكة برفضها الإعلان الأميركي، بحجة أنه قد تم تجاهلها في المحادثات التي أفضت إليه، وخصوصاً لقاءات مسقط السرية، قالت الأمم المتحدة، أمس، إنها تعمل مع السعودية على محاولة إقناع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بالعودة إلى مفاوضات السلام.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان إلياسون، في مؤتمر صحافي في جنيف: «نحن نعمل عن كثب مع السعودية وغيرها من دول المنطقة القادرة على التأثير» على أطراف الصراع، مضيفاً أن المنظمة اكتشفت «وجود وجهة نظر تكتسب قوة هي أنه يجب أن تنتهي هذه الحرب، لكن علينا أن نعيدهم إلى طاولة المفاوضات»، من دون تحديد جدول زمني لذلك.
وقبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ارتكبت المجموعات المسلحة الموالية للتحالف السعودي مجزرة جديدة، أدت إلى وقوع 24 شهيداً و27 جريحاً، بحسب مصادر طبية، وذلك في أحد أسواق بيع القات الذي كان مزدحماً بالمواطنين. وتأتي هذه الجريمة بالتزامن مع تصعيد للمجموعات المسلحة الموالية لـ«التحالف» في تعز من خلال قصف عدد من أحياء المدينة التي تعد الأكثر كثافة في اليمن، كما استمرت المعارك البرّية بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة، وبين تلك المجموعات في منطقة الجحملية.
وفي ساعاتها الأولى، تبدو الهدنة هشّة على الرغم من الزخم الدولي المرافق لها هذه المرة والمساعي الرامية إلى إنجاحها. وبعدما جددت القوات الموالية للتحالف السعودي هجماتها على ساحل ميدي، بالتزامن مع شنّ طيران «التحالف» خمس غارات عليها وعلى مديرية حرض، استهدف قصف مدفعي تجمعات تابعة للقوات الموالية لهادي في صحراء ميدي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وفي المناطق الحدودية، استمرت العمليات العسكرية، حيث تعرضت جيزان لقصف مدفعي من قبل الجيش و«اللجان الشعبية» على معهد القرن ومنطقة غاوية، كما استهدفت القوات اليمنية تجمعاً للقوات السعودية بعدد من قذائف المدفعية، محققة إصابات مباشرة.
وشن طيران «التحالف» غارات عدة على محافظة صعدة، ولا سيما مديريات الظاهر وباقم والبقع الحدودية. وشنّت القوات السعودية قصفاً صاروخياً ومدفعياً على امتداد الشريط الحدودي بين البلدين، كما تعرضت الحديدة وشبوة لقصف جوي أيضاً. كذلك، تعرضت مأرب لثلاث غارات جوية استهدفت مديرية صرواح، وغارة أخرى على جبل هيلان في المديرية نفسها.
(الأخبار)