المقالات

مساعدات أمريكية للإرهاب الإسرائيلي

الجديد برس : رأي

أحمد الخميسي

بثت وكالات الأنباء نبأ توقيع بروتوكول اتفاق أمريكي اسرائيلي تقدم واشنطن بمقتضاه مساعدات عسكرية لإسرائيل قيمة ثمانية وثلاثين مليار دولار، وفي بيان للخارجية الأمريكية قال الرئيس أوباما إن توقيع الوثيقة يشكل:” أكبر إلتزام بتقديم مساعدة عسكرية ثنائية في تاريخ الولايات المتحدة” وأضاف:” نتانياهو وأنا على ثقة أن مذكرة التفاهم هذه ستقدم مساهمة كبيرة لأمن إسرائيل في جوار مازال خطرا”. وحسب المفهوم الأمريكي فإن العالم العربي هو الذي يمثل”الجوار الخطر” على تلك القاعدة العسكرية المسماة إسرائيل والتي بادرت بحربها على العرب باحتلال فلسطين وأجزاء من مصر وسوريا ولبنان والمساهمة في ضرب العراق والسودان وسعيها لحصار مصر بسد النهضة الأثيوبي والتحكم في مداخل البحر الأحمر وسيناء.

القاعدة العسكرية التي لا تعلن عن حدودها النهائية، وتقوم على أساس ديني طائفي، وترفض منذ أربعين عاما توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وتأبى الانضمام لاتفاقية حظر الأسلحة النووية.

مع ذلك فإننا نحن العرب- وليس لدينا دولة واحدة تمتلك سلاحا نوويا – مازلنا نمثل الجوار الخطر إلي حد تقديم مساعدات عسكرية بقيمة غير مسبوقة لاسرائيل الذراع العسكرية الضاربة لأمريكا والرأسمالية العالمية. وقد تعرى الدعم الأمريكي للإرهاب بقصف القوات الأمريكية منذ أيام لقوات الجيش السوري أثناء مواجهة الجيش لمرتزقة داعش في منطقة دير الزور، حيث قام الأمريكان بقصف موقع الثردة لمدة ساعة متواصلة لتؤمن غطاء لداعش لكي تتقدم وتحتل الموقع، وأسقطت النيران الأمريكية أكثر من مئة شهيد سوري، وكانت العملية نموذجا آخر من نماذج التنسيق والعمل المشترك بين داعش وأمريكا التي خلقت داعش خلقا لتحويل الأنظار عن الإرهاب الأمريكي الاسرائيلي إلي فزاعة أخرى.

ولقد سبق أن صرحت هيلاري كلينتون بالحقيقة حين قالت إن داعش صنيعة أمريكية واستثمار أمريكي.

وقد بررت أمريكا ماوقع على أنه”خطأ غير مقصود”، لكن الخطأ قد يكون في إصابة طائرة، أو رشقة نيران، وليس القصف المستمر لأكثر من ساعة! ويوافق قرار منح المساعدات غير المسبوقة للكيان الصيوني ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا التي وقعت في 16 سبتمبر 1982حين حاصر الجيش الإسرائيلي مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان – وكان آريل شارون وزير الدفاع وقتها- وقام بإنارة المخيمين بالقنابل المضيئة لينفذ مرتزقة حزب الكتائب إحدى أبشع المجازر على مدى ثلاثة أيام قتل فيها نحو أربعة آلاف فلسطيني أعزل من النساء والأطفال والشيوخ بأبشع وسائل العدوان من بقر للبطون إلي اغتصاب النساء ثم قتلهن والتمثيل بالجثث، وحينما روع العالم بالمذبحة تشكلت في نوفمبر 1982 تحت ضغط الرأي العام العالمي لجنة تحقيق إسرائيلية عرفت بلجنة ” كاهان” حملت آريل شارون مسئولية المجزرة لأنه لم يحاول الحيلولة دون وقوعها.

هذا هو الوجه الأمريكي القبيح ، من إفساح المجال لداعش لتمزيق سوريا، إلي تمكين إسرائيل من المنطقة، مرورا بمئات الجرائم الأخرى في سجون العراق وغيرها. وليس لدينا في مواجهة كل ذلك الطغيان والارهاب إلا ذاكراتنا، ونحن لن ننسى أحدا من طوابير شهدائنا الذين يصعدون إلي السماء، ولا رفة جفن، ولن نغفر شيئا.
***


جريدة الدستور