الجديد برس
بعد انتصار “اليمن”..”السعودية” تخسر المفاوضات
“عبدالسلام”: نتصدى للمشروع الأمريكي في المنطقة..والمملكة لن تجد من ينقذها
“المشاط”: نرفض خارطة الأمم المتحدة.. وإسقاط طائرتين لـ”التحالف”
ودع اليمنيون عام 2016 بانتصارات ميدانية وصفت بالغير متوقعة في جبهات الحدود والداخل، بعد مرور ما يزيد على 20 شهرا من العدوان السعودي المستمر، والحصار الشامل، إضافة إلى فشل أمريكي في فرض إعلان كيري الأخير من العاصمة العمانية مسقط.
نتائج المعارك في الميدان تشير إلى تفوق الجانب اليمني واتجاهه نحو قطف ثمار قدرته على الصمود ومواجهة ترسانة عسكرية متفوقة من حيث العتاد والدعم اللوجستي والتأييد الدولي، ما يظهر جليا في الثقة التي يتحلى بها خطاب جماعة أنصار الله الذي لا يزال يرسل إشارات واثقة من كسب المعركة ويحذر من تبعات ذلك على السعودية والدول الداعمة لها.
وأشار محللون ومراقبون إلى أن خطاب محمد عبدالسلام -المتحدث باسم أنصار الله- ورئيس الوفد المفاوض في مسقط بمناسبة رأس السنة الميلادية حمل في طياته الكثير من الرسائل الموجهة للخارج، وأن هجوم عبد السلام على الولايات المتحدة يؤكد فشل اتفاق مسقط الذي أعلنه كيري منتصف نوفمبر الماضي حيث قال:” فرضت الحرب علينا، وقد بذلنا كل الجهود لأجل السلام”.
ووجه عبد السلام أصابع الاتهام للأمريكان معتبرا أن العدوان على اليمن أمريكيا، واستشهد عبد السلام بعدد من الأدلة أبرزها التسليح الأمريكي والدعم اللوجستي وإعلان بدء العدوان من واشنطن.
محمد عبد السلام المتحدث باسم « أنصار الله »
وأكد عبد السلام أن المشروع الأمريكي يهدد الأمة ويشكل خطرا تخريبيا كما شدد على ثبات موقف جماعته في مسار مناهضة المشروع الأمريكي التخريبي.
و حذر بيان المتحدث باسم أنصار الله من مغبة الصمت الدولي، كما اتهم الأمم المتحدة بالسقوط أخلاقيا خلال مرحلة العدوان على اليمن، محملا المجتمع الدولي مسؤولية الصمت على الجرائم التي يرتكبها العدوان، واعتبر سياسيون ثقة عبد السلام وتحذيره للمجتمع الدولي بأنه مؤشر على اقتراب تغير معادلة المواقف الدولية بشأن الكثير من الملفات أبرزها الملف اليمني.
وحذر عبد السلام السعودية من تبعات استمرارها في الحرب، مؤكدا أنها تخوض حربا خاسرة لن تجد من ينقذها منها.
ميدانيا
معادلة الميدان في اليمن تشهد انقلابا جوهريا يعطي انطباعات مختلفة عن طبيعة المعركة واختلال ميزان القوة ومعايير التفوق العسكري، وخلال الـ 10 أيام الماضية تفوقت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على التحالف السعودي الذي بات يعاني من تفكك وعجز في الإنفاق على الحرب وتصدعات في صفوف مكوناته العسكرية.
وفشلت الهجمات التي شنتها القوات الموالية للعدوان السعودي في كل من “نهم، وشبوة، والجوف، ومأرب” حيث خسرت الجماعات المسلحة الموالية للسعودية مواقع كانت سيطرت عليها على مدى أشهر، إضافة إلى سقوط ما يربو على 300 قتيل في صفوفهم بينهم قيادات كبيرة بالعشرات.
وصعدت قوات الجيش، واللجان الشعبية، من عملياتها حيث حققت عددا من الضربات الموجعة أبرزها، إسقاط طائرتين إحداها من نوع أباتشي فوق نجران، وأخرى استطلاعية في جيزان كما سيطرت على عددا من المواقع.
سياسيا
تراجع المسار الدبلوماسي بخصوص الملف اليمني ينذر بفشل الورقة المقترحة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ، التي لا يبدو أنها لاقت نجاحا في إعادة المشاورات والوصول إلى حل سياسي.
وأكد عضو الوفد الوطني مهدي المشاط، أن موقف القوى الوطنية تجاه ورقة المبعوث الأممي لم يتغير.
وقال المشاط في على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الـ “فيس بوك” :” موقفنا من الخارطة التي قدمتها الأمم المتحدة واضح، ومعلوم و أصدرناه في بيان الوفد الوطني عقب تسليمنا إياها ومن يظن غير ذلك فهو واهم”.
وكان بيان الوفد الوطني الذي صدر نهاية شهر أكتوبر الماضي، جاء فيه:” نؤكد بأسف بالغ أن الأفكار المقترحة التي تضمنتها الورقة المقدمة كانت معظم تفاصيلها وتراتبيتها الزمنية مستوعبة لرؤية طرف واحد فقط”.
البيان الذي نشر في حينه أشار إلى وجود اختلالات في التزامين ما جعلها تبدو كورقة واحدة ظاهريا في حين أنها منفصلة في المضمون، وبحسب البيان فإن المفترض أن تكون السلطة التنفيذية الجديدة ” رئاسة – وحكومة ” توافقية كون المرحلة محكومة بالتوافق وأن يكون تشكيلها في البداية قبل آي خطوة ما يحول دونه الاختلال في التزامين داخل ورقة المبعوث.
كما تضمن البيان الإشارة إلى وجود اختلالات متعلقة بالترتيبات الأمنية حيث تطالب بإجراء ترتيبات في مناطق دون غيرها ومن قبل طرف واحد فقط دون الأطراف الأخرى المعنية، رغم أن تلك المناطق التي يسيطر عليها الأطراف الأخرى أصبحت مرتعا لنشاط تنظيم القاعدة، إضافة إلى أن تلك الترتيبات تجاهلت المناطق الملتهبة التي يفترض أن تحظى بأولوية، وبحسب البيان فإن الورقة تجاهلت أيضا تشكيل لجنة عسكرية وأمنية كما هو متفق عليه قبل تشكيل السلطة التوافقية وبحسب نسب التمثيل المتفق عليها.
كما أكد البيان عددا من القضايا الأساسية والهامة منها مسألة الوحدة اليمنية، واحترام سيادة اليمن واستقلال قراره بعيداً عن الوصاية الخارجية،وانسحاب القوات الأجنبية، ورفع اليمن من تحت الفصل السابع وإلغاء العقوبات، والتصدي لخطر القاعدة وداعش إلى غير ذلك.
المصدر : البديل