الجديد برس – متابعات
تزايدت منذ الشهر الماضي العمليات التي يقوم بها عناصر القاعدة في محافظة أبين، جنوب البلاد، ضد النقاط الأمنية. و تركزت معظم الهجمات على النقاط الأمنية في مديرية لودر.
و تتولى قوات الحزام الأمني، الجانب الأمني في محافظة أبين، منذ الحملة العسكرية التي سيطرت على المحافظة قبل أكثر من 4 أشهر، و اشرف عليها قيادة القوات الاماراتية في عدن.
قوات الحزام الأمني اسستها الامارات لتولي الأمن في عدن و لحج و أبين، و يقود هذه القوات قيادات سلفية من مديريات يافع، و معظم منتسبيها من العناصر السلفية.
تمرد
جنود من هذه القوات تمردت قبل أقل اسبوع، و عزلت محافظة أبين عن محافظة عدن، و احتجزت مدير شرطة أبين، و نقلته إلى مكان مجهول على خلفية عدم صرف مرتبات منتسبيها، التي كانت تصرفها لهم الامارات.
تقول معلومات إن حكومة هادي رفضت ادراج هذه القوات ضمن تشكيلات وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية التي صرفت لهم مرتب شهر قبل أيام.
كتيبة من هذه القوات انسحبت من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، الشهر الماضي، بعد توقف المرتبات و الحوافز التي كانت تقدم لمنتسبيها.
خلافات شديدة بدأت بالظهور بين قيادات هذه القوات في محافظة أبين، وصلت حد الاشتباك المسلح، كما حصل في العرقوب قبل حوالي شهرين.
من سيدفع الثمن..؟
من كل ما سبق يبدو أن هذه القوات ستدفع الثمن في اطار الصراع الاماراتي السعودي في اليمن، ما سيجعل هذه القوات اسيرة لخلافات قادتها، و هو ما سيجعلها لقمة صائغة للقاعدة، التي نفذت منذ الشهر الماضي أكثر من 10 هجمات استهدفت نقاط و مواقع الحزام الأمني في جبل يسوف و العين بلودر.
خلافات القادة و فرار جنود هذه القوات من مديريات أبين، دون سواها، و بيع البعض منهم لأسلحتهم و عدم صرف الذخائر الخاصة بهذه القوات، و بالذات في لودر، يؤشر أيضا إلى وجود مخطط خفي يهدف لتسليم لودر للقاعدة، لإفساح المجال أمامها للسيطرة على باقي مديريات المحافظة.
الحملة العسكرية التي اشرفت عليها الامارات دخلت إلى مديريات محافظة أبين بموجب اتفاقات مسبقة، و لم تواجه عناصر القاعدة في هذه المديريات باستثناء بعض الاشتباكات المتقطعة و عدد من التفجيرات الارهابية التي استهدفت الحملة.
القاعدة تتأهب وسط خلافات كبيري التحالف
تنتشر القاعدة في الجبال الواقعة إلى الشمال من لودر و نقلت إليها معظم أسلحتها الثقيلة و المتوسطة، دون أن تتعرض لقصف طيران التحالف السعودي.
الامارات يبدو انها تركت عدن للسعودية، ممثلة بـ”هادي” و الاصلاح المتحالفين مؤخرا، تحت ضغوط سعودية، سبقتها خلافات ظهرت من خلال اقصاء المحسوبين على الامارات ومعظمهم قيادات حراكية، و تحجيم صلاحيات محافظ عدن عيدروس الزبيدي و مدير الشرطة شلال شائع.
الامارات اعتمدت على السلفيين، و هؤلاء مرجعيتهم في السعودية، و قوات الحزام الأمني يديرها السلفيون، فهل اوعزت لهم السعودية بترك الامارات، أم أن الامارات ادركت أن السلفيين ليسوا أكثر من فخ سعودي نصب لها، و ستتركهم اليوم للقاعدة نكاية بهم و بالسعودية.
القاعدة مرة أخرى
تصاعد هجمات القاعدة على قوات الحزام الأمني في لودر أبين، دون أن تحرك قوات التحالف و حكومة هادي ساكنا لنجدنهم أو معالجة أوضاعهم، يكشف عن وجود مخطط يستهدف هذه القوات أو محافظة أبين.
عدم ملاحقة القاعدة أثناء الحملة العسكرية على أبين، و تركها تنقل اسلحتها دون مضايقة إلى الجبال المحيطة بالمدن التي انسحبت منها، مؤشر على أن دور قادم سيسند للقاعدة، و هذا الدور هو عودة القاعدة مرة أخرى للسيطرة على مديريات المحافظة، بهدف خلط الأوراق قبل أن تسوية قادمة، أو في اطار معركة كسر العظم بين السعودية و الامارات في عدن و الجنوب بشكل عام.
* موقع يمنات