الجديد برس : أدب وفنون
«وحدي أنا والكاس والدمعة بعيوني… نامت عيون الناس، نامي يا عيوني». مَنْ منّا لم يسمع ويحب هذه الكلمات بصوت جورج وسوف؟ الأغنية التي ظنّها الجميع ــ لسنوات طويلة ــ أنّها لـ«سلطان الطرب»، ستعود إلى الواجهة اليوم، لكن بصوت صاحبها الأصلي: عبد الكريم الشعّار. في عام 1973، أنهى الملحن وعازف البزق الشهير الراحل مطر محمد عمله على أغنية «وحدي أنا والكاس» التي كتب كلماتها إيلي شويري، وعرضها على الشعّار.
على الرغم من إعجابه الشديد بها وبدء تمريناته عليها وتسجيل جزء منها، تحفّظ الفنان الشاب (يومها) الذي شارك في العام نفسه في برنامج «استديو الفن» لاحقاً على تأديتها لـ«أسباب شخصية ومراعاة لشعور بعض المقرّبين الملتزمين دينياً وبسبب ظروف الحرب»، وفق ما يقول في حديث إلى «الأخبار». وحالما تسرّب مقطع من هذا العمل، غنّاه جورج وسوف، ليحظى بسرعة البرق بنجاح وحفاوة كبيرَيْن، حتى باتت الأغنية مرتبطة بـ«أبو وديع».
أعاد خيام اللامي توزيع الأغنية ضمن توليفة أمينة لمطر محمد
اليوم، بعد مرور أكثر من أربعة عقود، اتخذ عبد الكريم الشعّار قراراً بتقديم الأغنية بصوته، لكن بنسخة طويلة طربية، ضمن حفلتَي «سلطنة»، سيستضيفهما «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت) في 21 و28 كانون الثاني (يناير) الحالي. توليفة النسخة الجديدة تحمل توقيع الموسيقي العراقي خيام اللامي لناحية التوزيع، وهي بالطبع «أمينة للملحن الأصلي مطر محمد»، وتشكّل تحية لهذا الفنان الكبير الذي رحل بصمت. اللامي سيرافق الشعّار على العود في هاتين الأمسيتين، إلى جانب عدد من الموسيقيين، هم: محمد مطر محمد (نجل مطر محمد) على البزق، وبهاء ضو وإيليانا عوض على الإيقاع، وجهاد أسعد على القانون، وخالد عمران على الكونترباص.
في جلسة نهارية في مسرح المترو، أوضح الشعّار لـ«الأخبار» أن الفكرة وُلدت بعد دردشات وجلسات عمل طويلة مع المخرج هشام جابر. المطرب اللبناني المخضرم الذي يعتبر أنّ التجويد والإنشاد الصوفي هما مدرسة في الغناء، لا يُخفي حماسته الكبيرة لـ«وحدي أنا والكاس» التي يدور لحنها في فلك الفلامنكو. منذ عام 2013، يقدّم الشعار في المترو أمسيات طربية مخصصة لكلاسيكيات طربية لأم كلثوم بغالبيتها. لكنّها من دون شك حماسة ممزوجة بـ«رهبة وارتباك»، تماماً كما يحدث في كل مرّة يستعد فيها صاحب أغنية «صعب المنال» للقاء الجمهور مباشرة. مزيج المشاعر المتناقضة هذا نابع من «إحساسي بالمسؤولية» الذي لا يزال كبيراً، رغم أنّه من أبرز الأسماء التي صنعت الحالة الغنائية الطربية في لبنان، ورفضت النزعة التجارية والاستهلاكية السائدة في مشهد صناعة الفن في لبنان.
يرى عبد الكريم الشعّار في «مترو المدينة» فضاءً ومتنفّساً ضرورياً للفنانين الشباب، ويشكّل بالنسبة إليه باباً للقاء جمهور جديد من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، وعلى رأسهم الشباب الذين أدهشه «حبّهم للطرب وتأثّرهم به». وفي هذا المكان، ينوي الكشف خلال الفترة المقبلة عن المزيد من أغانيه غير المعروفة، أو تلك التي لم تحظ بشهرة واسعة. ومَن يدري، قد نكون في المستقبل أمام ألبوم كامل، ناهيك عن مشاريع فنية وتلفزيونية تُطبخ على نار هادئة، ويفضّل عدم التطرّق إلى تفاصيلها حالياً.
* عبد الكريم الشعّار يغنّي «وحدي أنا والكاس»: 21 و28 كانون الثاني ــ الساعة التاسعة مساءً ــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 76/309363
نقلا عن جريدة الأخبار