الجديد برس : رأي
محمد الصفي الشامي
تعتمد الإدارة الأمريكية في الوطن العربي على سياسة الفوضى الخلاقة ، وخلق الأزمات ، وإثارة الاضطرابات ، وتسعير فتن التقاتل الداخلي ، ودفع دول المنطقة نحو حرب طويلة الأمد ، واسعة النطاق ، بُغية تقسيمها وتفتيتها وتحويلها إلى دويلات صغيرة وممزقة على أسس مذهبية وعرقية ، وذلك ضمن المشروع المستهدف في إطار { الشرق الأوسط الجديد} ، الذي يرمي إلى إعادة تشكيل المنطقة من جديد .
فقد رسمت الولايات المتحدة الأمريكية خرائط تقسيم المنطقة على أساس وقائع ديموغرافية (الدين ، القومية ، المذهبية) ، خصوصا في العراق وسورية والسعودية واليمن وليبيا ، باعتبار أن التقسيم سيجعل المنطقة خاضعة للهيمنة الأمريكية التامة وسيسهل الاستيلاء علي الثروات الخ .. ، حيث استخدمت في مشروعها { الشرق أوسطي } الجماعات الإرهابية ، كداعش والنصرة وغيرها ، التي تعتبر حجر أساس لـ بداية تنفيذ هذه المخططات ، وتعمل تماما وفقا للخطوط المرسومة على خرائط التقسيم بالوتر الطائفي الديني .
ومنذ الساعة الأولى في السادس والعشرين من مارس 2015م ، وضعت الإدارة الأمريكية نفسها في مواجهة الشعب اليمني ، وأعلنت بشكل رسمي اشتراكَها المباشر في العدوان على اليمن ، وذلك في بيان صادر عن البيت الأبيض أوضح فيه أن واشنطن ستقدم الدعم اللوجيستي للحرب على اليمن .
محطة العدوان مثلت مصدرا لكشف المشاريع الخارجية ومن يقف وراءها ، وهذا ما أثبتته الأحداث وخاصة فيما يتعلق بالجانب العسكري عن حقيقة المشروع الأمريكي في اليمن ، الذي لم يعد بإمكانه إخفاء علاقته بصناعة القاعدة وداعش ، التي باتت صاحبة القوة الأولى في الجنوب .
وكما يبدو إزاء تطورات المشهد في المحافظات الجنوبية أن توسع داعش والقاعدة جغرافياً ، التي تُعد من أبرز المستفيدين من المشروع الأمريكي حسب مانشرته تقارير استخباراتية وصحف عربية وأجنبية ، يتجه نحو مزيد من الحروب والجرائم والفوضى وارتفاع نسبة الصراع الدموي الذي يتجسد في الاغتيالات والاختطافات والنهب والسلب وانتشار المسلحين والاشتباكات اليومية والانتهاكات المستمرة .