الجديد برس : رأي
عبدالحميد الغرباني – اعلامي يمني
الشاهدة الأخيرة (العنود) مأساة الطفلة التي فقدت أسرتها بغارة للطيران السعودي
والدة العنود ذهبت إلى الله متأثرة بإصابتها والطفلة العنود الحكمي هي الوحيدة التي نجت من الأسرة بعد ان طالت غارات العدوان منزلهم في العاصمة صنعاء بسنع قبل ايام .
العنود ليست الطفلة الأولى التي تفقد كل أفراد أسرتها ولربما لن تكون الأخيرة فالقاتل الطائر يفترس اليمن ويذبح اليمنيين ليل نهار ويوسع جراحهم ويفتح أخرى مابين لحظة وأخرى فيما العقدة تتملك اللسان العالمي ونتألم نحن بصوت لايسمع حد احتقار جزء العالم الأوسع من حولنا وتصور معظمه قطعان تتوحش لتلتقم اليمنيين
وتنتشي بدمنا !
طيران السعودية وأمريكا لا يقتلنا مرة بل مرات ومرات تماما كما فعل بالعنود الحكمي، لقد بكت هذه الطفلة كثيرا على اخيها الذي خطفته الغارة الجوية على منزلهم وحين جفت دموعها سألت أين والدي فقيل لها لقد ذهب إلى الله لقد قتلته السعودية أيضا ياعنود ! وما الذي تملكه العنود
لتفعله الا أن تنخرط في البكاء والألم يحاصرها وتتلعثم الطفلة تود أن تسأل عن والدتها وحين استطاعت ، قيل لها والدتك في المشفى مصابة بجراح خطيرة نتاجا للغارة الجوية السعودية الأمريكية ! ولم يأخذ بالعنود إلى المستشفى ولم تات إليها والدتها إلا جثة هامدة مغمورة بدمها النازف !
و إلى أين اعادوها وقد دمر الطيران منزل الاسرة ، وتشاهد العنود اهالي الحي يتجمعون ثم يقال لها إنهم ذاهبون لدفن والدتها وموارتها الثرى فقد استشهدت هي أيضا وهل استوعبت العنود هذا كله ؟ وكيف لصبية لم يتجاوز عمرها خمس سنوات أن تتحمل هذا كله ؟!
ماتفهمه العنود راهنا هو أن السعودية قتلت كل أسرتها وافقدتها الحضن الحنون والصدر الحاني وحتى أخيها الصغير خطف منها ولم يعد ممكن أن تشاركه اللعب على المدرهة !
بل حتى اللعب على المدرهة المنتصبة أمام منزل العنود المدمر لم يعد بالإمكان أن تعتليها العنود لبعد المسافة ولو قليلا بين منزلهم ومنزل عمها الذي يحتضنها راهنا والألم يعتصره والقصة لم تنته إلى هنا فلها بقية سترويها الشاهدة الاخيرة ، أعني العنود ستروي كامل القصة على منصة ما وذات يوم ..