الجديد برس : رأي
أسامه الموشكي – اعلامي يمني
أتى أسبوع الشهيد ،
فهَممتُ بتقليبِ صفحات ايامٍ كان مِن قَدَر الله وفضلهِ أن تمرّ بي لأفخر بها.
فتراءَت لي الأماكن…ورجعتُ الى تلك اللحظات.، المفرحة منها والمبكية ،
وسمعتُ قولا يتردد من أم في الخلوات من مارة في الطرقات ومن ابطال في الثكنات :
” شهداؤنا عظماؤنا ”
وأثناء تقليبي لصورِ أولئك العظماء .. وقد أوشكَت أدمعي الرحيل عن مقلتيَّ المتحسرة لتواسي وتطبطب على احزان خديَّ المتدلية، فإذا بأدمعي برموش جفنيَّ تتشبث وتعاند الرحيل ، وحين سألتها : ….. ؟!
اجابت، امامهم لن أكون للحزن القرين ، وبهم سأصبح دموع نصر .. لا دموع يصحبها الانين ،
***
وبينما انا اقلب ..
وقفت عند صورة شهيد كان ثورة وحمما من بركان في زمن كان يسود على الاسود ثلة فئران،
جرح ثلاثا في مران ( الحرب الرابعة )
وقبلها احتفى بطعنة في عنقه بعد صلاة واذان (الجامع الكبير _ صنعاء) لانه اطلق صرخة في وجه الاستبكار ..
كان ذاك زمان جبان ,, من يصرخ فيه يسجن ويهان،
وبرغم السجن والسجان ..
أبى الا ان يصبح فارسا مقداما ليشعل ثورة اطفالها صاروا فرسان ..
***
سجن مرتين،
ولأخلاقه ولصبره ولصدق ايمانه بقضيته ،أحبته القضبان ،
وبدت له كأعمدة نور تضيئ له عتمة سجن وجبروت سجان،
عانقته الجدران وادركت ان ثباتها امام ثباته هش كدخان ،
***
عرس الشهيد ( 2007/1/4 )،
بعد خروجه الاخير من سجن الامن السياسي قال :
” انا قد خطبت وباتزوج،”
كان رفيقه في السجن قد خطب له اخته
وقبل العرس بأسبوع .. سألوه:
ماذا تريد لغرفتك من اثاث ؟
فأجاب :
” لا اريد شيئا .. اشتروا بهذا المال بنادق وذخيرة .. هن أهم. ”
سؤال ثان :
دعنا نشتري لك ملابس لأجل العرس؟
مرة أخرى يجيب :
” اشتروا بالفلوس بجايم وبطانيات للمرابطين في الجبال والوديان .. هم احق،”
استدراك لمرة اخيرة :
” ان كان ضروري تشتروا لي شيئا .. اشتروا لي ” بوتي ” من شان يسهل عليا الطلوع للجبال والتنقل بين الجبهات ويجلس معي خيرات”
فكان له ما طلب ..
***
في ( 2007/1/ 27 )
أي بعد زواجه بثلاثة وعشرين يوما،
اندلعت الحرب ( الحرب الرابعة ) فكان من شهر عسله .. شهر نصر لأمته،
فصارت العزة مسكنا واثاثا يفخر به .. والنصر ملبسا يتباها به ،
***
يا دموعي،
أرجوك اهطلي وهدئي من حرقة اضلعي فهذا شهيد بكت عليه السماء .. فمن أنت لتتكبري؟!
فأجابت :
أكمل اكمل حديثك .. ومزيدا عنه اشجني لعلي اجد ما يسرك ويسرني.
***
سيرة مختصرة :
من الشهيد ؟
المجاهد اللواء طه حسن اسماعيل المداني ( ابو حسن )
آخر مهام الشهيد ،
مشرف اللجان الامنية ، مستشار وزير الداخلية،
عضو اللجنة الامنية العليا.
شهائد حاز عليها الشهيد،
الابتدائية :
اول وثاني في مدرسة الثورة بميدي ..
ثالث في كهلان بصعدة ..
رابع وخامس وسادس في السلام بصعدة ..
الاعدادية :
سابع الى تاسع في الزبيري بصعدة .
الثانوية :
اول وثاني ثانوي في الواسعي بصعدة
وكواحد من نوابغ اليمن فقد درس الثالث الثانوي في جمال عبد الناصر (الأمانة )
الجامعية :
بكالريوس شريعة وقانون جامعة صنعاء
العليا :
شهيد في مقدمة جبهات الذود عن الوطن ضد العدوان والاحتلال ..
***
بقليل من التأنّي وكثير من التدبّر ، ادركت أنني جازفت كثيرًا في ما كتبت اعلاه،
فهي لا يمكن ان تليق او تفي بمكانة وعظمة وقدر الشهيد، فتعجبت لجرأة أحرفي وبجاحة اسطري ، فتذكرت تواضعه وبساطته وطيب اخلاقه ، فاستقرت رعشة أناملي ،
وخجلت أكثر لضعفي وتوسلي امام أيمان وصلابة أدمعي وقلت لها
لم استطع قول شيء .. فقط اعتذرت ،!
فقالت :
لا تحزن فالحزن لا يلاحقنا حيثما كنا أو أننا المعذبون فوق هذه الأرض ويجب ان تترسخ في ذواتنا فكرة وحيدة، تكون بناءة .. ألا وهي :
” أنَّ السعادة موجودة في المكان الذي نحن فيه ونحن من نمنحها لأنفسنا، ولا نظن أنها موجودة في كوكب آخر غير كوكبنا ” !
السعادة مصدرها العزة، الكرامة، التضحية، الإباء، الثقة بالله،
لن اطيل عليكم ، ولكن .. كلمة اخيرة:
إن اردتم السعادة امضوا بطريق الشهداء ففيها كل سبل السعادة تدبروا سير حياتهم تمعنوا جيدا فيما افنوا حياتهم فيه ما الطريق الذي سلكوه كيف استثمروا موتهم ، وكيف عاشوا سعداء ورحلوا سعداء ..
( فبشهدائنا سنسعد ونشتد )
نقلا عن صحيفة الحارس