الجديد برس
جميل أنعم العبسي
—————–
يقول الشاعر اليمني والمفكر القومي الفقيد عبدالله البردوني :
والأباة الذين بالأمس ثاروا …. أيقظوا حولنا الذئابَ وناموا
حينَ قلنا قاموا بثورة شعبٍ … قعدوا قبل أن يروا كيف قاموا
ماتَ سبتمبر البشيرُ ولكن … أمَّة ناهدُ هوها غلامُ
من قصيدة بعنوان (تقرير إلى عام 71 حيث كنا) .. وحسب تعبير البردوني ماتت ثورة 26 سبتمبر 1962م، بسيطرة الطرف الثالث على صنعاء الثورة في ذلك الحين .. واليمن أمّة حيوية فكان هواها المقدم الشهيد إبراهيم الحمدي في 13 يونيو 1974م ثم عاد الطرف الثالث بالسيطرة على صنعاء الثورة مجدداً، مع ذلك نستمر بالإحتفال بثورة 26 سبتمبر الخالدة 62 كثورة أُم لم لكل اليمن .
وما بين فبراير الثورة 11 فبراير 2011م، وفبراير ما بعد جمعة الكرامة بالقناصين الصهاينة المستوردين من الخارج، والمُستر عليهم من الفرقة أولى مدرع حتى تاريخه، قناصة صهاينة على حساب سفارة دولة خليجية إخوانية الهوى، صهيونية العشق، ماسونية الغرام، حتى جريمة جامع النهدين بالطائرات الصهيونية، قصة وحكاية بل مؤامرة الربيع الصهيوني .
في فبراير 11 خرج الشباب بثورة ضد الفساد والمفسدين من أجل مستقبل أفضل وغد مشرق، وفي فبراير ما بعد جمعة القناصين الصهاينة، سيطر الإخوان على ثورة الشباب فكانت ثورة صفراء ضد شخص رئيس الجمهورية السابق زعيم المؤتمر الشعبي العام، فكان شعار إرحل، إرحل والبديل مجهول معلوم، إرحل ولابيان ثورة ولامطالب، إرحل والشعب يريد إسقاط الرئيس وليس النظام وتدمير الحرس العائلي، المهم إرحل وكفى بالإخوان وقطر والسعودية وأمريكا وبريطانيا واسرائيل وكلاء للربيع الصهيوني .
فماتت ثورة 11 فبراير 2011م، لتوقضها ثورة 21 سبتمبر 2014م .. إنها بالفعل “أمة ناهد هواها غلامُ” .. واليمن كل اليمن تتسع للجميع والكل فكان المجلس السياسي مظلة لكل القوى المقاومة والمتصدية لعدوان الربيع الصهيوني .
وكفى لهؤلاء القوم بأن من قالوا “أرحل” بالعصبية والشخصنة رحلوا إلى مزبلة الوطن العربي “الرياض”، وظهروا بقضهم وقضيضهم في مؤتمر الرياض الشهير من الفاسدين والمفسدين من كل الألوان ومن مقدمتهم حزب المؤتمر الشعبي العام والذي بفضل ثورة 11 فبراير تخلص وإلى الأبد من سرطانات الفساد، ومنهم نائب رئيس المؤتمر الخائن الفار هادي، والأمين العام الذي وقع دستور الأقلمة برغم معارضة الزعيم الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
فهل تستحق ثورة 11 فبراير الإحتفاء أم لا، ثورة ضد الفساد والمفسدين وبخطاب الرئيس السابق.. وبعد جمعة القناصين الصهاينة قال بأن المؤتمر تخلص من الفاسدين، وعلى رأسهم، علي محسن الأحمر وغيرهم ممن كانوا عند احذية الرئيس السابق .
وكفى أولئك القوم بأن من كانوا سببأ لحروب ستة في صعدة أيضاً كانوا ضمن الراحلون إلى فنادق الرياض، ومن حقهم الإحتفاء بثورة 11 فبراير 2011م .
أما الثوار الشباب شهداء وجرحى لم يعد أحد يذكرهم لانهم ليسوا مؤطرين للأحزاب فكانوا في ذمة التاريخ، وحسبهم الله سبحانه وتعالى.. وممثلة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار المغدور بدستور الأقلمة غير التوافقي قالت “يقولون عن ثورة الشباب ولامكان للشباب، ولاتدري بأن ثورة الشباب قد أستبدلت بعواجيز الإخوان والتكفير .
وثورة الشباب بالذكرى السادسة تحتفل في صنعاء الصمود والتصدي حتى الإنتصار، بوجود السيد قائد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبوجود زعيم مخضرم عسكري عاصر الشرق والغرب وتخندق في خندق الوطن ضد أعداء اليمن والعرب والمسلمين، ولذلك ثورة الشباب 11 فبراير تحتفل مع رئيس وزعيم يدافع عن الوطن كما هي تحتفل مع سيد هاشمي شيعي من آل البيت الكرام، تصدى لذئاب كل ثورات اليمن شمالاً وجنوباً … وعاشت الجمهورية اليمنية أرضاً وانساناً موحدة دماً وروحاً، ضد كل الأعداء كيفما كانوا ثواراً أو حيثما أصبحوا عملاء وخونة .. وذلك هو تقريرنا إلى ثورة 11 فبراير حيث كنا، وثورة صفراء ما بعد جمعة الصهاينة كما أرادوا .. حتى ثورة 21 سبتمبر كما أردنا وما بعد حتى هو المجلس السياسي شوكة وخنجر ورصاص بقلب كل من يريد النيل من وحدة المؤتمر وأنصار الله .. وحدة الأنتصار كل الانتصار على أعداء اليمن والعرب والمسلمين، ولا مكان للفاسدين والمفسدين من أي طرف كان، والله من وراء القصد .