المقالات

صك الإرتقاء ..

الجديد برس : رأي 

علي القاسمي : كاتب وشاعر يمني

وللإرتقاء صكوك ايضاً، ولكن ليس من السهل ان تكون في متناول اي إنسان بمجرد الرغبة في الحصول عليها، فلا بد من رصيد متنامي يغذى وبشكل مكثف ومتواصل الى ان يصل الى الحد او السقف المعلوم الذي يُمنح بموجبه هذا الصك، وهناك الكثير ممن بلغوا هذا الحد او السقف ومنحوا صك الإرتقاء، بينما هناك حالات او نماذج متفردة تنامت ارصدتهم وتضاعفت حتى تجاوزت كل الحدود والسقوف التي أهلتهم لإمتناح صك الإرتقاء ونيل الشهادة
اللواء/ طه حسن اسماعيل المداني ( ابو حسن ) مشرف اللجان الامنية ومستشار وزير الداخلية ، عضو اللجنة الامنية العليا
انموذج لمثل هذه الحالات، فعندما تغوص بعمق في حياة الشهيد ( ابو حسن ) من خلال شهادات وروايات لبعض اصدقاءه ورفاقه واقاربه تجد انه كان من الأثرياء جداً وصاحب ارصدة جهادية ربانية كبيرة
ومما ادهشني كثيراً عند قراءتي لبعض تلك الروايات التي لا يتسع المقام والحال لسردها انه جرح في الحرب الرابعة فقط ثلاث مرات،
بالإضافة الى انه سجن مرات عديدة وعلى فترات متفاوتة، وكان في كل مرة يخرج فيها من السجن يعود الى نشاطه الجهادي بروح متجددة ومعنويات عالية اكثر من ذي قبل .
وله الكثير من السمات والصفات العظيمة والتي يمكن إقتضابها من خلال شهادة احد اصدقاءه وهو امين الحملي حيث قال عنه :
(أبو حسن) هو صاحب إدارة وإرادة ذاتية قوية جعلت منه كتلة إيجابية أثمرت خلال حياته القيادية والجهاديه
طه .. ومنذ صغره وأثناء مرافقتي له كان يعي ذاته ويقدرها وأن أخطأت لا يجرمها لذا كان يعرف كيف يديرها .. تجد عنده الشعور بالطمأنينة الداخلية لأنه كان يجيد الاتصال مع ذاته وربه لذا كان يعرف أن يوجهها لأنه لم يكن يحتاج أن يتصنع المواقف .
لديه حرية وابداع قائد مقدام
كان قائدي الشخصي ومعلمي وموضع مشورتي منذ نعومة أظافري ..
فهو يظهر نفسه للأخرين كما هو، لا يشعر بالحاجة لتمثل دور ما، كما انه يتقبل الاخرين كما هم، لانه يؤمن بالتعايش الإجتماعي بالدرجة الأولى، هو قوي في النصح للآخرين دون توبيخ او تذمر
فهو مثالي يحلحل المشاكل والتعقيدات التي يواجهها دون أن يجرم نفسه او يجرم الآخرين .
يتحمل المسؤلية ويساعد الآخرين على تحملها، ودائما يصنع الخير، ولا يتردد في اتخاذ قراراته ومواقفه وتصرفاته نتيجة وعية وحكمته وبصيرته ..
لم يكن متسلطاً فهو يتقبل من الآخرين اللوم والنصح والعتاب، كما انه لم يكن مستسلماً للظغوطات الاجتماعية والنفسية لأنه صاحب امل وطموح ورؤية مستقبلية، وافكاره دائما إيجابية تجاه كل المواقف وبواقعية بعيدة عن الخيال والأحلام والخرافات والخزعبلات، يشعر بالآخرين ولاينساهم رغم حجم وكبر المهام الموكلة إليه .
كان يسيطر بقوة على مخاوفه لأنه يتقبل الاعتراف بها فتتيح له الفرصه أن يديرها بحكمة .
كان يسيطرة على نفسه وقت الغضب، ويرفض الحزن، ولا يتقبل الخسارة .

كانت هذه اهم وابرز سماته بحسب شهادة احد اصدقاءه، وهناك العديد والكثير من السمات والملاحم والبطولات التي كان يتحلى بها الشهيد( ابو حسن ) والتي تضمنتها الروايات والقصص والمواقف التي وردت في شهادات بعض اصدقاءه ورفاق دربه ومسيرته .

رجل كهذا وهب روحه وسخر وقته وجهده وباع دنياه لله، وفي سبيله وابتغاء مرضاته، كان إنصاف الله وجزاءه هو ما ينتظره، فنال وبجدارة صك الإرتقاء، ليرتقي شهيداً .
فسلام الله عليه ورحمته ورضوانه