الجديد برس : رأي
عبدالمنان السنبلي – كاتب يمني
من المعلوم تاريخياً أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تجرأت وإعترفت بدولة الإنفصال التي أعلنها البيض مساء الثاني والعشرين من مايو 1994 بصورة فاجئت حتى المملكة السعودية مهندسة وداعمة عملية الحرب والإنفصال يومها والتي ظلت تترقب كيف ستئول الإمور قبل التسرع بعملية الإعتراف !
وبعد أن إنتصر الشعب اليمني للوحدة وأفشل عملية الإنفصال وجد الإماراتيون أنفسهم في وضعٍ محرجٍ أمام اليمنيين والعرب عموماً فبرروا ذلك الإعتراف بأنه جاء كنوعٍ من التعبير عن السخط لدى زايد بن سلطان لعدم وقف الحرب !
القيادة اليمنية بدورها تظاهرت يومها بأنها تفهمت الوضع رغم عدم إقتناعها بذلك المبرر الذي ساقه الإماراتيون إلا أنه جاء كنوعٍ من التغاضي أملاً في فتح صفحة جديدة معهم !
واليوم هاهي هذه الدويلة الصغيرة تمارس بنفسها ذات الدور المشبوه الذي دعمته قبل أكثر من عشرين سنة مستغلة تواجدها العسكري في مناطق الجنوب اليمني حيث تشير كثيرٌ من المؤشرات إلى سعيها الحثيث والدؤوب لفصل جنوب اليمن عن شمالة في إطار مؤامرةٍ تستهدف تمزيق اليمن لم تبدأ من اليوم ولكن منذ أن أُعيد توحيد اليمن في 1990 !
يتبين من خلال المعطيات السابقة أن المسألة ليست مسألة سخط أو حنق كما ظلوا يبررون من قبل وإنما هي عملية مبرمجة وممنهجة تخفي وراءها الكثير من الأطماع الإماراتية في الجنوب اليمني والتي يعتقد الإماراتيون أنها لا يمكن أن تتحقق لهم إلا في ظل رعايتهم وإشرافهم المباشر على مشروع الإنفصال خاصةً وقد تهيأت لهم الظروف اليوم للقيام بذلك !
فما هي حقيقة تلك المطامع يا تُرى ؟! وهل سيتمكن الإماراتيون من تحقيقها ؟!
في الواقع يعلم الإماراتيون جيداً من خلال الكثير من الدراسات والتقارير أن (دبي) ما كانت لتكون كما هي عليه اليوم لو ان اليمنيين إستغلوا (عدن) الإستغلال الصحيح والأمثل وذلك لتفوق موقع عدن الجغرافي بعشرات المرات على (دبي) والذي يهيئها لأن تكون واحدةً من أهم المؤانئ في العالم وبالتالي فإن عملية فصل الجنوب اليمني عن شماله سيفضي إلى خلق حالة من عدم الإستقرار السياسي في عموم اليمن كذلك الذي كان حاصلاً في مرحلة ما قبل الوحدة اليمنية الأمر الذي سينعكس سلباً على مدينة عدن بما لا يتيح لها فرصة النهوض والبناء وهذا بالطبع هو ما يريده الأماراتيون أولاً مع الأخذ بعين الإعتبار بقاء عدن في ظل الواقع الجديد تحت عنايتهم بطريقةٍ أو بأخرى قد يحتاجون إليها كميناء إحتياطيٍ مؤقتٍ وبديل وذلك في حالة ما وصل الأمر بين أمريكا ودول الخليج من جهة وإيران من جهةٍ أخرى إلى نقطة المواجهة والتصادم وأقدمت إيران على تنفيذ تهديدها الدائم بإغلاق مضيق هرمز كما فعلت في مطلع ثمانينيات القرن الماضي الأمر الذي سيصيب دبي بالشلل التام !
ويبقى السؤال هنا : هل سيتمكن الإماراتيون من تحقيق أهدافهم الخبيثة هذه في جنوب اليمن ؟!
لا أعتقد ذلك ! فاليمن ستتعافى أخيراً بفضل الله ثم بفضل وعي أبناءها الأحرار والشرفاء الذين لن يسمحوا لقوى الشر والعدوان وأزلامهم بتمرير مخططاتهم الإجرامية والشيطانية مهما قدموا من تضحياتٍ جسيمة .
فليحافظ اليمنيون على وطنهم ووحدتهم وليحرصوا على ما ينفعهم لا ما ينفع الغزاة والطامعون وليثبتوا للعالم من جديد أنهم أقوى وأكبر من أن ينال منهم رعاة الشاة والبعير مهما تعملقوا وتطاولوا في بنيانهم وأبراجهم، والمؤمن القوي في كل الأحوال خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف !