الجديد برس – تقرير
مع إنقضاء الأيام والسنين تتضح الصورة لنا أكثر وأكثر وتظهر الحقيقة جلية أمام أعيننا كاشفة لنا حجم المؤامرات التي تحاك ضد شعوب المنطقة، كنا نتمنى ألا نصدق الروايات التي كسرت قلوبنا منذ سبعينات القرن الماضي، والتي تحدثت عن زيارات بين مسؤولين عرب واسرائيليين وتوقيع معاهدات سلام وغيرها من الإتفاقيات التي جلبت لنا العار.
إلى أن نصل إلى الوقت الحالي حيث يتردد الحديث وبكثرة في الآونة الأخيرة عن حجم التعاون الكبير بين السعودية والكيان الإسرائيلي في جميع المجالات وخاصة العسكرية والإقتصادية، حيث تم الكشف مؤخراً عن صفقات تجارية بمليارات الدولارات تتم بين السعودية و الکیان الاسرائيلي.
لماذا يتكتم آل سعود عن علاقاتهم مع الکیان الاسرائيلي؟
آل سعود يحاولون قدر الإمكان التكتم عن هذه الإتفاقيات وعدم الحديث عنها بالعلن خوفاً من توتر داخل الأراضي السعودية قد يجلب الويل لحكام السعودية وخاصة بعد العجز الإقتصادي الذي تعاني منه السعودية وتراكم ديونها، نتيجة حربها على اليمن ومشاركتها في حروب ليبيا وسوريا والعراق وأفغانستان ولبنان والصومال والسودان ونيجيريا والجزائر، وكلفت هذه الحروب حتى الآن الخزينة السعودية 1000 مليار دولار.
تصدير منتجات إسرائيلية جديدة إلى السعودية
وفي جديد العلاقات السعودية الإسرائيلة ما اعترفت به وزارة الحرب الإسرائيلية عن تصدير منتجات إلى السعودية تتضمن مجموعة من البرامج الإلكترونية والتقنيات السايبرية بهدف تطوير المجال الأمني والتجسسي للسعودية.
وتمت هذه الصفقة بنائاً على طلب من الجانب السعودي، حيث توجه مسؤولون سعوديون قبل عامين إلى شركة IntuView”” الإسرائيلية المختصة بتطوير تقنيات محاربة القرصنة الإلكترونية، وبعد حصول الشركة على مصادقة وزارة الحرب الإسرائيلية تم تصدير المنتجات إلى السعودية، وقال مؤسس الشركة” شموئيل بار” في مقابلة أجرتها معه وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، أن السعوديين توجهوا له قبل عامين وذلك بهدف شراء خدمات استخبارية متعلقة بالسايبر لصالح العائلة المالكة حيث جرى تزويد السعوديين ببرمجيات ساعدتهم على متابعة الرأي العام السعودي على الشبكة العنكبوتية.
لماذا يعلن الصهاينة بشكل مستمر عن علاقاتهم مع السعودية؟
من الملاحظ أن المسؤولين الصهاينة على عكس مسؤولي الدول الخليجية، يستثمرون كل مناسبة ليعلنوا فيها تقاربهم في وجهات النظر مع الدول الخليجية، كما تكشف الصحف الإسرائيلية بشكل مستمر عن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون خليجيون إلى اسرائيل، رافعة الستار عن الصفقات المتبادلة بينهما.
وبات من الواضح أن المسؤولين الصهاينة يؤمنون بالحاجة إلى الاستثمار على أساس المصالح المتبادلة بين الدول الخليجية وتل أبيب، كما أنهم يعتبرون ذلك بمثابة فرصة تاريخية واستراتيجية للكيان الاسرائیلي.
هذا الموضوع تم طرحه من قبل موقع”ديفنس” الإسرائيلي المتخصص بالقضايا الأمنية والعسكرية وقال الموقع أن السعودية واحدة من أهم الدول المستوردة للمنتجات الإسرائيلية وخاصة المنتجات العسكرية، كما يتم تصدير هذه المنتجات لدول عربية وإسلامية أخرى لاتربطها بالکیان أي علاقات دبلوماسية.
وأعلن هذا الموقع الصهيوني أن وزارة الدفاع السعودية وافقت على عقد صفقة التقنيات السايبرية وشرائها من كيان الإحتلال، وتدل هذه الأخبار على أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالتعاون الأمني مع دول عربية وإسلامية ليست عبثاً.
ومما لاشك فيه أن إبرام الصفقات السرية بين الكيان الإسرائيلي والدول الخليجية ليست بالجديدة رغم انكشاف ذلك بين فترة وأخرى، وأخر المشاريع التي تم الكشف عنها متعلقة بشركة “AGT” حيث قام رجل الاعمال “الاسرائيلي” الامريكي ماتي كوخافي عن طريق هذه الشركة بتنفيذ مشروع لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال حماية الحدود وآبار النفط، واستمر تنفيذ هذا المشروع عدة سنوات وساهمت شركات أمنية إسرائيلية في تنفيذ جزء كبير منه.
بيع أسهم شركة آرامكو لشركة اسرائيلة
وكنا قد ذكرنا في تقارير سابقة حصول شركات صهيونية على أسهم شركة آرامكو السعودية، حيث أعلنت صحيفة فايننشال تايمزالبريطانية عن فوز تاجر يهودي باسم” مولس كين” بصفقة الخصخصة مع شركة آرامكو السعودية المختصة بمجال النفط والغاز والبتروكيماويات.
هذا التاجر تربطه علاقات واسعة مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، حيث اختار ضابطاً مخضرماً في الكيان الإسرائيلي يدعى ” شالوم ياناي” ليكون من كبار المستشارين في شركته التي اشترت أسهم آرامكو.
شالوم ياناي، ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي وواحد من قادة النظام الصهيوني وتم ترشيحه من قبل نتنياهو لرئاسة الموساد في السابق.
وتعتبر شركة آرامكو من أغلى وأكبر شركات النفط العالمية حتى أن قيمتها تتفوق على شركة أبل الامريكية وتصل القيمة الإجمالية للشركة السعودية إلى 2000 مليار دولار، ومن المقرر أن تقوم الشركة كخطوة أولى بطرح 5% من أسهمها بقيمة تصل تقريباً إلى 100 مليار دولار أمريكي في الأسواق المالية العالمية.
تطبيع علاقات المنفعة المتبادلة إلى الخداع الإستراتيجي والتطابق في وجهات النظر والمصالح المشتركة في جميع المجالات أصبحت أمر بديهي بين مسؤولي الکیان الاسرائيلي والسعودية، وعلى الرغم من أن السعوديين لديهم الكثير من التحفظات على إفصاح الجانب الإسرائيلي عن العلاقات بينهما، إلا أن الرياض وتل أبيب ماضيتين في توسيع سبل التعاون بينهما.
هذا الموضع يعتبر في غاية الأهمية بالنسبة للكيان الإسرائيلي على جميع الأصعدة وخاصة السياسية والإعلامية منها، كما يعتبر من أهم أولوياتها.
الجدير بالذكر أن الکیان الاسرائيلي یسعی بكل امكانياتها للإستفادة من أموال الدول الخليجية في مواجهة سوريا وإيران وحزب الله، كما يستخدمون السعودية لحشد الأنظمة العربية الأخرى ضد إيران.
بالإضافة إلى أن الدعم المالي التي تقدمه السعودية للجماعات الارهابية مثل القاعدة والدولة الإسلامية وجيش الإسلام، يصب بشكل مباشر في مصلحة الکیان الاسرائيلي.
وهكذا فإن الکیان الاسرائيلي یسعی إلى جر الرياض لخدمة مصالحها الشخصية في إشعال حرب أهلية في الدول الإسلامية.
المصدر / الوقت