الجديد برس
أشرف مروان… «الجاسوس الذي أنقذ إسرائيل»
عام 1966، اقترن أشرف مروان بكريمة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، لتفتح بذلك أمامه كل السبل، ويترقى إلى أعلى المراتب العسكرية، ويشبك مع كبار القادة المصريين. عام 2007، مات مروان في لندن، التي انتقل الى العيش فيها عام 1981، إذ وُجد في حديقة أسفل مبنى شقته، ولم تكشف ملابسات هذا الموت: هل كان إنتحاراً أم قتلاً؟.
«الملاك ــــ الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل» للأكاديمي الصهيوني والخبير في شؤون الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوري بار- جوزيف انتقل أخيراً إلى لغة الضاد (الدار العربية للعلوم- ناشرون 2017) بعد ترجمته من الإنكليزية The Angel-The Egyptian Spy Who Saved Israel. «الملاك» (ترجمة فادي داؤد)، الصفة التي كان يكنى بها مروان، يكشف بالإستناد الى دراسات وأبحاث دقيقة، يضاف اليها سلسلة مقابلات حصرية، مع شخصيات أمنية وعسكرية رفيعة في الكيان العبري، عمله السري الجاسوسي لصالح «إسرائيل»، سيما بعد تزويده المخابرات الإسرائيلية بتفاصيل ومعلومات مسبقة عن الهجوم المصري-السوري المشترك في حرب أكتوبر (1973).
يتدرجّ الكتاب المؤّلف من 13 فصلاً، ي الحديث مفصلاً عن هذا الرجل، ونشأته وزواجه بإبنة عبد الناصر، وكمستشار مقرّب من أنور السادات، وصولاً الى بدايات إتصاله بالعدو الإسرائيلي في لندن عام 1970، وإنضمامه الى الإستخبارات العسكرية المصرية. كما يفنّد أسباب إنخراطه في هذه الخيانة لبلاده، وعلى رأسه جشعه بالمال وعشقه للترف. كذلك، يظهر المؤّلف دخول جهاز الإستخبارات السعودي وتحديداً مع رئيسها آنذاك كمال أدهم، وإبرام الصفقات، مع مروان وتزويده بضعف ما كانت تعطيه إياه «إسرائيل» من أموال.
يوّسع الكاتب بحثه هذا، بالإضاءة على قضية الجاسوسية في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، ودورها في تشكيل «مصير الأمم». كما يفتح لسؤالين إثنين حول «من الذي كان يخون أشرف مروان حقاً؟.. ومن قتله؟».
نقلا عن جريدة الأخبار اللبنانية