الجديد برس : ترجمة ـ أحمد عبدالرحمن
تحرير – عبدالحميد الغرباني
يسجل المتابع للإعلام والصحافة الأمريكية اهتماما لا بئس به بمجريات الأحداث في اليمن والتطورات التي تمر بها والجديد راهنا تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية حول الحرب على اليمن ، ساق خلاله _جوست هلترمن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية _ للسعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة أمورا عدة كثيرا مايثبتها اليمنيون في ميادين المواجهة مع قوى العدوان ومنها التحذير للرياض من المقامرة الخاسرة التي تخوضها لمايقارب العامين ضد اليمن وهكذا جاء النص (السعودية نزلت في مستنقع الرمال المتحركة في اليمن وتنفق مليارات الدولارات على حرب لم تكن قريبة من الفوز بها بأي حال من الأحوال) …
ويعزز كاتب التقرير جوست هلترمن التحذير الأول بمايشبه النصيحة فيرى ( أن الطريقة للتعامل مع الحوثيين ليست بمواصلة حرب لا يمكن الفوز بها) ويتجه تقرير المجلة نحو نظام بلاده الجديد فيحذره ايضا من تبعات توسيع الانخراط في العدوان على اليمن ( إذا ما اندفع “ترامب” في الحرب اليمنية، فهناك خطر حقيقي جداً بأن الصراع سوف يخرج عن نطاق السيطرة).
وفي التقرير أيضا جزئية هامة يقول التقرير (ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قد راهن بسمعته على كسب الحرب، إضافة إلى حليف السعودية دولة الإمارات العربية المتحدة، تأمل بأنه وبمساندة الولايات المتحدة قد تتمكن من هزيمة التحالف بين الحوثيين وصالح، أو على الأقل إجبارهم على تقديم تنازلات كبيرة على طاولة المفاوضات، إلا أن مثل هذه الحسابات قد يثبتُ كونها خطأ فادحا) بالتمعن في بداية مابين القوسين اعلاه نجد بداية الجملة تتوافق مع ماأورده السيد حسن نصر الله في أحد خطاباته الاخيرة حين ربط استمرار العدوان على اليمن برغبة تحقيق إنجاز يقفز بولي ولي العهد بن سلمان إلى قيادة السعودية ولو عبر قتل اليمنيين، في سياق أخر تقرير المجلة الامريكية حاول تقديم تعريف لأنصار الله لكنه درج في السياق المشبع من التعريفات التي حاولت تكبيل أنصار الله في نطاقات ضيقة تبدأ بالمذهب ولا تنتهي عند العرق او المنطقة من هنا يرى التقرير أن ( حركة الحوثيين تختلف عن حزب الله من ناحية أصلهم وتكوينهم، ولكن هناك تشابهات مهمة أيضا حيث تأكد الجماعة أنها تحمي الطائفة الزيدية في اليمن، وأنها بدأت بسياسة وطنية وحركة إحيائية شعبية معارضة للتوسع السلفي في المناطق الزيدية ).
والملاحظ هنا أن التقرير يغالط نفسه حين أسند الحديث لتأكيد الجماعة أي ( انصار الله ) مع وضوح مخالفة ادبيات وهموم انصار الله لماذكر أعلاه فضلا عن كونها جزء من الحرب الدعائية التي يشنها ضدهم خصومهم على المستوى المحلي والإقليمي فورين بوليسي بعد ذلك تقول لقد تحول الحوثيون في وقت مبكر ( إلى ميليشيا ذات تقارب سياسي مع إيران وحزب الله، وذات موقف يعارض صراحةً الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية، وإسرائيل) .
وهنا التقرير فيما يبدو يفصل مابين العلاقة المتبادلة وبين التبعية والارتهان فيؤكد أن انصار الله أو الحوثيين حد تسمية المجلة أصحاب قرار مستقل ولايخضعون لإملاءات طهران او غيرها، تقول فورين بوليسي ( ففي حين يرتبط الحوثيين بإيران، إلا ان إيران لا تتحكم في اتخاذ القرارات الخاصة بهم) وإن كان التقرير قد ساق قرينة أساسها محض افتراض وتجاهل عن عمد وغواية قرائن عدة تثبت إلى أبعد مدى استقلالية الرؤية والقرار والخيارات لدى أنصار الله ومنها على سبيل المثال ادارة ملف المفاوضات مع السعودية وامريكا بمعزل عن ايران وغيرها ..