الأخبار المحلية

الشامي يفجر قنابل سياسية: أبرز قادة الاشتراكي يقول أن الحرب على اليمن عدوان أجنبي وحقد سعودي ويدعو هادي للتنحّي

الجديد برس

فجر  يحيى الشامي أحد أبرز قادة الحزب الاشتراكي اليمني وأحد مؤسسيه والذي يشغل حالياً “عضو المكتب السياسي” في الحزب “قنابل سياسية” متعددة، من خلال حوار صحفي هو الأول منذ بدء الحرب على اليمن، وقال فيه أنه يعتبر الحرب على اليمن عدوانا أجنبياً وأن السعودية تكن حقداً كبيراً على اليمن واليمنيين مشيراً إلى أن السعودية اعتبرت القلق الإسرائيلي مما حدث في اليمن في 21 سبتمبر 2014 كتصريح لشن الحرب، داعياً عبدربه منصور هادي إلى التنحي.

المراسل نت يعيد نشر الحوار مع القيادي الشامي الذي أجراه الزميل فايز الأشول لموقع “العربي الجديد”:

مع “الشرعية” ضد “عاصفة الحزم”. ومع وقف الصراع الداخلي وضد العدوان الخارجي. يحيى الشامي، عضو المكتب السياسي لـ”الحزب الاشتراكي” في حوار مع “العربي “، يتناول المتغيرات في المشهد اليمني ودور الإقليم والخارج فيما يعتمل في الداخل. وواقع قوى اليسار ومسار السياسة في المرحلة الراهنة.

أين دور الأحزاب مما يعتمل في الساحة اليمنية؟

أشعر بقلق من أن الأحزاب السياسية غائبة، بهذا القدر أو ذاك، عن ما يحدث. وأقول بصراحة إن الكثير من قواعد الأحزاب الوطنية التقدمية، وحتى مثقفيها، قد انخرطت في بعض مظاهر الصراعات المتخلفة التي تأخذ طابعاً إقليمياً أو طائفياً أو جهوياً أو سلالياً أوحتى شخصياً. وعلى “الحزب الاشتراكي” و”التنظيم الناصري” التنبه لهذه المظاهر المتخلفة، لأنه يشكل خطراً وجودياً على الحركة التقدمية ويزيحها عن خطها السياسي. كما أطالب بوقف الحرب، بداية من تعز، وإلا سيعود الصراع لمظاهره التاريخية الطبيعية.

هل لا يزال تحالف أحزاب “اللقاء المشترك” قائماً؟

لا لم يعد قائماً. وأنا أتمنى أن تتجلى الحكمة اليمانية مرة أخرى، وأوضح ذلك بالعودة إلى صراعنا كـ”حزب اشتراكي” وجبهة وطنية مع علي عبد الله صالح وبقية الرؤساء، ابتداء من 1976م وحتى 1989م وبعدها تحالفنا مع “حزب المؤتمر” وأعدنا وحدة اليمن. كما تصارعنا كـ”حزب اشتراكي” مع “حزب الإصلاح” من وقت طويل، لأننا أدركنا مبكراً أن “الإصلاح” يلعب دوراً في إثارة الصراعات المحلية السياسية، ولكن بعد الوحدة تشاركنا في الحكم معه و”المؤتمر”، وهذا مظهر من مظاهر تجلي الحكمة اليمانية.

هي حكمة أم مصلحة سياسية؟

أنا أسميها حكمة، وأحاول أن أعطي هذه المظاهر هذا المفهوم لكي نخرج من دوامة الصراع الحالي الذي تحركه أياد خارجية إقليمية ودولية وبدأ يخرج من أيدي الحركة السياسية الداخلية.

البيان الصادر عن اللقاء التشاوري بين “الحزب الاشتراكي” و”التنظيم الناصري” الذي انعقد في القاهرة مؤخراً، هل هو إعلان تحالف جديد؟

في لقاء القاهرة حضرت قيادات من الحزب والتنظيم، ولا أستطيع القول إنها مكلفة، لأننا في “الحزب الاشتراكي” وضعنا القيادي مشتت. مجموعة في صنعاء ومجموعة في عدن ومجموعة في القاهرة. وعلي صالح عباد مقبل مشلول، وياسين سعيد نعمان تعين سفيراً، وجار الله عمر اغتيل، لذا نعمل على التحضير لعقد اجتماع لقيادات الحزب، رغم صعوبة ذلك بسبب الصراع الحالي في الساحة اليمنية.

أين يقف “الحزب الاشتراكي” في الصراع الحالي؟

“الحزب الاشتراكي” يدعو إلى وقف الحرب، لأنها جلبت معها صراعات طائفية وجهوية وتسببت في شرخ اجتماعي كبير.

العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، هل هي عدوان أم دفاع عن خطر يتهدد أمن الجزيرة؟

أنا شخصيا أعتبر “عاصفة الحزم” هي تعبر عن حقد دفين لدى المملكة العربية السعودية تجاه اليمن واليمنيين. ومع سيطرة “أنصار الله” على عمران وبعدها على صنعاء، لفت نظري تصريح لأحد القادة العسكريين الإسرائيليين لصحيفة “يديعوت أحرنوت”، ونقلته عنها جريدة “القدس العربي”، يقول: “هناك تطورات في اليمن مثيرة للقلق”، وبعدها ظهر وزير الخارجية السعودي حينها، سعود الفيصل، ليصرح لوسائل الإعلام بقوله: “لا بد من الحزم تجاه الحوثيين في اليمن”، وكأن ما قامت به “أنصار الله” منح النظام السعودي فرصة لضرب اليمن واليمنيين مستغلاً ظهورها كتجمع بطابع مذهبي يثير فزعاً لدى العديد من الأطراف والقوى داخلياً وخارجياً.

لكن موقفك هذا لا يتوافق مع مواقف بقية قيادات “الحزب الاشتراكي”؟

“الحزب الاشتراكي” كان وراء استنهاض النزعة الزيدية في وجه الوهابية كتيار متخلف، وما لا يعرفه الكثير أننا في “الحزب الاشتراكي” عام 1979م أرسلنا إلى صعدة الدكتور عبد السلام الدميني، ويحيى منصور أبو أصبع، عندما سمعنا عن استقطاب الاستخبارات السعودية للعناصر الشابة من الجبهة الوطنية في شمال الشمال، من بينها صالح جلخف من محافظة الجوف، والذي رفض العمل مع السعودية فاغتالته أدواتها في الداخل.

ونحن اليمنيون لنا تاريخ من الصراع مع النظام السعودي الذي وقف ضد ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر والوحدة والديمقراطية والأحزاب اليسارية والقومية. وكذا تاريخ مع الوهابية كتيار ديني متزمت زرع بذور الفتنة المذهبية في اليمن باستعدائه للزيدية والصوفية والشافعية.

وتبرير السعودية حربها على اليمن أنها استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي غير صحيح. فالسعودية ساعدته في الخروج من صنعاء إلى عدن، وأطلقت “عاصفة الحزم”، وبعدها طلبت منه كتابة رسالة بالسماح لها بالتدخل العسكري في اليمن واستغل النظام السعودي نفوذه المالي في الأمم المتحدة. لذا يجب أن نفهم أن ما تقوم به السعودية عدوان خارجي ولا تستهدف “أنصار الله” كتجمع مذهبي، وإنما تعبيراً عن حقد دفين ضد الشعب اليمني الذي قام بأكثر من ثورة في تاريخه خلال الـ 60 عاماً الماضية. وبسبب دعم النظام السعودي للوهابية انتشر تنظيم “القاعدة” و”داعش”.

أين حضور “الحزب الاشتراكي” في جنوب اليمن؟

“الحزب الاشتراكي” لم يعد بنفس المكانة من القوة التي كان يتمتع بها في الجنوب والشمال، وهذا يعود إلى انخراط الكثير من مثقفي “الحزب الاشتراكي” وقواعده مع أطراف الصراع داخل البلد. لكن المتغيرات ستساعد “الاشتراكي” في استعادة قوته وحضوره وتوحد مواقفه، لأن الصراع من حوله يأخذ مظاهر متخلفة. ويشعر غالبية الشعب أنهم يتحملون المآسي ويتلقون الكوارث، وهم بعيدون عن هذا الصراع ويتمنون أن يتوقف.

هل “الإشتركي” مع فيدرالية يمن إتحادي أم مع انفصال الجنوب؟

رؤية “الحزب الاشتراكي” في مؤتمر الحوار الوطني تشكيل دولة من إقليمين في الشمال والجنوب. لأن الجنوب توحد بعد انقسام إلى 23 سلطنة ومشيخة ومستعمرة، واستطاعت الجبهة القومية والحزب إقامة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وخلاف اليمن الموحد أو الفيدرالية من إقليمين في تقديري سوف تطغى على سطح الحياة السياسية النزعات المحلية للإنفصال والتشظي في الجنوب والشمال.

كيف ترى إدارة الرئيس هادي وحكومته للمناطق “المحررة”؟

أنا ضد “عاصفة الحزم”، لكن أنا مع “الشرعية”، رغم ضعفها وظهور صراع الأطراف المنضوية تحتها، وما حدث في مطار عدن مؤخراً وما يحدث بين فصائل “المقاومة” في تعز دليل على ذلك. وكنت أتمنى أن تفرض الشرعية حضورها بالخدمات والأمن والاستقرار في المناطق التي تسميها “المحررة”. وأتمنى أن تكون قرارات الشرعية تستهدف استعادة الدولة اليمنية الواحدة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

في المقابل، ألا ترى أن “أنصار الله” فشلت في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها؟

لا زالت أتساءل ما الذي دفع “أنصار الله” لمحاولة الاستحواذ على السلطة؟ ألا يدركون أن اليمن كبيرة وتفوق خبراتهم وقدراتهم وإمكانياتهم؟ أم أنهم بإزاحة علي محسن والسيطرة على الفرقة الأولى مدرع هيئ لهم أنهم قد سيطروا على اليمن. وقد كانوا طرفاً معترفاً به في مؤتمر الحوار.

ما المؤمل من “الاشتراكي” في هذه المرحلة؟

استشعار دوره التاريخي مرة أخرى، لأنني قلق من بعض مظاهر الشعور بالدونية تجاه الأهداف داخل الحزب، ونسيان كثير من الاشتراكيين، خصوصاً في صفوف الشباب، دور الحزب في تاريخ اليمن المعاصر وثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وتحقيق وحدة اليمن. ودور اليسار على الصعيد العربي والعالمي.

ما تصورك للحل في اليمن؟

توقف العدوان على اليمن، وتقديم تنازلات من أطراف الصراع تكفل الخروج من دوامة العنف والاحتراب الداخلي الدموي. ولو كنت مكان الرئيس هادي لتنحيت من أجل اليمن وحقن دماء أبنائها. ولو كنت مكان عبد الملك الحوثي لانسحبت من صنعاء وقبلت بالشراكة مع بقية القوى.

 

المصدر : المراسل نت