المقالات

عاصفة الحزم – سبعمائة يومٍ من الخواء أو يزيد !!

الجديد برس : رأي

عبدالمنان السنبلي – كاتب يمني

بعيداً عن الاهداف التي أُعلنت على أساسها ما عُرف بعمليات (عاصفة الحزم) والتي لم يتحقق منها طوال أكثر من سبعمائة يومٍ هدفٌ واحدٌ أو حتى نصف هدف، فلو نظرنا إلى ماذا حققته هذه العاصفة من غير تلك الأهداف المعلنة مما يمكن أن نسميه نقاطاً يمكن ان تسجل لها لوجدناها جميعاً أصفاراً على الشمال حتى أنه لا يمكن لأي متابعٍ منصفٍ أن يقول على عملية (عاصفة الحزم) إلا أنها أشبه ما تكون بكارثة طبيعية تعرضت لها اليمن خلفت الكثير من القتل والتدمير حالها كحال كارثة الزلزال الذي تعرضت له محافظة ذمار في أوائل ثمانينيات القرن الماضي أو حتى ككارثتي إعصاري ميج وتشابيلا التي ضربت السواحل اليمنية الجنوبية قبل ثلاثة أعوام .
مالذي تغير ؟!!
هم يقولون أنهم أعادوا هادي إلى عدن وأنهم أيضاً قد اصبحوا يتمركزون في تعز ومارب والجوف ونهم وووووووو…. ، ويحسبون ذلك منجزاً لهم ولعاصفتهم وغير ذلك من الأقاصيص والحكايات الإعلامية !! وكل ذلك في حقيقته ليس صحيحاً ولا يمت إلى الواقع بصلة .
وهل كان هادي اصلاً قبل العاصفة في (موزمبيق) ولم يكن يعلم أحد بذلك غيرهم حتى أعادوه وحكومته إلى عدن ؟!! أم انه كان في عدن بل ومن قبل في صنعاء لولا انه لعب لعبةً سياسيةً أكبر منه ؟!!
ولو انه كما يقولون انهم بعاصفتهم هذه قد حرروا تلك المناطق حقاً، لكان حريٌ بهم وبعاصفتهم ان يحرروا المناطق التي سيطرت عليها القوات اليمنية في نجران وجيزان وعسير بدلاً من إستجداء الدول للتوسط وتوسل التهدئة على أن يتم سحب القوات اليمنية من المناطق التي سيطرت عليها وعدم التوغل اكثر .
والحقيقة هي أنه لولا وجود قواتٍ يمنيةٍ وأحزابٍ وقبائل موالية لهادي اولمن يوالي هادي مسيطرة من قبل في تلك المناطق المذكورة آنفاً، لما أستطاعت قوات التحالف ان تنزل جندياً واحداً فيها ولو قصفوا بالقنابل والصواريخ النووية، فهم هناك في حماية المغرر بهم من اليمنيين المواليين لهادي، وليست تلك المناطق في حمايتهم كما يتظاهرون ويدّعون وهذا للعلم !!
من هنا و من خلال ما سُخِّر لهذه العاصفة من إمكانياتٍ وقدراتٍ مالية وعسكرية ولوجستيةٍ ضخمة لم يشهد مثيلها العرب من قبل والتي وقفت عاجزةً عن كسر شوكة اليمني وتركيعه، فأن ذلك يدعو أحرار وشرفاء العالم أن يقفوا وقفة إجلالٍ و إكبارٍ لهذا الشعب اليمني العظيم الذي إستطاع بصموده وصبره وثباته أن يجعل من عاصفة بني سعود وأحلافهم كما لو كانت مجرد زوبعةٍ في فنجان لم تثر لهم حتى بعض فقاعاتٍ يتفاخرون بها أمام أطفالهم أو نساءهم حين يحكون لهم حكايات الهزيمة المرة وأقاصيص الفرار الجماعي المذّل لقطعانهم و نعاجهم !