المقالات

عن المفاوضات ،، هل نتفائل بنهاية هذا العدوان؟

الجديد برس : رأي 

عبدالله مفضل الوزير – كاتب وناشط يمني

ربما يكون أي متابع لمجريات الأحداث في الميدان العسكري والسياسي والإقتصادي متفائل بقرب نهاية العدوان عبر صفقة مفاوضات يجري التحضير لها وما يتسرب عنها إعلاميا حول ان هناك مبادرة أممية تبناها ولد الشيخ خاصة مع إعادة إنتشار القاعدة في الجنوب وما تشهده الحدود من تصعيد وخوف أمريكا من ذلك،،!!
فهل هذا صحيح؟ أم أن هناك ثمة تدبير لأمر ما تعده قوى العدوان من وراء كل هذا؟

من المعروف أن مبعث هذا التفاؤل انتشار القاعدة في الجنوب نتج عنه ضغط أمريكي على السعودية لوقف العدوان، وتصعيد تشهده جبهات الحدود وخوف السعودية من خروج المعركة من سيطرتها، هذا ما سربه المغرد السعودي المخابراتي مجتهد.
وأيضا يعود هذا التفاؤل الى تصاعد الزحوفات بمختلف الجبهات وانقطاع المرتبات وارتكاب العدوان لجرائم بحق المدنيين بصورة فيها من اللا مبالاة بحياة اليمنيين وبمنظمات حقوق الانسان عالميا، وقد يتفائل البعض من منظور ان بعد العسر يسر خاصة أن هناك حراك سياسي يسعى لعقد جولة مفاوضات، وان أمريكا حن قلبها علينا.
غير أن الحقيقة هي أن كل ما يجري في الميدان السياسي من مفاوضات سرية هو محاولة لنزع استسلام كامل اعتمادا على ما يجري في الجبهات من ضغوط الزحوفات ومن جرائم ترتكب بحق المدنيين ومن قطع المرتبات ومحاولة حرمان خزينة الدولة من الايرادات المتبقية هذا كل ما يجري وراء الكواليس وفي ميادين القتال والساحة اليمنية عموما.
أعلن قائد الثورة الشهر الفائت عن صناعة طائرات بدون طيار بنوعيها الاستطلاعي والهجومي وترافق مع ذلك أنباء مؤكدة عن تطوير سلاح الدفاع الجوي قريبا وقريبا جدا، وهذا هو ما جن جنون قوى العدوان خاصة عندما تم الاعلان عن ذلك للملأ الامر الذي يرى فيه تحدي فالخطر الحوثي لم يضعف بل قوي أكثر.
سبق ذلك الاعلان دعوة قائد الثورة الشعب اليمني للنفير العام وحرضهم على القتال مع ضرورة الانتقال من مرحلة الصمود والصد الى مرحلة إيلام العدو بدون وهن وشن هجمات وزحوفات مماثلة، هذا أيضا زاد من قلق قوى العدوان وجن جنونهم أكثر وليس في الامر مبالغة كون قوى العدوان تدرك حقيقة المعركة التي طالت كل هذه المدة دون تحقيق اهدافها الرئيسية.
إضافة الى زحوفات العدوان في المخا ونهم وميدي وغيرها من الجبهات والمماطلة في صرف المرتبات وارتكاب مزيدا من المجازر عمدت امريكا الى تحريك القاعدة وداعش في الجنوب بالتزامن بالدعوة لعقد صفقة مفاوضات يتم تصويرها بأنها الاخيرة والتي من المؤكد بأنها ستضع نهاية لهذا العدوان، معتمدة على ايهام اليمنيين بأنها تخاف من انتشار القاعدة في الجنوب، غير مدركة بأننا ندرك بأن القاعدة هي أداة مكملة للمسرحية التراجيدية في ميادين القتال والسياسة.
ان كل ما يجري في الساحة من زحوفات وانتشار للقاعدة وارتكاب الجرائم والتضييق على معائش الناس والحراك السياسي انما هي ضغوطات لحسم المعركة بأقرب وقت ممكن، مالم فإن أمريكا لم تخسر شيئا في هذا العدوان بل تحقق أرباحا طائلة من وراء هذا العدوان ولا يمكنها ان تقول مثلا والله يكفي اليمنيين تجويع وحصار وقتل وتدمير، لا هي بلا ضمير وهي آلة حيوانية لا تحس وانما تنهش أي لقمة تراها سائغة ولا يهمها أي شيء ولا توقفها الا القوة.
وعليه تكون المفاوضات وتسريباتها الاعلامية من عزل محسن الى التفاؤل بنهاية العدوان مجرد أدوات اضافية للعدوان لتحقيق اهداف العدوان وتخدير الناس بالانتظار للمرتبات وبالتفاؤل بنهاية العدوان، كون أمريكا تعمل في كافة المجالات ومن بينها بل أخطرها محاولة تفجير الوضع الداخلي سواء عبر مرتزقتها كما حصل في عتمة، او عبر مرتزقتها الاعلاميين والطابور الخامس الذي يحاول خلخلة الجبهة الداخلية.
قد لا يصدق القارى ان قيل له بأن العدوان اعد أشخاص لدى انصارالله والمؤتمر يعملون على خلخلة الجبهة الداخلية وبث الخلافات ومحاولة الوقيعة بين الطرفين، يساندهم كثير من السذج مما يصعب معه ملاحقة وعزل المرتبطين بالعدوان وهذه مشكلة سببها قلة الوعي.
في مفاوضات الكويت هيأت أمريكا الساحة حتى ظن الكثير بأن العدوان سينتهي لا محالة ثم ماذا جرى؟ انها خيبة الامل التي تصيب قليل الوعي مرارا، مالم يتحركوا لتصويب البندقية نحو من اعتدى عليهم بكل قوة وحزم دون التعويل على أي شيء سوى السواعد واعتمادا على الله، فأمريكا لها اهداف ترى أنها لابد من أن تحققها، ويغريها تخاذل وموت البعض سريريا على شرفات المنازل ماسكي خدودهم.
يكون اليسر بعد العسر مع التحرك القائم على توجيهات الله مالم فان هذا العسر سيعقبه عسر أكبر قد لا يتصوره البعض وقد يرى البعض الآخر بأن المتسبب فيه هو الداخل وليس الخارج.