الجديد برس : تقرير
محمد الصفي الشامي
أشكال وأساليب متعددة للغزو تطرق إليها السيد القائد / عبدالملك الحوثي في كلمته اليوم بمناسبة جمعة رجب ، منها الغزو الذي يهدف إلى ضرب الشعب في أخلاقه وعفته وشرفه وطهارته ، حيث أشار بأن هناك اليوم حرب كبيرة ومنظمة يعمل عليها العدو في هذا الجانب عبر شبكات للافساد المنظم بالتزامن من المعركة العسكرية ، كون العدو يعرف أن من اوقعوه في الرذيلة ودنسوه وفرغوه من قيمه سيتجه في هذه الحياة على النحو الذي يريدونه ويستعبدونه بكل بساطه .
السيد القائد حذر في خطابا سابقا له من الحرب الناعمة ، وهو مفهوم يستخدم في الغزو والحروب وله عدة جوانب ، ويتمثل بقدرة الحصول على الشيء بإستخدام وسائل وأساليب شيطانية للاقناع والتأثير ع الآخرين ، بعيدا عن الإكراه والخشونة والقوة العسكرية ، وتعد استراتيجية خطيرة وطريقة جديدة بدأت بها المخابرات الأمريكية إبان الصراع مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وكذلك الموساد الإسرائيلي مع مصر والمقاومة الفلسطينية .
ونحن ندخل في العام الثالث من العدوان على اليمن ، يؤكد مراقبون ونشطاء أن الحرب لم تقتصر على القوة العسكرية فقط ، وبات من الواضح أن المعركة الملحة والوجودية اليوم هي معركة الوعي ، ويحتم علينا يقظة عالية في سبيل مواجهة ما يخطط له العدو بغية ايقاعنا به ، وهذا ما يجب أن لا نغفل عنه .
أجهزة المخابرات العالمية تعتمد على العنصر النسائي بشكل كبير للإيقاع بكبار صناع القرار والمؤثرين في السلطة بمختلف دول العالم وللحصول على المعلومات والأسرار الخطيرة و حبك المؤامرات ، وكذلك لافساد شريحة الشباب في الدول والشعوب المستهدفة .
حيث تحضر الأنوثة و تتواجد الأنثى ككادر مهم لا تستغني عنه كل أجهزة الاستخبارات في العالم ، والسبب قدرة حواء على الوصول بالإغراء وأشياء أخرى لما يعجز عن التوصل إليه الرجال بما فيهم دهاقنة المخبرين المحترفين .
النظام السعودي بالتنسيق مع المخابرات الامريكية والصهيونية كان له السبق في هذا الشأن عبر انشاء عشرات القنوات الفضائية المجانية التي تنشر افلام الخلاعة والانحطاط، ولعل الامير طلال بن تركي اول هؤلاء حيث انشأ عشرات القنوات التي تفسد الاخلاق، وتستهدف النساء والرجال، بالاضافة الى انشاء عدد من القنوات المتشددة التي تحرض على القتل والنهب، وتقوم بالتكفير على مدار اليوم.
ولعل ما يقوم به النظام السعودي عبر شراء الاف الشباب والشابات للقيام بادوار قبيحة والترويج لها، وانشاء قنوات مخصصة، اضافة الى مواقع الفساد على الانترنت، الى جانب قنوات الفتنة، أكبر دليل على خطورة الحرب الناعمة، والسبب الرئيسي لحماية امريكا واسرائيل لهذا النظام.
قيام النظام السعودي بنشر المتشديين الذين انتجهم عبر قنوات الفتنة لتدمير البلدان والقضاء على اقتصادها وتشريد الملايين يأتي في هذه السياق، حيث يقوم النظام السعودي بالتنسيق مع المخابرات الدولية بالمتاجرة بالنازحين، واستغلال معاناتهم، في شراء النساء والفتيات وكذا الشباب كي يقوموا باعمال الانحطاط، طلبا للمال والهروب من الموت، ولعل ماحصل للنساء العراقيات والسوريات خير شاهد ودليل على خطورة هذه الاساليب، وتعديها خطورة الحرب العسكرية.
وتؤكد الشواهد والاحداث بأن العدو الإسرائيلي اعتمد بشكل اساسي خلال الحرب مع مصر على هذه الأساليب ، وقد كشف وكيل المخابرات المصرية السابق عن أشهر جاسوسة مصرية كانت تعمل مع الموساد الإسرائيلي تدعى / هبة سليم ، التى تم تجنيدها أثناء تواجدها في فرنسا للدراسة ، وكانت تقوم بتجنيد الشباب المصري بعد أن تقوم بإغرائهم بالمال والمستقبل المبهر، وإقناعهم أن الموساد سيقوم بحمايتهم .
ليست هبه سليم هي المرأة العربية الوحيدة التي استخدمها الموساد الإسرائيلي ، فقد عملت أمينة المفتي والتي تعتبر أشهر جاسوسة عربية للموساد ، كونها كانت جاسوسة لضحية مغامرة عاطفية ، وتحولت إلى جاسوسة عدوانية ترى في خيانتها نوعاً من الانتقام والتشفي ، كون أسرتها تعمل في خدمة الملك حسين ، الذي كان معظم جيشه من القوقازيين ، ممن اشتبكوا مع الفلسطينيين في حرب ضروس عام 1970، فاعتبرهم الفلسطينيون أعداء لهم ، وهاجموا الأحياء التي يقطنوها فتبادلا الشعور بالكراهية تجاه بعضهم البعض ، وهكذا بدت كراهية أمينة للفلسطينيين ذات جذور، وأينعت مشاعرها وهي تهدي إسرائيل معلومات لا تقدر بثمن عن تحركاتهم ومخازنهم وعملياتهم .