الجديد برس : رأي
رند الأديمي – كاتبة وناشطة يمنية
على مدى عامين لم تتطرق الأقلام المناهضة للعدوان لقضية مهمة للغاية هي قضية البرجوزايين الفارين منذ أول أيام العدوان. ومن لم إضطروا البقاء فدفعوا بأهاليهم بالفرار بعيدا عن الوطن
ينتظرون العودة إلى وطن جاهز صنعته الأيادي المرتعشة التي تجاهد بكل فصول السنة. وزخات العرق التي تكتبها آهات المغلوبين وبكاء طويل خلف الجنازات
هؤلاء نعرفهم جميعا من أسرنا ومعاريفنا، أما رأيهم بخصوص العدوان فهم رماديو اللون ويفضلون المنطقة الآمنة منطقه الحياد
و خارج حلبة الصراع، تجدهم ينتظرون متى تعلن صفارة النهاية، فمن ينتصر هو حليفهم المستقبلي الأكثر ضمانا.
سيقول البعض هنالك من يناهض بقلبه ولا يستطيع البوح، ولكن السؤال لماذا لا يستطيع البوح هل يخشى ترحيله ويعتبر عودته إلى اليمن كابوسا مقلقا لذلك هو يصمت في ظل الدولة الراعية التي تشارك في قتل وطنه؟
والأنكى من هذا هو أنه لم يدعم وطنه ولا بألف ريال تجده يستجم في أفخم الكافيهات العالمية وبقيمة كوب نسكافيه هو يعرف أنه قد يحل مشكلة مواطن يبحث عن الخبز في ربوع وطنه.
هؤلاء نعرفهم جميعا يلحقون أولادهم بأفخم المدارس الخاصة للجاليات لكي لا يتعثر تعليم أولادهم، وقد تتعدى تكاليف المدرسة المليونين ريال اليمني ذلك المبلغ الذي سيحل به مشكله عشرين مواطنا ينتظر قيمه الخبز
سيعود يوما وكأن شيئا لم يكن وسيرمم فيلته الفاخرة وكأن عدوانا لم يكن،
صيفا وشتاء وخريفا أيضا، هنالك أجساد بلا بطانيات، تجابه أفخم الصواريخ المنهالة برا وجوا وفي وسط رهان البواسل. نحن نتنصر كل يوم وساعة
ونضرب أقدامنا في أعماق الأرض
وأصحاب ساعات الرولكس والماركات الفاخرة لازالوا هنالك
يصرون على عدم دفع الضريبة. بل أنهم يسخرون من الثياب الرثة للفلاحين..
نقول لهم لا نصر ولا وطن جاهز إلا بدفع ضريبته، ومتى استقامت الحياة بدون مقابل وهذه الأوطان لازالت تبني من عرق المجاهدين والفلاحين ومن لم تغريهم طائره الغربة وأصروا أن يمكثوا تحت صواريخ الدول الصانعة لقهوتك الفاخرة.