الجديد برس
نشر موقع ومجلة “المحافظون الأمريكيون” الأمريكي تقريراً مطولاً للمحرر والمحلل الأمريكي “مايكل هورتون” تحت عنوان …
(لماذا قد تحارب القوات الأمريكية جنباً إلى جنب مع القاعدة في اليمن)
ويتناول التقرير التورط الأمريكي المباشر في العدوان على اليمن، ونوايا الإدارة الأمريكي الجديدة بتعميق دورها في حرب اليمن عبر زيادة الدعم العسكري واللوجستي والمخابراتي وبدأ النظر في تواجد قوات أمريكية في الأرض في اليمن، وتحديداً في المخطط الإماراتي الذي يهدف الى السيطرة على مدينة الحديدة، وكان أهم ماتناوله التقرير هو المؤشرات الخطيرة التي تسلط الضوء على إمكانية مشاركة العناصر التكفيرية – القاعدة وداعش – في معركة الحديدة …
اليكم ما جاء فيه :
ترجمة – أحمد عبدالرحمن
أشارت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” إلى أنها ستزيد من دعمها للحرب السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
الحرب التي تقودها السعودية والتي بدأت قبل عامين لم تحقق سوى قتل الآلاف، وتدمير غالبية البنية التحتية في اليمن، إضافة الى تمكين القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ودفع الملايين إلى حافة المجاعة.
وهذه الحرب السعودية التي تُشن مع القليل من القيود الأخلاقية، قد استهدفت فيها الجنازات والمدارس والمصانع والمزارع.
وفي الآونة الأخيرة، هاجمت طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي قارباً مليئاً باللاجئين الفارين من اليمن، وقد خلف هذا الهجوم 42 قتيلاً.
وقد أظهرت هذه الحرب أن القوات المسلحة السعودية الممولة بسخاء هي مجرد “نمر ورقي” غير قادر على الدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن.
والآن وبعد أن فشل السعوديون وحليفتهم الرئيسية، دولة الإمارات العربية المتحدة، في هزيمة الحوثيين المتحالفين مع معظم الجيش اليمني، يريدون المزيد من الدعم من واشنطن.
والعذر الذي يقدم للجميع لتبرير زيادة مشاركة الولايات المتحدة في حرب أهلية معقدة بشكل لا يصدق، هو أن الحوثيين تسيطر عليهم إيران وهي من تمدهم بالسلاح.
فهذه هي القصة التي كانت قائمة منذ سنوات على الرغم من عدم وجود أبسط دليل يثبت وجود دعم إيراني للحوثيين، كما أنه لا يوجد أي دليل يشير الى أن الحوثيين يتبعون الأوامر الإيرانية.
في الآونة الأخيرة، تناولت عدد من وسائل الإعلام الأمريكية والدولية التقارير التي أعدتها شركة مسجلة في المملكة المتحدة تسمى “بحوث الصراعات المسلحة” (كار).
والتي قدمت تقاريرها الضعيفة كدليل محدود على عمليات نقل الأسلحة الإيرانية، حيث أعتمدت تلك التقارير اعتماداً كبيراً على مصادر من داخل القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد تضمن تقرير “كار” الصادر في آذار / مارس 2016 معلومات عن شحنات من الأسلحة الصغيرة التي يزعم بأنها أرسلت من إيران إلى اليمن، إضافة الى خريطة تبين عبور شحنات الأسلحة من الجنوب اليمني، لكن اليمن الجنوبي تسيطر عليه قوات مناهضة للحوثيين، اضافة الى سيطرة القاعدة في شبه الجزيرة العربية هناك، وليس الحوثيين.
كما يقول آخر تقرير ل”كار”، والذي يستند أيضاً إلى حد كبير على مصادر من داخل تلك القوى التي تعارض الحوثيين، إن الطائرات بدون طيار التي يتم إنتاجها في إيران يتم تهريبها عبر عمان إلى الحوثيين والقوات المتحالفة معهم.
الا أن حكومة عمان ظلت محايدة طوال النزاع ودعت باستمرار إلى تسوية تفاوضية للحرب في اليمن، ومن غير المحتمل أن تسمح سلطنة عمان بدخول طائرات بدون طيار إيرانية الصنع، ومن ثم عبورها إلى خارج البلاد، وكما هو الحال في جيشها، فإن أجهزة المخابرات العمانية تتمتع بقدرات عالية.
ويشار هنا الى أن هناك خطوط رفيعة جداً تفرق بين القوات المناهضة للحوثيين والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، في نموذج موازي لسوريا، فقد تأثرت العديد من تلك الميليشيات بعناصر القاعدة.
فمعظم الميليشيات التي تتخذ من الجنوب مقراً لها والمدعومة من المملكة العربية السعودية ضعيفة التدريب ويدفع لها أجور منخفضة جداً هذا إذا دفعت على الإطلاق.
وعلى النقيض من ذلك، فإن أفراد تنظيم القاعدة في اليمن يمتازون بالصلابة وهم متمرسون على المعارك، ومجهزون تجهيزاً جيداً، كما انهم يتلقون أجوراً جيدة.
وقد استفادت القاعدة في شبه الجزيرة العربية – أكثر بكثير من الحوثيين – من تدفق الأسلحة إلى اليمن.
وتستفيد القاعدة في شبه الجزيرة العربية من إمكانية وصولها إلى الأسلحة إلى جانب المهارات العالية لمقاتليها في التسلل بشكل صريح إلى العديد من القوات التي تقاتل الحوثيين.
وعلى مدى العامين الماضيين، وضع هؤلاء المقاتلون أنفسهم في أماكن لا غنى عنها في المناطق الأمامية المتنازع عليها بشدة مثل البيضاء وتعز.
وسيؤدي مقاتلو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية دوراً في المعركة القادمة للسيطرة على مدينة الميناء الساحلية اليمنية “الحديدة”، والتي يسيطر عليها الحوثيون.
ويعتبر ميناء الحديدة هو شريان الحياة في شمال غرب اليمن، فقد كانت اليمن تستورد ما يزيد عن 90 في المائة من غذائها قبل الحرب، كما تمر 70 في المائة من واردات اليمن عبر الحديدة، وبمعرفة ذلك، قصفت السعودية الميناء ودمرت رافعاته، وعلى الرغم من قصف الميناء والحصار البحري الذي تفرضه المملكة العربية السعودية، فإن الإمدادات الإنسانية والغذاء لا تزال تنساب عبر الميناء.
ومن شأن الاستيلاء على ميناء الحديدة أن يسمح للمملكة العربية السعودية بتشديد قبضتها على البلاد من خلال تجويع الكثير من السكان إلى الخضوع.
غير أن القوات السعودية والإماراتية غير قادرة على الاستيلاء على الميناء بمفردها، وقد حاولوا بالفعل القيام بذلك وفشلوا، وهم الأن بحاجة الى مساعدة من الولايات المتحدة، ويبدو بأنهم سيحصلون على تلك المساعدة، وقد تكون في شكل عدد محدود من القوات الأمريكية.
وبدعم من الولايات المتحدة، قد تكون المملكة العربية السعودية قادرة على أخذ الحديدة، ولكن السؤال الحقيقي هو : ماذا يأتي بعد ذلك؟.
ففي المناطق اليمنية التي تدعي القوات السعودية والإماراتية أنه تم تحريرها من قبضة الحوثيين، لا توجد هناك حكومة حقيقية تعمل.
والعديد من تلك المناطق، قد ملئ فراغها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ما هو مؤكد هو أن معركة الحديدة لن تكون نهاية الحرب في اليمن، وسوف تكون مجرد بداية فصل جديد وأكثر فتكاً بكثير لجميع الأطراف – لا سيما الآلاف من المدنيين اليمنيين الذين يراقبون أطفالهم يموتون جوعاً ببطء حتى الموت.
وسوف يستمر الحوثيون ووحدات الجيش اليمني المتحالفة معهم في القتال، حتى وإن أخذت الحديدة، والتي من المحتمل أن تكون معركة مكلفة، لكنها ستكون سهلة بالمقارنة مع المسيرة الطويلة التي تصل إلى الجبال الوعرة في اليمن، والتي ستكون الأفضلية فيها لمن هم في جانب الدفاع.