الجديد برس
لا يمثّل العدوان الأميركي تحولاً في جوهر أداء الولايات المتحدة. فمن توفير الغطاء السياسي والعسكري، إلى إقرار برنامج تلو الآخر لدعم المجموعات المسلحة، إلى تزعّم «التحالف الدولي» الذي وضع وحدة الأراضي السورية على المحك، وصولاً إلى اعتداء الشعيرات: جوهر واحد، مع تغيير في شكل الأداء. لكن هذا التغيير بثّ «الروح» في طموحات اللاعبين الإقليميين ومعظم كيانات المعارضة بشقيها السياسي والمسلّح، ووضع التفاؤل بمسار سياسي مُثمر على الرف، أقله في المدى المنظور
لم تتردد تل أبيب في الكشف عن حقيقة أنّ الاعتداء الأميركي على سوريا جرى بالتنسيق معها، وفي سياق استراتيجيتها الإقليمية وتلبية لرهانات كانت تترقبها. واتسمت ردود فعلها الرسمية والإعلامية، بالاحتفاء، انطلاقاً من الرهان على أن تداعيات هذا الاعتداء ستؤدي إلى تعزيز مكانتها الاستراتيجية على مستوى المنطقة
بدا أن «الدبلوماسية الذكية» التي نَصح الخبراءُ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها في معرض اتخاذ القرار بشن الضربة الصاروخية على سوريا، فجر أمس، لن تجدي نفعاً مع الكرملين، فثمة اقتناع في روسيا بأنها المستهدف الأول من المغامرة الترامبية، التي يُعتقد بأنها نقلت الصراع بين موسكو وواشنطن إلى حافة «الحرب الساخنة»
في يوم وليلة (حرفياً)انقلب الإعلام الغربي السائد في تعاطيه مع الرئيس دونالد ترامب. على وقع الصواريخ الأميركية على سوريا، اعترف الصحافيون بصاحب الشعر الذهبي رئيساً سيّد قراراته، لا مهرّجاً ولا مجنوناً. كيف تبدّل الإعلام الأميركي الرافض لترامب فجأة؟ وماذا قال الإعلام البريطاني والفرنسي في «عودة أميركا» إلى سوريا؟
العدوان الأميركي على قاعدة جويّة سوريّة إيذان بتدشين سياسة ترامب الحربيّة والتي تقضي بمنح القيادات العسكريّة صلاحيّة كاملة لاتخاذ القرارات التكتيكية
مزيج من الحزن والألم ساد الشارع السوري عقب الاعتداء على مطار الشعيرات. عدد من الشهداء وأضرار بالغة لحقت بالمدرج والطائرات ومستودعات الذخيرة والوقود، يبدو أنّها لن تُنتج إخراج القاعدة الجوية من الخدمة