الجديد برس – اخبار محلية
انحصر دور مسلحي القيادي الموالي للعدوان حمود المخلافي بعدة مناطق واحياء بمحافظة تعز، بالتزامن مع انتشار فصائل أخرى تتبع التيار السلفي الذي رفض ممارسات ما تسمى بقاومة تعز (المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية) والذي تشكل للتنسيق بين فصائل المسلحين والمليشيات الموالية للعدوان والتي تقاتل قوات الجيش واللجان الشعبية بمحافظة تعز.
واندلعت مواجهات مسلحة بين فصائل تعز خلفت عشرات القتلى والجرحى من كل الأطراف خلال الفترة الماضية، وسط اتهامات متبادلة تارة بالخيانة والجاسوسية وتارة أخرى على الأموال والأسلحة التي تتسلمها تلك الفصائل، وبرزت جماعة “حماة العقيدة” أو كما تسمى كتائب أبو العباس كاقوى الفصائل المسلحة التابعة للتيار السلفي بمدينة تعز، خاصة بعد تعيين زعيمها عادل عبده فارع عضو فيما يسمى بالمجلس العسكري بمحافظة تعز أواخر العام 2015 بقرار من القيادي في المقاومة صادق سرحان.
وبدأت جماعة أبو العباس بالانتشار والسيطرة على أحياء عدة بمدينة تعز كانت تتبع جماعة حمود المخلافي القيادي في الإخوان المسلمين(التجمع اليمني للإصلاح)، واندلعت بينهما مواجهات عدة في أكثر من منطقة.
في الوقت الذي ظهرت فيه فصائل أخرى من تنظيم القاعدة الإرهابي المتشدد أبرزها فصيل يتبع الإرهابي سعودي الجنسية أبو عبد الرحمن الشهري ويتخذ من المستشفى الجمهوري المغلق منذ نهاية العام 2015م مقراً لقيادة فصيل يدين بالولاء لتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”، كما يتخذ الشهري من الفلل الخاصة بأسرة بيت هائل سعيد التي نزحوا منها إلى خارج اليمن سكناً له ولمساعديه، “أبو عمر” و”أبو عرفات” و”أبو الغيث”.
واتخذت جماعة حماة العقيدة المدينة القديمة بتعز مقراً لها وتوسعت في الجمهورية رفقة مقاتلي المدعو ابو عبدالرحمن الشهري، وقاموا بإصدار قوانينهم الخاصة وحكموا على المواطنين بإغلاق محلاتهم باوقات الصلاة ومنعوا تواجد النساء والرجال بنفس الأسواق والوقت.
وبعد مرور أشهر من المواجهات بين حماة العقيدة والفصائل المتحالفة معها من تنظيم القاعدة ومسلحي المخلافي كشف زعيم حماة العقيدة ابو العباس عن المبالغ التي كان يتسلمها ويسلمها للمخلافي وقيادات أخرى من التجمع اليمني للإصلاح الأمر الذي فاقم من الصراع بين الطرفين.
وحاولت دول العدوان بشتى الطرق ان تقوم بتوحيد الفصائل المسلحة تحت قيادة موحدة وواحدة إلا أن محاولاتها فشلت.
وبعد انحصار دور مقاومة المخلافي وفشلهم بتقديم او إحراز أي نجاح يذكر على أرض الواقع توقفت المبالغ والأسلحة التي كانت تصلهم من تحالف العدوان بقيادة السعودية ولم يعد حتى جرحاهم يتلقوا العلاجات، وطردوا من مدينة عدن ومطارها مرات عديدة.
ليظهر أبو العباس بقوة مجدداً مستندا إلى مقاتلين ارهابيين استقدمهم من عدة دول عربية وأجنبية بينهم أفغان من أصدقائه الذين قاتل معهم أواخر الثمانينات الاتحاد السوفيتي آخرون من دول خليجية أبرزها السعودية، يحملون أسلحة متطورة وحديثة.
وبحسب مصادر استخباراتية وأمنية خاصة وصلت المجاميع المسلحة التابعة لابو العباس على دفع متفرقة في التواريخ والإعداد عبر محافظة عدن، وآخرون من الذين كانوا في أبين والبيضاء والمكلا.
ويقوم أبو العباس بإرسال مقاتليه لمساندة المرتزقة في جبهة المخا بالإضافة إلى قيامه أواخر العام المنصرم بإرسال العشرات من التابعين له إلى الحدود السعودية لمساندة جيش السعودية في معاركه التي خسرها في جبهة الحدود.
وبعد أن كانت تعز تشهد مواجهات عنيفة واشتباكات متواصلة وقصفا عنيفا على مدار الساعة، تعيش المدينة هدوءا نسبياً مع مناوشات متفرقة.
وقال محللون إن السعودية وقيادات المرتزقة الفارين في الرياض توقفوا عن دعم أو مساندة مرتزقتهم في المحافظة، وان خسائرهم كبيرة سواء البشرية او المالية، و توجهت انظارهم الى مديريات تعز الساحلية ومنافذها بعيدا عن المدينة التي لم يتسن لطرف ان يكون المسيطر الوحيد فيها بالإضافة إلى عدم أهميتها من قبل العدوان سوى المتاجرة إعلاميا بمعاناة المواطنين.
ويقوم المقاتلون الأجانب المنضوون تحت قيادة ابو العباس بتدريب من يستقدمهم إلى الجماعة من شباب اجبرتهم ظروفهم المالية وقساوة الحياة الانضمام إليه جراء المبالغ المالية التي يعرضها عليهم.
وبحسب مصادر فان أبو العباس يشرف على مجاميع مسلحة عديدة ويرسلها إلى جبهات القتال مع المرتزقة في مارب والمخا وسواحل ميدي.
ولفت شهود عيان إلى ان مسلحي المخلافي لم يعودوا يثقون بأحد ويخرجون في مجموعات مكونة من عشرة أشخاص خشية من مسلحي أبو العباس الذين أصبحوا الحكام الفعليين للأحياء التي يتواجد فيها مرتزقة العدوان.
من جهتهم قال سكان محليون ان المقاتلين الأجانب في جماعة ابو العباس يتحركون بسرية تامة ويضعون على وجوههم لثامات، وانه يمنع منعاً باتاً الاقتراب منهم، وان من يحاول ان يلتقط لهم اي صورة يتم اخذه ولا يعلم احدا بعدها ما مصيره.
نقلا عن وكالة خبر