المقالات

بين ضمأ صفين وحصار الحديدة

الجديد برس : رأي

عبدالملك فايع – كاتب وناشط يمني

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..الحروب تفرض نفسها في وقت أن الناس يبحثون عن لقمة عيشهم إلا أن المستفيدين من الحروب ومن لهم مصالح خاصة يسعون لاستمرار الحروب وعدم توقفها في حال عدم تكافئها أو تساويها من ناحية التطور العسكري والجانب الإعلامي والنفوس البشريه كالغزو الامريكي على فيتنام في آخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي إلا أن الحقيقة التي لا غنى عنها ولا مفر منها هي أن الشعب (مالك الأرض وصاحب القرار وسيد السلطات).
صمد الشعب الفيتنامي صمودا أسطوريا قل نظيره في وقتنا الحالي حتى استخرج حقه وأخذ حريته من القوات الانتهازية المتمثلة في الشيطان الأكبر (امريكا).
لم تكن الحروب ارباحا هذه المقولة التي يرددها أغلبية المفكرين والمنظرين للدول ولكن هنا سوف أوضح للقراء متى تكون الحروب أرباحا للشعوب؟
في معركة صفين وعندما حاصر جيش معاوية جيش الإمام علي ومنع عنه الماء ثلاثة أيام أشار عمرو بن العاص على معاوية بالسماح لجيش علي بالشرب لأن منع جيش العدو عن الماء ليس من أخلاق العرب قبل الإسلام فما بالكم بعد وصول الاسلام إلا أن الكبر الأموي والحقد القرشي قد أعمى عديم البصيرة عن الاستماع الى مشورة ابن العاص وكان هذا خطأ فادحا وجليا ارتكبه معاويه ابن أبي سفيان.
عندما أتى أصحاب الامام علي إليه وقالو له (لنا من الماء ثلاث ليال) فأجاب عليهم الإمام علي بالقول السديد قائلا (أروو السيوف بالدماء تروون من الماء) فكان جواب الإمام علي يرتكز على إحياء نفوس القوم واستمرار بقائهم ولم يكن بهذا الجواب هو المعتدي وإنما هو الحريص على حياة القوم لأن معاوية هو من بدأ بالقتال والبغي على علي وجيشه وما كان رد الإمام علي إلا رحمة وشفقة أمام جبروت وطغيان وتكبر معاويه الحاكم المستبد والملك الظالم.
يعتبر اليوم هو وليد الأمس والحصار الكائن على اليمن هو نتائج حطام سياسة الماضي واتباع السياسة الغاشمة المتكبرة والمتجبرة.
ما أشبه كلام قائد الثورة في خطاب جمعة رجب بجواب الإمام علي لأصحابه يوم صفين لأن الحل الحقيقي هو في فوهات البنادق والتعامل بشدة وغلظة مع المعتدين. لان التكبر السعودي والتجبر الأموي يتشابهان في الخط السياسي والعقلية المستبدة واللاأخلاقية فاليوم يسعى آل سعود ومرتزقتهم لاخضاع الشعب واركاعه بمنع وصول لقمة عيشه وأساس معيشته..فالسعي المستمر والمتكرر لإغلاق ميناء الحديدة يعبر وينبئ عن حدوث كارثة إنسانية وحصول مجاعة بشرية لأكثر من 20 مليون إنسان في حال وصل العدو إلى مبتغاه الدنيء وإلى هدفه الوضيع كما أن دنو الأهداف يدل على دنائة حامليها وحقارة منفذيها. فالكلام عن ما سيكون قبل ما يكون هو دراسة للأحداث والمتوقعات من خلال التصريحات الخطيرة التي يعبر عنها قادة العدوان في الإعلام ومن خلال النظر إلى وضع المجتمع وحالته الاجتماعيه.
السذاجة الحقيقية في تبرير الاستيلاء على ميناء الحديدة والسيطرة عليه الذي يعتبر المنفذ البحري الوحيد لشمال اليمن الذي يضم أكثر من 12 مدينة مليئة بالكثافة السكانية بالتبرير اللاواقعي واللامنطقي تحت مسمى تهريب السلاح ؟؟ كيف وقد تم اخضاع كل سفينة تجارية للتفتيش في جيبوتي وفي ميناء جدة؟؟ كيف وقد تم فرض حصار بحري على السواحل والموانئ اليمنية؟؟
ولعل السبب الوحيد الذي أوصل قوات العدوان إلى هذا التخبط هو الإفلاس العسكري الذي لم يحقق إلا التقدم الطفيف ومقارنة بالإمكانات المتاحة والمتوفرة لا يعتبر تقدم لأن المعتدي دائما لا يجلب سوى العار والهزيمة والخذلان.
إن الحل الوحيد ياشعبنا اليمني العظيم هو في المقاومة وأخذ الحرية وانتزاع السيادة الكاملة من الوحوش البشرية والقوى الحاقدة والحاسدة على اليمن حضارة وأرضا وإنسانا واستمرار السيطرة على ميناء الحديدة واستمرار إدخال القوت الأساسي لننعم بالحياة والتنفس فلذا على الشباب الحر الذي لا يلين في الحق التوجه إلى جبهة الحديدة لحسم المعركة التحررية والمصيرية من أجل وصول المواد الغذائية التي تحول قوات الإجرام عدم وصولها إلى المواطنين واختم في هذا المقال بأن المسئولية مسئولية الجميع وان التقاعس والتخاذل سيعود على الجميع بالحيرة والخسران
رسالتي لكل شاب حر وكل مجاهد صادق هو الثبات ودفع الضر عن الشيوخ والشباب والأطفال والنساء،،هذه الملحمة من أعظم الملاحم التي سيسطرها التاريخ للأجيال الآتيه والأمم اللاحقه فالذود عن العرض والأرض والمال هي من أعظم البطولات التي سيكتب عنها التاريخ والمؤرخون في المستقبل وان كل قطرة دم ستزلزل عروش الظالمين والطغاة المستكبرين لأن الوطن يعتبر من أعظم المقدسات والدفاع عنه من أعظم الأعمال المقدسة ايضا.
كما اؤأكد أن النصر حليف شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية كما أثبت لنا التاريخ وأثبتت لنا الأحداث والوقائع أن صاحب القضية هو المنتصر دائما لكن لا بد من التضحيات الكبرى والمثلى للوصول إلى أشرف الغايات النبيلة والاهداف السامية. في الأخير نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر والتمكين لشعبنا اليمني العظيم والخزي والعار والذل للطغاة المعتدين.