الجديد برس : رأي
عصام عبدالملك الوزير
لقد حاول الوهابيه بكل الطرق إثبات نظرياتهم البدويه الفاشله فى فهم و تطبيق الإسلام و لجئوا إلى شتى الوسائل للوصول إلى هذه الغايه و كان من أهم تلك الطرق *تزوير و تشويه الكتب الإسلاميه المخالفه لآرائهم و أفكارهم* و أعتمدوا لذلك عدة أساليب منها …
أولاً: *مصادرة الكتب وحرقها* ، فيحرقون كتب مذاهب المسلمين الذين يخالفونهم في التوجه، ومن ذلك *حرق المكتبة العربية*، ومنع مؤلفات سيد قطب وغيره من الأعلام!
ثانياً: *تحريف الكتب بإعادة طباعة الكتب النفيسة بعد أن يشوهوها بالحذف والإضافة* ومن ذلك:
1. طباعتهم *لصحيح البخاري* في أجزاء صغيرة مع حذف بعض أحاديثه من غير إشارة!
2. ويقول الشيخ محمد نوري الديثوري في *(ردود على شبهات السلفية)*، ص249: (التحريف وحذف الأحاديث شأن السلفية وديدنهم؛ إن نعمان الألوسي حرف تفسير والده المكرم شيخ العراق الشيخ محمود الألوسي (تفسير: روح المعاني) ولولا تحريفه لكان التفسير الفريد وجامع الجوامع.
3. ومن ذلك أيضا *تحريف تفسير (الكشَّاف) للإمام الزمخشري*، حيث أعيدت طباعته بمكتبة العبيكان بالرياض، مع الكثير من التحريف، ولترى شيئاً من ذلك فانظر لتفسير قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} في سورة القيامة آية (22-23) حيث حذف تفسير الإمام الزمخشري لهذه الآية تماماً ووضعوا بدلاً منه *ما يتوافق ومذهبهم*، فأصبح بذلك تفسير الوهابية لا تفسير الزمخشري
4. وطبعوا *المغني* لابن قدامة الحنبلي فحذفوا منه مبحث الاستغاثة.
5. وطبعوا *شرح صحيح مسلم* فسلخوا منه أحاديث الصفات.
6. وطبعوا *كتاب (الأذكار)* للإمام النووي بدار الهدى بالرياض، تحت إشراف (إدارة البحوث والدعوة والإرشاد) سنة 1409هـ، *فبدَّلوا* في كلام الإمام النووي، وحرفوا منه قسماً، كما *حذفوا* منه ما لم يمكنهم تحريفه مما لا يوافق أهواءهم ومشربهم! وذلك في *كتاب الحج* من (الأذكار) في فصل ما يتعلق *بزيارة* سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
7. وعبثوا بكتاب *(الإبانة في أصول الديانة)* للإمام أبي الحسن الأشعري فحذفوا منه ما لا يتوافق وعقيدتهم الفاسدة، ومن ذلك قوله في الاستواء: *(وأن الله استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده، استواءً منـزَّهاً عن المماسَّة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى، فوقيَّة لا تزيده قرباً إلى العرش والسماء، بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنّه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد)*اهـ فهذا كله محذوف وأين هذا القول المنير من قول ابن أبي العز في شرحه المظلم!
8. ومن ذلك *تلاعب* زهير الشاويش وناصر الألباني بكلام الإمام السبكي ليجملوا به الوجه القبيح لشرح ابن أبي العز للعقيدة الطحاوية، علماً بأن السبكي هو من *ألد أعداء عقيدة التجسيم* فقطعوا شيئاً من كلامه في كتابه (معيد النعم) ووضعوه في شرح ابن أبي العزِّ محرفاً هكذا: *(وهذه المذاهب الأربعة – ولله تعالى الحمد – في العقائد واحدة، إلا من لحق منها بالاعتـزال والتجسيم، وإلا فجمهورها على الحق يُقرُّون عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول)*اهـ بينما حقيقة ما قاله الإمام السبكي في كتابه *(معيد النعم)* ص (62) نصه كالتالي: *(وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة – ولله الحمد – في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله، لا يحيد عنها إلا رعاع من الحنفية والشافعية، لحقوا بأهل الاعتزال ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبرأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلا أشعرياً عقيدة، وبالجملة عقيدة الأشعري هو ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة..)*اهـ فتأمل النصين لتدرك تلاعب المتمسلفين وعبثهم بكتب التراث وعبارات العلماء!!
ثالثاً: *اختصار أمهات الكتب* بحجة تسهيلها للناس على حد زعمهم مع حذف مباحث هامة فيها، وغير ذلك كثير من أمثال هذه الخيانات العلمية الكبيرة، وسيحاسبهم الله على سوء صنيعهم وهو مطلع عليهم وإن خفي عنا.
رابعاً: *طباعة الكتب بحذف شروح العلماء منها* كما فعلوا مع *(كتاب الأسماء والصفات)* للحافظ البيهقي، حيث حذفوا منه في إحدى الطبعات كتاب *(فرقان القرآن)* للشيخ العزامي، وحذف منها مقدمة العلامة الكوثري، والثانية: لم يكتب عليها أن التعليقات التي في الكتاب هي للعلامة الكوثري، والثالثة الأخيرة: حذفوا منها تعليقات الكوثري تماماً!!
خامساً: *نفخ علمائهم* بتأليف كتب بأسمائهم ليضاهوا بها كتب المسلمين، فمن ذلك تأليفهم لكتاب أسموه *(الأسماء والصفات) ونسبوه لابن تيمية*؛ مع أن ابن تيمية ليس له كتاب بهذا الاسم، وإنما هي منافسة لكتاب (الأسماء والصفات) للإمام البيهقي، وألفوا كتاباً آخر باسم الشيخ الحراني أيضا وأسموه *(دقائق التفسير)* وكلا الكتابين ليسا إلا تقطيعاً من فتاواه، وانتظروا الباقي بأسماء جديدة!
سادساً: *محاربة دور النشر المخلصة* إذا لم تستجب لرشواتهم، ومن ذلك محاربتهم لدار الإمام النووي بالأردن حتى ركّعوها، ولذلك ترى الكثير من الكتب تخرج من غير ذكر اسم دار النشر عليها!
سابعاًً: *سرقة أمهات الكتب والمخطوطات وتقطيعها* ، والأمثلة على ذلك:
1. كتاب *(سير أعلام النبلاء)* للحافظ الذهبي، طبع منه ثلاثة وعشرون جزءًا والجزء الأخير الذي فيه *ذم ابن تيمية لم يطبع*! ويقال إنه مفقود، وهذا ما يصرح به ابن الوزير المجسِّم!! فأين ذهبت هذه الوثيقة التاريخية الهامَّة؟ لا شكَّ أنَّ *يد العبث الوهابية قد أخفتها عن الأنظار*.
2. الوهابية أصحاب عقول هزيلة يظنون أنهم بتشويههم للكتب يستطيعون أن *يخفوا عورات الفكر الحشوي الجانح*، فمنذ فترة ليست بالبعيدة، وقعت حادثة مثيرة بإحدى الجامعات الأردنية العريقة، حيث اندسَّ أحد الطلبة الوهابية ذات مساء بمكتبة الجامعة، مستغلاً اشتغال أمينها، فأُغلِق عليه الباب حتى الصباح، *فأخذ يقصّ أوراق الكتب التي لا تتماشى وفكر الوهابية العقيم*، ولا ريب إنه شوّه الكثير من أمهات الكتب النفيسة بالمكتبة، حالماً بأنه سيخفي عوراتهم التي كشفها الله، وأنى لهم ذلك فالحقيقة كنور الشمس لا تحجبها أجنحة البعوض، ولا يبعد أن يكون هذا الطالب موجَّهاً للتخريب.
ثامناً: *دعم إعلامهم المقروء مادياً*؛ فينشرون أفكارهم بثمن بخس كي تغطي على الفكر النقي.
لقد افترى الوهابية على كثير من أئمة المسلمين *فنسبوا* إليهم ما لم يقولوه، *وحذفوا وأخفوا* من كلامهم مالا يتناسب مع معتقداتهم الكاسدة، ونفخوا أئمتهم بالباطل لينافسوا بهم علماء الأمة، وما فتئوا ينفقون الأموال ليل نهار في تسويق بضاعتهم الكاسدة فهل تراهم أفلحوا؟! كلا فهم *{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمَّ نوره}* ولكن مع هذا فلا بدَّ لنا أن نهيب بالهيئات العلمية الحكومية والأهلية للمسارعة إلى طباعة كتب التراث الإسلامي الموثّقة خشية أن تنالها يد العبث الوهابية.