الجديد برس : رأي
جميل أنعم – كاتب صحفي يمني
سنة أولى .. سنة ثانية .. ثم سنة ثالثة
سنتين صراخ في عدن، وضجيج في تعز، ونحيب في نهم، ونشوة في مأرب، ومجاعة في ريف الساحل الغربي، تحيتا تهامة اليمن، ثم سنة ثالثة وهي سنة الصراخ والضجيج ودموع التماسيح، المجاعة تجتاح الساحل الغربي لتهامة، والحل المارينز الأمريكي يقتحم ويستولي على ميناء الحديدة لتوزيع مواد الإغاثة التي تستولي عليها الميليشيات الحوثية، وترامب صديق المسلمين والإسلام سينقذ الحديدة من المجاعة، تماماً كما أنقذ وحرر التحالف العربي عدن من الإحتلال اليمني، وكما حرر التحالف العربي تعز جزئياً من الحصار الحوثي وقتل عفاش لتعز، وهلمَّ جرَّا.
سنتين بلا صواريخ إستراتيجية، ولا دفاع جوي، ولا طائرات جوية، ولا هنا ولا هناك شيء يذكر، فالشرعية فعلت فعلها ما بعد ثورة الربيع اللاعربي، بتجريد اليمن من أسلحة الردع الصواريخ والدفاع الجوي لغرض في نفس هادي، سنتين والقوات الموالية للشرعية ومعها التحالف العربي وبقيادة أمريكا وبريطانيا تحرر اليمن متر متر، سم سم، تحرير على الطريقة الإستعمارية البريطانية، تحرير على الطريقة الإمبريالية الأمريكية، تحرير على طريقة الميليشيات الوهابية التكفيرية، تحرير على طريقة الخلافة الأردوغانية، تحرير على طريقة المعارضة المسلحة في ليبيا وسوريا التحرير المناطقي .
سنة أولى صراخ في عدن المحتلة من اليمني، سنة ثانية بكاء في عدن المحررة بالأجنبي متعدد الجنسيات، وكذلك تحررت حضرموت وأبين وكل المحافظات الجنوبية، هكذا يقولون، تحررت من العلم السيادي للجمهورية اليمنية، تحررت على الطريقة الإنجليزية الأمريكية والوهابية والإخوانية، واصبح الجنوب حقل ألغام متفجر بالمناطقية وليقتل الجنوبي الجنوبي، وليتفرغ المحرر الخارجي للمشاريع الصهيونية الإمبريالية، نفط وتقسيم وتمزيق وقواعد عسكرية لقمع أي حركة وطنية ستظهر لاحقاً في اليمن والمنطقة العربية، تحرر الجنوب ولم نرى دولة الجنوب العربي أو حتى اليمن الجنوبية ولن ولن تظهر هذه الدولة بفك الإرتباط إلى ما قبل مايو 1990م بل ستظهر أولاً الدولة الحضرمية والمهرية والسقطرية، وهلمَّ جرا من الدويلات المناطقية المحررة بالمارينز واخوانه.
سنة أولى ضجيج في تعز، تعز محاصرة من الحوثي، تعز يقتلها عفاش، واصبحت تعز محررة بالقاضي الشرعي للقاعدة أنصار الشريعة الدواعش، والأمر الأكثر اشمئزازاً حتى الغثيان والتقيؤ بأن البعض من يصدر ضجيج تعز بحصار الحوثي وقتل عفاش، هؤلاء القوم يعيشون في ظل أمن وأمان واستقرار بل وديمقراطية جيش الإحتلال اليمني والحرس العائلي والميليشيات الحوثية في صنعاء والحديدة وكل محافظات الشمال، أمن وأمان واستقرار وديمقراطية لا يتمتع بها أنصار واتباع الحوثي وعفاش في المحافظات المحررة بالوهابية الأمريكية والانجليزية .. إنهم قوم استحلوا الباطل وحرموا حلال الحق والوطنية، ومصيرهم مصير الوجوه المكفهرة والمسودة، وجوه تزداد سوءاً يوم بعد يوم، وهي تنتظر دخول جحافل الغزو الفاتحة لصنعاء والحديدة، وليمارسوا كل أنواع واصناف النازية والفاشية والعنصرية بحق أتباع الحوثي وعفاش والجيش واللجان الشعبية، إنهم يحلمون بمصير أسود للوطن والوطنية، وذلك هو من بشارات الحق والانتصار القادم إن شاء الله سبحانه وتعالى، فالوجوه السوداء فقط هي صفة ملازمة لأهل الباطل والنفاق والظلم والطغيان كما ورد بالقرآن الكريم .
سنتين والقوات الموالية للشرعية تحرر هنا وتحرر هناك، وعجزت القوات الموالية للشرعية عن تأمين مطار عدن للرئيس الشرعي، وعجزت القوات الموالية للشرعية عن تأمين مقر واحد لحكومة فنادق الرياض في المناطق المحررة، بالرغم من كثرة جحافل القوات الموالية للشرعية من فصائل الحراك، وقوات الحماية الرئاسية، وقوات الحزام الأمني، وقوات النخبة الحضرمية، والمقاومة الشعبية، والجيش الوطني وتشكيلات الجيش الوطني، وفي الشمال هناك لواء الصعاليك والميليشيات الوهابية التكفيرية بالدولة الإسلامية داعش، والإمارة الإسلامية القاعدة، والخلافة الإسلامية حزب إخوة أردوغان، وكتائب أبو العباس السلفية التكفيرية، وهلمَّ جرا .
سنتين وتعز محررة ولم تنظم إلى مجلس التعاون الخليجي، سنتين ومأرب محررة ولم تنظم إلى فيدرالية عشقي الأمريكية، سنتين وميليشيات الوهابية في نهم ولم تدخل صنعاء، سنتين وقوى الإرتزاق والتكفير والمناطقية في الساحل الغربي ونهم ومأرب وطنيون في صنعاء والحديدة مناطقيون في عدن، عنصريون في تعز، إنه التحرير الإنجليزي والأمريكي والوهابي السعودي، وبالإعلام المعادي الخليجي، فهم القوات الموالية للشرعية، الجيش الوطنية والمقاومة الشعبية، بالراتب من الخارج والسلاح من أمريكا والغطاء السياسي والعسكري من بني سعود وغيرهم، مرتزقة وعملاء وخونة في الساحل الغربي من الجنوب وتعز يحررون تهامة من أبنائها، فحق القول عليهم بأنهم قوات يتيمة كل اليتم في تهامة اليمن، بل إنها لقيطة من لقائط بني سعود والعم سام .
وكانت ومازالت تهامة مؤمنة بنفسها ووطنها ودينها الإسلامي الحق، دين أحمد بن عبدالله صلَّ الله عليه وعلى آله وسلم، لا محمد بن عبدالوهاب .. سنتين وتهامة اليمن ولم ولا ولن تفرز قوى عمالة وخيانة وارتزاق، بل أن الميليشيات الوهابية والإخوانية التكفيرية تهاوت بفعل الوعي لأبناء الساحل ويقظة القوى الأمنية، وهربت إلى الأوكار في تعز وعدن حتى الرياض والدوحة واسطنبول، لذلك كان سلاح الحصار للحديدة وسلاح التدمير لميناء الحديدة، وسلاح منع الرواتب لليمن والحديدة، وكل الأسلحة أُستخدمت بهدف الوصول إلى إعلان المجاعة في الحديدة والساحل، لتعطي المبرر لأمريكا ترامب بإقتحام الحديدة متأبطاً قرار مجلس الأمن الدولي بعد إدخال اليمن بالفصل السابع على وقع ثورة الربيع الإخوانية الدموية.
وها هي أمريكا ترامب 2017م تسترجع وتستعيد سلاح المجاعة، سلاح أمريكا بيل كلينتون 1994م في الصومال، حيث تدخلت أمريكا في الصومال عسكرياً وبعنوان عملية الأمل غزت أمريكا الصومال لإنقاذه من المجاعة والحروب الداخلية، والنتيجة سحل الطيار الأمريكي في شوارع مقديشو وحملت أمريكا عصاها ورحلت من الصومال، صومال إقليم أوجادين المملوء بالنفط، ورحلت أمريكا ثم نشرت الميليشيات الوهابية والقراصنة، فأنقسم الصومال إلى دولة معترف بها وشرعية، ودولة غير معترف بها هي جمهورية أرض الصومال، وحتى تاريخه الصومال أرض خصبة للقتال بالوهابية والمناطقية، والنفط في باطن الأرض ينتظر مشروع عشقي للإستثمار الإستعماري الصهيوني المرتبط بإقليم أوجادين واقليم مأرب والجوف وإقليم حضرموت والمهرة بشرط الاعتراف بإسرائيل والفيدرالية المناطقية، ومن عملية الأمل بالصومال إلى عملية إعادة الأمل باليمن، يكمن هناك المشروع الصهيوني المتعثر في الساحل الغربي وصنعاء الثورة والصمود والمقاومة والتصدي حتى الإنتصار إن شاء الله تعالى.
سنتين وصراخ وضجيج ونحيب ونشوة التحرير من الإحتلال اليمني والميليشيات الانقلابية من عدن حتى تعز ومأرب … سنتين والحديدة لم تصرخ من الإحتلال اليمني، ولم تصرخ من الحصار الحوثي، ولم تشتكي من القتل العفاشي، فاستحقت المجاعة والدمار والقتل بالتحرير الوهابي والإنجليزي والأمريكي، سنتين وأبناء الساحل الغربي يهتفون لصنعاء الثورة والصمود، ويهتفون للجيش اليمني واللجان الشعبية وبالتظاهر السلمي وبمئات الآلاف في كل المدن والمديريات والأرياف وبالإعلام والمواقع على صفحات التواصل الإجتماعي، والإذاعة والتلفزيون، سنتين وتهامة اليمن تمد الجبهات بقوافل الغذاء ورجال الرجال، سنتين وتهامة اليمن تزف الشهداء إلى دار الحق، شهداء المجاهدين وشهداء الأسواق والصيادين والمدارس والجامعات والمنازل.
وعَجزَ العدو الداخلي والخارجي من إختراق الساحل الغربي، فكان إعلان الساحل منطقة عسكرية من باب المندب حتى ميدي، للوصول إلى النقطة الحرجة هي المجاعة، مجاعة تهامة بعد مجاعة الصومال، ويتحدثون عن المجاعة والطائرات المعادية تدمر ميناء الحديدة والمخاء والخوخة، ويتحدثون عن المجاعة والبارجات الحربية تمنع دخول المواد والسلع الغذائية إلى ميناء الحديدة، ويتحدثون عن المجاعة وهم يقتلون الصيادين ويدمرون زوارق صيد الأسماك المصدر الرئيسي للرزق في التحيتا والساحل، ويتحدثون عن المجاعة وهم يقصفون قاطرات السلع الغذائية ويدمرون الجسور والطرقات، والآن يتحدثون عن تحرير الساحل والحديدة بالقوات الموالية للشرعية والتحالف العربي حتى ترامب صديق الإسلام والمسلمين، قوات موالية للشرعية ولا يوجد بينها من أبناء الساحل والحديدة بإستثناء الميليشيات الوهابية التكفيرية متعددة الألوان والأطياف والولاءات، هكذا كانت حلب السورية وطنية قومية عربية اسلامية فتم إغراقها بالميليشيات الوهابية العالمية والقوقازية وانتصرت حلب، وكذلك إنتصرت الحديدة قبل بدء معركة الدواعش، وكما قلبت حلب المعادلة على الأعداء ستقلب الحديدة المعادلة، هذا إذا إعتمدنا ثنائية (حلب – الحديدة)، أما إذا إعتمد الصديق ترامب ثنائية (مجاعة الصومال – مجاعة الحديدة)، بغزو الساحل الغربي عامة والحديدة خاصة في السنة الثالثة للعدوان، فإن الفعل قبل القول هو سيد الميدان، بهزيمة زعيمة العالم أمريكا أولاً في الحديدة التي سيكون لها شرف إعلان الإنتصار على تحالف العدوان الخارجي والداخلي، وبذلك تكون زبيد مدينة العلم والعلماء قد تفوقت بالوطنية والقومية والإسلام الحق والأممية الإنسانية على أدعياء التقدمية باليسار القومي العربي واليسار التقدمي الأممي وعلى أدعياء الثقافة الصغار والمثقف المزيف الذي ابتلعه الريال السعودي وهضمه الدولار الأمريكي، وعلى أدعياء الخلافة الأردوغانية أدعياء بالقوات الموالية للشرعية شرعية بني سعود وبني صهيون والعم سام ترامب الصديق الواعد للإسلام والمسلمين.
واشتد الدمار والقتل والحصار حتى المجاعة على شعب الأوس والخزرج، تماماً كما إشتد حصار اليهود وكفار قريش والأعراب للمؤمنين في غزوة الأحزاب غزوة الخندق سلمان الفارسي، حصار من أعلى الوادي وأسفله ومن المشرق ومن المغرب، فزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وتظنون بالله الظنون المختلفة باليأس من النصر والإنتصار، فقال المنافقون لا مكان ولا إقامة ارجعوا أيها المقاتلون إلى دياركم ومنازلكم فهي عورة وغير محصنة، وماهي بعورة وما يريدون إلا فراراً من القتال، وقال الذين في قلوبهم مرض وضعف واعتقاد أن وعد الله ورسوله بالنصر ما هو إلا وعد مغرور وباطلاً، وما زاد ذلك المؤمنين إلا إيماناً وتصديقاً بوعد الله وتسليم لأمره وكان الله قوياً عزيزاً على إيجاد ما يريده فانهزم الأحزاب واليهود وتم فتح مكة خلال 2 – 3 سنوات .
واليوم يقول المنافقون لو كان جماعة الموت لأمريكا الموت لإسرائيل على حق لنصرهم الله، وكذلك يقول الذين في قلوبهم مرض ابقوا في منازلكم، لا دراسة ولا تدريس ولا عمل حتى نستلم الرواتب، وما زاد ذلك المجاهدين إلا إيماناً وتصديقاً بوعد الله وتسليم لأمره والله قوياً عزيزاً على إيجاد ما يريده، وها هم جماعة العدوان في الشرق والغرب طلباً للجيوش والعسكر جيوش متعددة الجنسيات لاحتلال الحديدة تحت مظلة الأمم المتحدة بتدويل ميناء الحديدة، وتلك هي هزيمة معنوية تسبق الهزيمة المدوية لجحافل الغزو الترامبي بالمارينز الأمريكي والتحالف الوهابي حتى المارينز الأفريقي بالمقبرة البحرية في ا