من حضرموت إلى عدن إلى الساحل الغربي والعودة

الجديد برس : رأي 

صلاح الدكاك – كاتب صحفي

لعجز تحالف العدوان عن تحقيق متغير نوعي في الساحل الغربي وشمالاً باتجاه صنعاء، انفجرت تناقضات عدة في مربع القوى المنضوية فيه، وعاد الخلاف السعودي اA273;ماراتي ليتصدر الواجهة من جديد.
داخلياً، يبدو أن ما انتظره محمد بن سلمان ليكون استحقاقاً له على مستوى الحرب على اليمن، لم يحدث، ووجد جناح سلمان وبنيه أنفسهم بحاجة إلى التعجيل بمشروع التوريث على أنقاض أحلام محمد بن نائف والمغيبين متعب بن عبدالله ومقرن بن عبدالعزيز.
التغييرات الأخيرة التي أحدثها سلمان على مستوى أمراء المناطق وعدد من الوزارات واA271;جهزة الأمنية، حاز بنوه على نصيب اA271;سد فيها، وتمثل انقلاباً بارداً، عوضاً عن كونها مؤشراً على عجز السعودية عن أن تضمن تداولاً سلساً للعرش والمناصب السيادية فيها باستحقاق تسوية الحرب على اليمن لجهة محمد بن سلمان عسكرياً، اA271;مر الذي لم يحدث.
خارجياً، سرعان ما ردت السعودية على ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع الذي تبنته اA273;مارات، وبسط الأخيرة سيطرتها على سقطرى، بتدشين انقلاب بارد ينذر بصيف ساخن قادم بين أبرز دولتين في تحالف العدوان وأدواتهما في جنوب اليمن المحتل.
دعونا من التغييرات الوزارية في حكومة العميل هادي، أهم من ذلك إقالته لمحافظ عدن عيدروس الزبيدي، وتعيين عبدالعزيز المفلحي مكانه، فهنا يكمن مربط الفرس.
عيدروس عرف بولائه للإمارات، وخلفه المفلحي قادم من المملكة، وشلال شائع المعروف أيضاً بولائه للإمارات، لا يزال مديراً للأمن، ويرفض إخلاء منصبه.
وأنصار المحافظ السابق ومدير أمنه في الضالع يتأهبون للرد على هذا (الانقلاب)، ومهران القباطي قائد الحماية الرئاسية، احتجز لساعات قبل أن تتدخل الرياض وتسهل عملية لجوئه إلى المملكة.
في موازاة ذلك، إذا أراد العميل هادي عزل محافظ حضرموت, فإنه لن يستطيع, حتى على افتراض أن لديه الجرأة لتحريك ألوية المرتزقة المرابطة في مأرب بقيادة علي محسن، إلى حضرموت، وذلك سيجعله في مواجهة مباشرة مع اA273;مارات.
وعلى خلفية عجزه هذا، امتنع محمد بن سلمان عن دفع مرتبات 13 لواءً تابعين للعميل هادي والجنرال محسن، بحسب (المؤتمر نت) الذي ذكر نقلاً عن مصادر خاصة أن هادي لوح كرد فعل على ذلك بأنه سيغادر المملكة ليقيم في دولة أوروبية لم يذكرها.
دولياً، عاد دونالد ترامب ليهزأ من السعودية مجدداً، وقال، الخميس الفائت، في مقابلة لـ(رويترز) إن السعودية لا تدفع نفقات حمايتها.. اA271;مر الذي يؤكد أن تعشيم واشنطن للرياض بقيادة أمريكية مباشرة لمعركة الساحل الغربي، كان مجرد ابتزاز تبدو اA273;دارة أمريكية عاجزة عن إنفاذه لعدة عوامل أبرزها المعارضة الصينية في الظل، وتحذيرات روسيا في العلن من استهداف ميناء الحديدة، على لسان وزير خارجيتها لافروف، اA271;ربعاء الفائت.
عجز التحالف، بالإضافة إلى عدم قدرة أمريكا على التدخل العسكري لصالحه، هو ما دفع هذه الأخيرة إلى اA273;ذعان لجولة مفاوضات قادمة في اليمن يجري الإعداد لها، وربما بنية كسب الوقت لاحتواء التناقضات المنفجرة في مربع قوى العدوان، وأزمة شبه الجزيرة الكورية، وملف البيعة في العائلة السعودية المالكة.
ولد الشيخ الذي يشبه سيارة إسعاف في خدمة التحالف، عاد إلى الواجهة من جديد، الأسبوع الفائت، متحدثاً عن جولة مفاوضات قادمة قد تستضيفها الكويت أو جنيف، في مايو المقبل.. ضفة العدوان تتآكل بوتيرة متسارعة كحصيلة لثبات ورسوخ أقدام المقاتل اليمني في الجيش واللجان، وإذا ما قُدر للمفاوضات أن تعقد، فإن لدى مفاوضينا وفرة معطيات تجعلهم اA271;قوى على الطاولة، أبرزها اقتراب العمليات النوعية للمقاتل اليمني من عرين البترودولار (أرامكو) وميناء جيزان.