المقالات

لا نامت أعين الجبناء

الجديد برس : رأي

أحمد الحبيشي – إعلامي وكاتب صحفي

خلال العامين الماضيين قامت القوى الأمنية بحملات ضبط للعديد من الخلايا التخريبية السرية للطابور الخامس الذي تقوده غرفة عمليات القيادة المشتركة لدول التحالف السعودي.

من نافل القول أن كل عمليات الضبط لخلايا الطابور الخامس التخريبية تمت بدون إعلان حالة الطوارئ ، الأمر الذي استغله بعض الكهنة والمدمنين على المتاجرة العمياء بالقضايا (الحكوكية) ، مدخلا للحديث عن عوار قانوني في عمليات مداهمة المنازل والمحلات التي كانت عبارة عن أوكار ومخابئ سرية للأسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ الأرضية قصيرة ومتوسطة المدى ، ومسدسات كاتمة الصوت ومعامل لصناعة الأحزمة الناسفة والمفخخات والقنابل ، وغيرها من أدوات القتل والتدمير التي ضبطتها أجهزة الأمن بالإضافة إلى توقيف عشرات القتلة الذين اعترفوا بأنهم كانوا مكلفين بأعمال تجسس ورصد وإرسال إحداثيات لطائرات العدوان ، والتخطيط لنسف الجسور والجوامع والمنتديات العامة واغتيال بعض الشخصيات العسكرية والسياسية والإعلامية والأكاديمية في العاصمة والمدن الرئيسية.

لن أتحدث عن الضجيج الذي أثاره بعض (العميان) بقصد التشكيك بالحملات التي قامت بها أجهزة الأمن ضد عشرات الخلايا التي تتبع الطابور الخامس خلال العامين الماضيين ، على نحو يذكرنا بحملات الدعاية السوداء لهؤلاء ( العميان) ضد الدعوة لإعلان حالة الطوارئ في مواجهة تحديات العدوان في الداخل في الشهر الماضي!!
في الأسبوع الماضي كنت أشاهد تقريرا وثائقيا مسجلا باللغتين العربية والانجليزية بثته الفضائية اليمنية وقناة (المسيرة) ، لمجموعة من خلايا التخريب السرية التي ضبطتها أجهزة الأمن خلال العامين الماضيين ، وسط احتجاجات ومزايدات عمياء لبعض (المدمنين الحكوكيين) الذين استنكروا ضبط أوكار التخريب السرية وعملاء العدوان في الداخل بذريعة عدم إعلان حالة الطوارئ التي توفر غطاء قانونيا لعمليات الضبط الأمني!!

لا أخفيكم أن اعترافات الموقوفين على ذمة الجرائم المرعبة التي كانوا سيرتكبونها ، أصابتني بالخوف على مصير هذا البلد ومواطنيه من جراء نشاط الطابور الخامس الذي يخدم الخطط الحربية لغرفة العمليات المشتركة للتحالف السعودي العدواني.

بيد أن أهم ما ورد في الفيلم الوثائقي الذي بثته القناة الفضائية اليمنية وقناة (المسيرة)، اعترافات الموقوفين من ناشطي حزب (الإصلاح)  بارتكاب جرائم إرهابية وتنفيذ اغتيالات شملت شخصيات عسكرية وسياسية خلال الفترة 2012 و2014 ، بتوجيه من جهاز سري خاص بحزب (الإصلاح) والفرقة الأولى المدرعة التي كان يقودها الجنرال العجوز علي محسن الأحمر ، بما هو راعي الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية التي خرجت من بوابة الجهاز السري الخاص للإخوان المسلمين في اليمن.

وبوسع كل من شاهد هذا التقرير الوثائقي الخطير أن يلاحظ اعترافات الموقوفين بأنهم نفذوا عددا من التفجيرات والاغتيالات قبل الحرب ، بتوجيه من جهاز خاص يتبع حزب (الإصلاح) ، بينما كان يتم إصدار بيانات بعد كل جريمة ارتكبتها هذه المجموعة الموقوفة ، باسم القاعدة وداعش تعلن فيها مسؤوليتها عن تلك الجرائم التي ارتكبها ــ أساسا ــ هؤلاء الموقوفون ، وهم ناشطون حزبيون في التجمع اليمني للإصلاح ، الأمر الذي يضع أمام المختصين في مكافحة الإرهاب ، معطيات جديدة تتعلق بالتجربة التاريخية للجهاز السري للإخوان المسلمين في صناعة الإرهاب والجماعات الإرهابية!!

لاريب في أن  الذين شاهدوا الفيلم الوثائقي الرائع عن خطط الطابور الخامس لتفجير الوضع في صنعاء بالتوازي مع التهديد بإسقاط الحديدة ، أصيبوا بالرعب والخوف على مصير هذا الوطن من مخططات الطابور الخامس.

يعود  الشعور بالرعب من محتوى هذا الفيلم الوثائقي االخطير ، إلى أنه يكشف حقيقة حزب (الإصلاح) الذي كان يُكلّف ناشطيه الحزبيين بتنفيذ أعمال التفجير والاغتيالات التي نفذوها خلال فترة حكم التحالف غير المقدس بين عبدربه منصور والإخوان المسلمين و (اللقاء المشترك) وخونة المؤتمر الشعبي 2012 — 2014.

وبعد أن تم تفجير المساجد والأماكن العامة والنقاط الأمنية واغتيال كبار قادة وضباط القوات المسلحة والأمن ، قام حزب (الإصلاح) بتحميل تنظيمي القاعدة وداعش مسؤولية ارتكاب هذه الجرائم الإرهابية من خلال إصدار بيانات يتم نشرها على شيكة (الملاحم) الإرهابية العالمية ، بحسب ما جاء في اعترافات الموقوفين من أفراد الطابور الخامس. ولا تعليق!!
تحية لأجهزة الأمن .. ولا نامت أعين الجبناء.