الجديد برس : رأي
عبود أبولحوم – كاتب صحفي
على حكومة الإنقاذ، حكومة الحرب والطوارئ والمواجهة أن تعلم أنها قد توفرت لها دوافع التحرك والإبداع مالم تتوفر لأي حكومة من قبلها فهي تحضى بتأييد شعبي منقطع النظير، وتحضى بتأييد سياسي وصلاحيات بلا قيود، ولديها من مبررات فرض الإرادة وأمتلاك عوامل النجاح ومنع التدخلات والوصاية في طريقها ما لا يتيح لها أي عذر لأي إخفاقات أو فشل.
هي اليوم أمام مسؤوليات جسام مسؤولية دينية ووطنية وإخلاقية وإنسانية، تعاضمت هذه المسؤولية وتجسددت وتوجت ببطولات الجيش واللجان الشعبية في ميادين التضحيات والفداء سجلوا لليمن الخلود والرفعة والتفاخر والعزة والإعتزاز بدمائهم أزاحو غبار التأريخ، وتخلصوا من الإنهزامية وعقددت النقص والدونية سمعو بقدراتهم وإبداعاتهم من بأقصى الأرض المعمورة وبلغت سمعتهم الأفاق وتداولت سجلاتهم الحربية وإنتصاراتهم الأكاديميات العسكرية الكبرى في العالم ومسارات إنجازاتهم الحربية مصدر بحوث وتدريس لهذه الأكاديميات، بهم وبعقيدتهم القتالية الإيمانية سقطت موازين القوة العسكرية العلمية والفنية والمادية وأخر ما توصلت الية علوم العصر.
مما جعل العدوان يصاب بالإرباك والإحباط ويلجأ إلى أبشع الوسائل والمحرمات وأوقع نفسة في جرائم حرب لا طائل لها، لكنها أيضاً لم تمنحة النصر والتفوق، فلجأ إلى الحصار الإقتصادي بفرض الموت على الشعب وخنق الجبهات بما تحتاج إلية من إمدادات، وعلى حكومة الإنقاذ أن تعي مسؤوليتها أنها بخط المواجهة مع العدوان والشعب والعالم بما فيه، العدوان يراقب بشغف وقلق تحركات جبهت الحكومة الذي لا خيار لها إلا إستكمال النصر وإفشال أهداف العدوان، فالعدوان بموقع الإنتظار والترقب لإفشال حكومة الإنقاذ الذي بفشلها فشل كل الإنتصارات والإنجازات الذي حققة الجيش واللجان الشعبية وصمود الشعب، وعامين من معجزات الشعب في مواجهة أكبر عدوان.
أمام الحكومة أولويتان لا مناص من توفيرها:-
١) إرفاد الجبهات كل ما تحتاج إلية من السلاح والغذاء والدواء وكل المتطلبات التي تحتاج إلية الجبهات من رعاية ودعم لهم ولأهاليهم وتفعيل ميادين التدريب لتزويد الجبهات بالمقاتلين وتوفير المقاتلين لتغطية أي جبهلت جديدة يفرضها العدوان.
٢) توفير المرتبات وتفعيل المؤسسات الحكومية والإرتقاء بواجباتها بروح مسؤولية عالية لمواجهة العداون وخدمة الشعب الصامد العظيم الذي يستحق منا السهر على راحتة وإنحنا الحكومة أمام تضحياتة وصبرة وشموخة وتوفير الضروريات الملحة ورفع جزء من معاناتة.
أثبت الشعب وجودة وجوهرة فلا ينبغي أن يكون جوهرة بيد فحامين يغطوا بأيديهم القذرة لمعانة وبريقة ومعدنة الأصيل.
من مصلحة الحكومة أن تسعى إلى تفعيل الأجهزة الرقابية وتجعل من هذه الأجهزة مصدر دعم وعون لأداء مهامها ولا تجعل منها مبعث خوف وعداوه من تقاريرها، الفاسدين اليوم جزء أصيل من العدوان وسلطان متفشي في الأمة يجب على الجميع مواجهتة وبترة بإرادات الحكومة وعزم ودعم الشعب، مواردنا كافية وأرضنا خيرة، وأبائنا وإخواننا بالمهجر يعرقون في بلاد الآخرين ويساهمو مساهمة فاعلة في توفير العملة الصعبة وتغطية نفقات كثير من الأسر، مواردنا إذا تم تحصيلها بأيادي آمنة وإدارة مسؤولة وقطعت الأيادي الأثمة الفاسدة منها فهي كفيلة بتوفير عوامل الصمود، وتغطية إحتياجات الجبهات والمرتبات، وإذا خرجت من أبراجها العاجية وخرجت من الجمود العقلي والذهنية الغافلة إلى ميادين العمل في الواقع وأستعانت بالكفاءات والقدرات والشرفاء فستكتشف الكثير من الفرص والموارد ووسائل النجاح وستدخل التأريخ من أوسع ابوابة.
إن أي تحرك إيجابي لا بد أن يصاحبة وحدة الصف والرؤية والموقف والإرادة والإصرار على النجاح بتكامل جمعي وشفافية عالية وروح مسؤولة وبدون الشعور والإيمان به تتعثر الأماني ومواجهات التحديات.
وأتمنى من الحكومة أن تتعاطى بمسؤولية عالية وملزمة لتنفيذ النقاط ( ١٢ ) المطروحة من قائد المسيرة القرآنية طالما وهي من منطلق المصلحة العليا للوطن ونقاط دفع قوي لمواجهة العدوان وتحقيق مصلحة الأمة ولا يشوبها أي عوار ذاتي أو شخصي فهي تلخيص وإستجابة لضرورات ملحة ومطالب شعب في ضرف تتكالب علينا قوى عدوان من مشارب متعددة أقليمية ودولية ولا ينبغي التعاطي معها بصمت والإهمال والتجزءة فالمصلحة يجب اتباعها من أي طرف سياسي متحالف ضد العدوان.
وهنا أقول من واجب التناصح أدعو مكون المؤتمر ورئيسة علي عبدالله صالح على وجهة الخصوص واقول له لقد من الله عليك وهداك إلى طريق الشراكة في مواجهة العدوان، بعد أن قامت عليك ثورات وبراكين الغضب وأحاط بك الخوف من حيث الأمان، فمن مكنتهم من خزائن البلاد يعثو في الأرض الفساد، ونهبوا أموال الأمة إلىىبنوك أوربا وبعض دول الخليج، هذه الأموال الذي سارت رافداً أو داعماً لإقتصاد هذه الدول في الوقت الذي أدمو الشعب وأضعفوه وأهانوه وأفقروه، حتى من استقويت بهم من هذه الدول على الشعب وتنازلت لهم عن السيادة والقرار والإستقلال بحجة طاعتهم لتسلم وتسلم البلاد من أذاهم حتى تصل إلى مرحلة التمكين، فهم من رتبوا العدوان وجعلوا من حاشيتك وقادت مؤتمرك ورموز حاشد قادة للعدوان في كل الجبهات الداخلية وجواسيس لنقل الإحداثيات وتدمير إنجازاتك لم يعُد هناك ما تمن بة على الشعب.
ولا تكفر بنعم الله عليك بعد أن أنجاك الله من أعدائك وأعداء الله وأعداء الوطن والإنسانية، وأختار لك أن تتحالف مع من قاتلتهم وهدمت بيوتهم وقتلت نسائهم وأطفالهم لصالح الجارة، ولو كانو من أصحاب السياسة الملعونة ومع الشيطان والأحقاد والمكر والخداع لكانو هم أولا بالإنتقام لإن الله هو من أنتقم لهم وكشف سواءة أعدائهم، فضع يدك بيدهم لمواجهة العدوان ومكافحة الفساد، وسير معهم في طريق السيادة والإستقلال وبناء الوطن وتقدمة وإزدهارة ، وكن مع الصالحين المخلصين لدينهم ووطنهم وشعبهم ولا تكن للظالمين عضداً ولا تركن على من تبقى من حاشيتك فليس من مصلحتك الإبقاء على الفاسدين ولا من مصلحة الوطن الرهان عليهم رهانٌ خاسر، فهم أضعف من خيوط العنكبوت، وأستعمل التراكم المعرفي والنضالي لصالح الوطن لا لصالح بقاء الفاسدين.
وفي الإتجاه الأخر أتقدم بواجب المناصحة وأقول لقائد المسيرة القرآنية السيد/ عبدالملك الحوثي أجعل عينك على المجاهدين والمستظعفين والمخلصين لدينهم ووطنهم وشعبهم ولو كانوا من الأعداء ( فعدو عاقل خير من صديق جاهل ) ورتب بيتك الداخلي قبل أن يقع الفأس بالرأس، فمن قياداتك من لبسة الغرور ومنهم من أفسدتة السلطة ومنهم من أبطرتهم النعمة ومنهم من أحتجبوا عن الناس وصار تحت رحمة حاشيتهم ومادحينهم ومنهم من سار يبحث عن تكوين اجندة خاصة بهم ويستعملوا سياسة الإقصاء والتهميش لأشد الناس عطاءاً وإخلاصاًللمسيرة ومنهم من يحرص أن تحجب عنك المعلومة وحقائق الواقع، وأما الحشرات الزاحفة والطائرة التي أخترقت المسيرة حدث ولا حرج.
وأغلب من ذكرنا تجمعهم صفات الامباله والشعور بالقوة والضعف في التحرك والركون إلى الراحة، ولا يستشعرون أن الأعداء يحيطون بالوطن والمسيرة كما يحاط السوار بالمعصم، ومن أجل أن لا يقع الوطن والمسيرة والمؤتمر وكل المكونات الشعبية والسياسية في طريق سيل العدوان، تنبهنا ودوافع الكتابة والتناصح في هذا الأطار .
وأذكر بالنصح كما هي العادة وأقول لقائد المسيرة القرآنية الخوف يأتي من حيث الأمان ، وإن كان ما ذكرنا لا يشكلون نسبة ( ٠.٥ ٪ ) من أبطال المسيرة ومواكب المجاهدين وأغلب قيادات المسيرة المخلصين الذائدين عن الوطن ورافعين رآية النصر إلا أنه لا يجب السكوت عنهم وإهمالهم فهم بذور ضعف وفتنة.
وآخر القول ليس من خيار إلا طريق النصر إلا بالتوحد ورص الصفوف ومواجهة العدوان وإستبعاد المصالح من اجندة الجميع.