الجديد برس
رأي |محمد علي العماد.
ظهور مكون أنصار الله في الحوار الوطني، والذي أثبت أنهم أصحاب مشروع دولة مدنية، (لا دينية) سياسية، حينها، تغيرت نظرة الكثيرين إليهم، وتبدلت المفاهيم، خاصة، لدى الخارج الذي نظر إليهم باحترام.
لكن ذلك، لم يلبث إلا فترة وجيزة، حيث تم إجبارهم على الدخول في معارك جانبية، بداية الأمر مع السلفيين (جناح عفاش)، وهي المعارك التي استمرت إلى أن تم جر الإصلاح وأولاد الأحمر إلى محرقتها، ومع تسارع الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية، ووصل الأنصار إلى صنعاء، كان إعلام عفاش هو المتبني الإعلامي لجميع المعارك، واستمر في مهمته، إلى أن تم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة.
بعد ذلك، قام “عفاش” بتحريك إعلامه (ليس الإليكتروني أو المرئي والمسموع)، ولكن هناك لـ”عفاش” إعلام شوارعي، يستخدمه في وسائل المواصلات والنقل والتجمعات، وفي أكثر من مكان، وترافق مع ذلك انتشار وعودة توزيع صور عفاش، بالتزامن مع البدء في تحريض الشارع عن اللجان الأمنية، وهو التحريض الذي استمر إلى أن غادر هادي صنعاء، وتطور الوضع، ولم يكن عفاش يدرك ذلك، وهنا عفاش حاول بان يتبنى الخط الثالث عبر إعلامه ومع هذا لم يصغ أحدا إليه دولياً.
تعمد عفاش استغلال انشغال أنصار الله بالجبهات، فبالتزامن مع ما كان يرتكبه (حوثة عفاش) من أخطاء، وكذلك اللجان الثورية، في مؤسسات الدولة، حرص عفاش على تحريك سماسرته بالخارج للهجوم على اللجان وتحرك إعلام الشارع، في الوقت الذي كان الأنصار يعتقدون أن من يقف خلف ذلك، هم الإصلاح، ليستمر اعتقال الإصلاحيين، وهي الطريقة التي تمكن فيها عفاش من أن يلجم إعلام الإصلاح، الذي كان يحمل المسئولية لـ”عفاش والحوثي” معا، لتخلو الساحة الإعلامية، بعد ذلك لـ”عفاش” الذي استمر في الدفع بكل وسائله الإعلامية الحرفية والشوارعية، ومن الخارج أيضا، من خلال الخط الإعلامي الذي حرص عفاش على إخراجه من صنعاء، ليهاجم ويشوه أنصار الله الذين وجدوا أنفسهم محاصرون بالهجوم والتحريض من قبل إعلام الخارج والداخل والشارع، في الوقت الذي كانت قيادات الأنصار مشغولة في الجبهات، وفي تصحيح أخطاء اللجان.
ربما أن عفاش، وضع كل خبرة الـ33 سنة التي قضاها في الحكم، في تشويه أنصار الله، بكل الوسائل السياسية والأمنية والإعلامية والفكرية والشعبية التي استغلها عفاش، مثلا أن كان يبلغ عفاش وأدواته بأشخاص أنهم موالون لتحالف العدوان، ومن ثم يتوسط للإفراج عنهم، وبعد ذلك، يأتي إعلام عفاش في الداخل والخارج، لتصوير الوضع بأن “عفاش” هو الوحيد الذي يوجه الحوثيين، وأنه الوحيد المرغوب من قبل الشعب، بسبب كوارث الأنصار والإصلاح، وأن الشعب يتمنى أن يعود حكمه، وهذا كله خطط له، وكان يقوم به عفاش، خلال السنوات الثلاث، وبشكل مركز عبر الإعلام.
أخيرا.. اليوم، هل اكتفى عفاش بكل ما فعله، أم أنه سيستمر؟!.. وهل الأنصار سيحركون المكبرين لهم وجبهتهم الثقافية، لتصحيح ما زرعه إعلام عفاش الشوارعي في أذهان البسطاء من الناس، ويكشفوا للمواطن حقيقة ما يحدث ويدور؟!..، والسؤال الأهم هل سيتحرر سيد الأنصار، من رجال إعلامه، ويعيد النظر في بعضهم، خاصة أولئك الذين تحولوا إلى زبائن رسميين في مجالس طارق عفاش أو توجهات لا علاقة لها بأنصار الله.
ربما أن القادم، وحده من سيرد.. فلننتظر؟ّ!.