الجديد برس : رأي
عبد الحميد الغرباني – اعلامي وكاتب صحفي
في الصورة يظهر الزميل يحيى الشامي وهو يقبل الشهيد أبو الفضل الميسري معبرا ليس عن اجلاله وشكره للشهيد ورفاقه في الإعلام الحربي بل عن تقدير وشكر كل الجموع الشعبية التي تقدر لهؤلاء مايقومون به من جهود يحفظون بها كل الجهود المبذولة في هذه المعركة الفارقة التي يلعب الإعلام الحربي دورا مميزا وهاما في فصولها ومراحلها
مقطع من دقيقة إلى ثلاث أو أكثر يوزعه الإعلام الحربي كان وما يزال كفيلا بتغيير مزاج الرأي العام وبعثرت كل حملات العدو.
وتثبيت كل إنجاز وبطولة لرجال الله في خطوط النار، كان لمقاطع الإعلام الحربي دورها بجانب ذخيرة المقاتلين وجهدهم العسكري، لعب الإعلام الحربي دورا بارزا في خندق المواجهة مع العدو!
ومنذ دشن الإعلام الحربي توزيع مقاطع الفيديو التي يوثقها لكل عملية لرجال الله ضبط العالم النظام السعودي مهزوما يفر من كل ثكنة عسكرية وهو مدجج بأحدث عتاد عسكري! وسقطت مع مشاهد الإعلام الحربي كل محاولات نظام الرياض الرامية لطي الهزائم والصفعات وتحجيم الخسائر التي يتكبدونها ومرتزقتهم في كل مواقع المواجهة والاشتباك!
والمصور في الإعلام الحربي هو واحد من المقاتلين، أوكلت إليه مهمة ليست بالسهلة، ولها تأثيرها في الحرب مع العدو وعلى مختلف المستويات، مجموعة مشاهد حية قادرة على تحقيق إصابات منكلة بالعدو قد يصعب على السلاح تحقيقها، هذا بالضبط ما آمن به ربيع جابر علي حسن الميسري (أبو الفضل) شهيد الإعلام الحربي الذي ودعنا ذاهبا إلى الخلود بعد رحلة حافلة بالإنجاز، فمشاهد جثث الجنجويد في صحراء ميدي وآليات العدو المحترقة والمحطّمة كانت هي الضربة التي أكملت أركان آخر هزيمة تلقاها نظام الرياض في ميدي!
وكان الشهيد أبو الفضل الميسري هو الحاضر والموثق لمصارع ما كان يعتقد المهفوف محمد بن سلمان أنهم صناع الإنجاز الذي يحلم به طيلة أكثر من عامين، فإذا برجال الله وأبو الفضل واحد من هؤلاء يجددون للمرة الألف وبشكل عملي ما قيل قديما “أن اليمن مقبرة الغزاة ” ولابأس راهنا أن يتم تصوير شواهد ذلك في مقاطع فيديو تجاوزت نتائجها وأثرها الرياض إلى البيت الأبيض الذي شاهد طيلة عامين أفخر عتاده العسكري يُحرق بولعات السجائر وبالكراتين والأوراق أيضا! وشاهد عمليات عسكرية تجاوز توثيق بعضها الساعة!
والشهيد أبو الفضل لم يتعلم كيف ينفذ مهمته في مدرجات كلية الإعلام بل اكتسب مهارته وسط مثل من النيران المشتعلة، بين غارات الطيران وضربات الدبابات والآليات وقذائف المدافع ورصاص القناصين القتلة!
لقد مثلت وما تزال مشاهد الاقتحام ومختلف عمليات الرد والردع التي وثقها بواسل الإعلام الحربي بالنسبة للشعب اليمني عاملا مهما في تثبيت ديمومة الصمود، وضربت مفاعيل كل الحروب النفسية التي استهدفت نفسيات الشعب، ونجح الإعلام الحربي وأبو الفضل في وصل الجماهير الشعبية بميدان المعركة! يبثونهم كل شيء ويطلعونهم على كل جديد ويتنقلون بهم من ثكنة إلى أخرى دون كلل!
كرَّس أبو الفضل الميسري حياته وجهده كعين لشعب تسحقه الغارات، ويألم بصمت ويبتسم ملأ نفسه وهو يشاهد بطولات رجال الله وجولات التنكيل بالعدو التي وثقتها عدسة “ربيع” ومختلف عدسات الإعلام الحربي من نجران إلى جيزان إلى ميدي.. والخ والخ .
شكلت وماتزال مقاطع الإعلام الحربي المصدر الأساسي للأخبار الميدانيّة وحافزا ألهب حماس وغيرة الكثيرين فهبوا لمواقع الشرف والبطولة.
ثبت الشهيد أبو الفضل ورفاقه في ميدان مواجهة مع عدو يمتلك أكثر التقنيات تقدما وأحدث أنواع الأسلحة فكسبوا حرب الصورة، وكانت المقاطع بأيديهم سلاحا فتاكا أحدث أثرا بالغا في نفسيات المعتدين ومن خلفهم!
فإذا كان السلاح يقتنص من باشره، فإن مقاطع الفيديو للإعلام الحربي تضرب العدو ومن خلفه، ولقد شاهدنا إلى حد بلغ نزيف العدوان من الهرقطات للتشويش على مشاهد حية جلها في رابعة النهار.
لقد وثقت عدسة المجاهد الشهيد ربيع الميسري كل مجد صنعه رفاق الجهاد، ولم يتركها تستقر لبرهة في خندق المواجهة،
وعلى الدوام أطلقها لرصد مصارع وصرعى العدو ومحارق عتاده وبطولات اجترحها رجال الله حتى فاز بالشهادة وهنيئا له هذا المجد ..
الخلود لك أبو الفضل ولكل رفاقك الشهداء الذين سبقوك من الإعلام الحربي ولكل شهداء الجهاد المقدس ومعركة التحرر الوطني والشفاء للجرحى والمجد لليمن ..