الجديد برس
في تصعيد جديد للتوتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن بسبب دعم الأخيرة للمقاتلين الأكراد في سوريا، كشفت وكالة “الأناضول” التركية الحكومية عن مواقع 10 قواعد أمريكية في الأراضي السورية.
وقالت الوكالة، في تقرير خاص أعدته بهذا الصدد، إن القوات الأمريكية تستمر، منذ العام 2015، بتوسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لتحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشمل في هيكله العسكري الأساسي “وحدات حماية الشعب” الكردية، في الشمال السوري.
أعلنت الولايات المتحدة أنها أبلغت تركيا بقلقها من كشف وكالة “الأناضول” التركية الحكومية عن معلومات سرية بشأن مواقع تمركز القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، أدريان رانكين-هالوي، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الأربعاء: “ليس بإمكاننا أن ندقق، اعتمادا على المصادر المستقلة، من الذي قدم بالتأكيد هذه المعلومات (للوكالة التركية)، لكن سنشعر بقلق عميق حال تبين أن مسؤولين في الناتو عرَّضوا بتعمد عسكريينا للخطر، من خلال تسليم مثل هذه المعلومات السرية”.
وأضاف رانكين-هالوي مشددا: “لقد أبلغنا السلطات التركية مباعث القلق هذه”.
وأوضحت وكالة “الأناضول” أن الولايات المتحدة أقامت قاعدتين جويتين الأولى في منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال غرب البلاد في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015 والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة كوباني (عين العرب) في محافظة حلب شمال البلاد.
وأشارت الوكالة إلى أن القاعدة في رميلان كبيرة بقدر كاف لاستقبال طائرات شحن، فيما لا تستخدم القاعدة في خراب عشق إلا لهبوط المروحيات العسكرية.
كما أوضحت أن قاعدة رميلان تعتبر نقطة مهمة تجري عبرها إيصال المساعدات العسكرية للقوات الكردية في سوريا، فيما يأتي جزؤها الآخر عبر الحدود السورية العراقية.
وأشارت الوكالة التركية الحكومية في هذا السياق إلى أن مثل هذه القواعد الميدانية يجري دائما إخفاؤها بصورة جيدة لأسباب أمنية، مما يصعب تحديد مواقع وجودها.
المواقع العسكرية الأمريكية شمال سوريا
وبالإضافة إلى القواعد المماثلة، تستخدم القوات الأمريكية أيضا كمراكز للقيادة كلا من المباني السكنية ومعسكرات “قوات سوريا الديمقراطية” والمصانع المتنقلة.
ولفتت “الأناضول” في تقريرها إلى أن القوات الأمريكية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما يسمى بـ”الأراضي المحظورة”.
وتحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8، حسب معلومات الوكالة، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأمريكية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة.
أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة مثل مدرعات “Stryker” للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.
الحسكة
وأوضحت الوكالة أن 3 مواقع عسكرية أمريكية تم إقامتها في أراضي محافظة الحسكة.
وأشارت “الأناضول” إلى أن الأحدث منها يقع في بلدة تل بيدر شمال المحافظة ويحتضن مئة من عناصر القوات الخاصة الأمريكية تم نشرهم في إطار محاربة تنظيم “داعش”.
الموقع الثاني تم إنشاؤه في منطقة الشدادي جنوب الحسكة ويوجد فيه نحو 150 مقاتلا من القوات الخاصة الأمريكية بهدف دعم عمليات “قوات سوريا الديمقراطية” ضد “داعش”.
أما الموقع الثالث فيقع في منطقة تل تامر الزراعية على الحدود السورية التركية ويعمل فيه عدد غير محدد لعسكريين من التحالف الدولي المناهض لـ”داعش” والذي تقوده الولايات المتحدة.
منبج
كما أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزعت “قوات سوريا الديمقراطية” السيطرة عليها من تنظيم “داعش”.
الموقع الأول يقع في بلدة عين “دادات” قرب المدينة، وتعتبر “الأناضول” أن هذا المركز قد يستخدم من قبل القوات الخاصة الأمريكية لمراقبة تحركات فصائل “الجيش السوري الحر”، التي تحظى بدعم من القوات التركية.
فيما يقع مركز القيادة الثاني في بلدة “أثرية” ويستخدم من قبل الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” أمام “الجيش السوري الحر”.
الرقة
كما ذكرت “الأناضول” عن وجود موقعين عسكريين أمريكيين في أراضي محافظة الرقة الشمالية.
النقطة العسكرية الأولى تقع في تل Mistanur جنوبي عين العرب وتحتضن، فضلا عن عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، مقاتلين من نظيرتها الفرنسية.
ويوجد الموقع العسكري الثاني في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، والتي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، ويعمل فيها، حسب الوكالة التركية الحكومية، 200 عسكري أمريكي و75 عنصرا من القوات الفرنسية.
صرين
كما أقامت القوات الأمريكية موقعا عسكريا كبيرا في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب ويجري استخدامها لاستقبال طائرات الشحن العسكرية.
وأشارت “الأناضول” إلى أن هذا الموقع تجري عبره عمليات توريد الأسلحة والمعدات العسكرية لمقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية”.
كما تستخدم القوات الأمريكية هذا الموقع كمركز للتواصل بين قوات التحالف الدولي ضد “داعش” ولتخريب الاتصالات بين مسلحي التنظيم.
ويجري نشر هذه المعلومات السرية من قبل الوكالة الحكومية التركية في خطوة تعتبر إشارة جديدة إلى استياء السلطات التركية من السياسات الأمريكية في سوريا لا سيما اعتمادها في القتال ضد “داعش” على القوات الكردية في البلاد.
تعتبر السلطات التركية تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، وكذلك هيكله السياسي الأساسي “حزب الاتحاد الديمقراطي”(الكردي السوري) وقوته العسكرية الرئيسية “وحدات حماية الشعب” الكردية، تعتبرها حليفة لـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف إرهابيا في تركيا.
ويمثل هذا التنظيم أحد ألد أعداء الحكومة التركية الذي تخوض حربا ضده منذ سنوات.