الجديد برس – منوعات
وباء جديد يهدد حياة اليمنيين المهدّدين أصلاً بوباء الكوليرا، فقد بدأ وباء التهاب السحايا بالظهور في العاصمة صنعاء، في ظل تهالك قدرات النظام الصحي الذي يعاني من شحّ في الدواء والإمكانيات.
ويعرف السحايا
بانها الاغشية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي ومرض السحايا “الحمى المخية الشوكية” من الامراض القديمة جدا والتي كانت تنتشر في الازمنة الغابرة.
ويصاب الانسان بالتهاب السحايا عند التعرض للعدوى بأنواع من الفيروسات والبكتيريا الا ان بكتيريا الحمى المخية الشوكية هي الاخطر والاكثر انتشارا والاعظم فتكا.
انتشار السحايا وطريقة العدوى
تساعد الرطوبة على انتشار جرثومة الحمى المخية الشوكية بسرعة فائقة وتقل وتنخفض الاصابة بالمرض في اشهر الجفاف.
وقد خلت مواسم الحج الماضية من الاصابة بوباء السحايا نظرا لطبيعة الطقس الجاف الذي ساد في مواسم الحج السابقة الا أننا ندخل في اشهر الرطوبة في هذا الموسم والمواسم المقبلة تحدث العدوى بالسحايا بسبب الاختلاط المباشر على ان تكون المسافة قريبة جدا بدرجة تسمح بانتقال الرذاذ المتطاير مباشرة من حامل المرض “الجرثومة” وهو الشخص الذي يحمل الجرثومة في حلقه ولا تظهر عليه علامات المرض لان الجرثومة تعيش في حلق كثير من الناس دون ان تسبب لهم اي اذى الا إذا تهيأت الظروف التي تسهل انهيار الحواجز الدفاعية المناعية للجسم مثل الاجهاد الشديد والارهاق والتعب.
فترة حضانة المرض
فترة حضانة المرض التي تعاني الفترة ما بين التعرض للاصابة بالعدوى ودخول الميكروب إلى الجسم وبداية ظهور اعراض المرض وهنا في مرض السحايا “الحمى المخية الشوكية” تتراوح ما بين ثلاثة إلى عشرة ايام وتقل هذه الفترة عن ذلك اثناء حدوث اوبئة السحايا.
العوامل التي تساعد على الاصابة بالمرض
ـ عامل السن:
كبار السن والاطفال معرضون اكثر من غيرهم للاصابة بالتهاب السحايا لان مناعة الجسم ومقاومته للمرض تكون ضعيفة لديهم.
ـ الاصابة بالتهاب الاذن الوسطى وكذلك الاصابة بالتهاب الحلق.
ـ اهمال التحصين والتطعيم ضد المرض والتأخر في اخذه قبل السفر بمدة مناسبة ومخالطة القادمين من مناطق موبوءة قبل ان يكتسب الجسم مناعة في هذه الفترة وعدم الاخذ بالاحتياطات المطلوبة.
ـ الارهاق الشديد والاجهاد والتعب وعدم اخذ قسط من الراحة وعدم النوم الساعات الكافية المطلوبة.
ـ التواجد في الاماكن المزدحمة وكذلك في الاماكن سيئة التهوية وفي الاماكن المغلقة.
أعراض مرض السحايا
يبدأ عادة مرض السحايا بارتفاع في درجة الحرارة مصحوبا بالصداع الشديد والقيء وهذه الاعراض تكاد تكون مشتركة بين جميع المرضى ولكن تتفاوت احيانا شدة اعراض المرض بين مريض وآخر.
ويصاب المريض بألم شديد في الرقبة وعدم القدرة على تحريكها إلى الامام والخلف وألم في الظهر وعضلات الجسم.
ويــعـــانـــي المـــريـــض من الضعف العام ومن ألم في الحلق والاذن وتظهر بقع حـــمــراء وزرقــاء فـــي امـــاكـــن مــخــتـــلـــفـــة مــــن الــجــســم.
ويشكو المريض من الشعور بزغللة شديدة في العين وحول في العين وعدم القدرة على التركيز.
وفي الحالات المتقدمة يصاب المريض بنـــوبات تشــنج وفــقدان الوعي.
علاج مرض السحايا
علاج مرض السحايا متوافر ونسبة الشفاء عالية والحمد لله فاستخدام المضادات الحيوية القوية الفعالة الحديثة يقضي على ميكروب الحمى المخية الشوكية “السحايا” ويمنح الشفاء وعدم حدوث المضاعفات.
كذلك استخدام الادوية الخافضة للحرارة يخفف من الحمى الخطيرة ومضاعفاتها واضرارها.
كما ان الادوية المضادة للتشنجات إذا استخدمت مبكرا مع المضادات الحيوية كفيلة باحداث الشفاء التام من دون ان يترك المرض مضاعفات او عاهة فــي المـــريـــض بـــاذن الــلـــه تـــعــــالـــى.
الوقاية من السحايا
يجب الاهتمام بالتهوية الجيدة وعدم الاكتظاظ في غرف النوم سيئة التهوية وتجنب الارهاق الشديد والتعب والاجهاد واخذ قسط من الراحة وساعات نوم كافية.
ومن اهم طرق الوقاية اعطاء المرضى الذين تم علاجهم والمشتبه في انهم حاملو الميكروب الدواء المناسب مع عدم اهمال تطعيمهم مع الاخذ في الاعتبار عدم تطعيم الحامل او الطفل قبل سنتين من عمره ولذلك تمنع الحامل او الاطفال في هذه السن من السفر إلى الاماكن التي يحتمل ظهور المرض فيها.
التطعيم ضد السحايا
يعتبر التطعيم ضد السحايا “الحمى المخية الشوكية” من انجح التطعيمات إذ انه يعطي مناعة مناسبة وعالية تصل إلى اكثر من 95 في المئة وتستمر لفترة من سنتين إلى اربع سنوات.
ولا توجد مضار تذكر من هذا التطعيم إذ انه يعتبر من الطعوم الاكثر سلامة وتعطى المضادات الحيوية لمخالطي المريض لفترة يومين فقط.
وهذا الاسلوب والنوع من الوقاية لا يصلح للاستعمال بشكل واسع للجمهور تحسبا من بعض المضاعفات او خوفا من ظهور جراثيم تكون مقاومة لهذا المضاد الحيوي.
المصدر: مجلة اليمن الطبية