أخبار عاجلة الأخبار المحلية

وثيقة.. الفساد في “جيش هادي” تجاوز حدود العقل والمنطق.. زوجات الضباط تُمنح رتب عسكرية

الجديد برس – اخبار محلية 

 

الفساد في «الجيش الوطني» التابع لما يسمى «الشرعية» تجاوز حدود العقل والمنطق. من التجنيد الوهمي ونهب الموازنات والسلاح والذخيرة والأطقم وتشكيل ألوية لا وجود لها على أرض الواقع وعلى أرض الجبهات، تطور هذا الفساد إلى أن تكون زوجة القائد ضمن كشوفات المجندين وبرتب عالية! وهذا ما هو إلا ما تم التوصل إليه والكشف عنه، وربما ما خفي كان أعظم.

تفيد الوثيقة المرفقة التي حصل عليها «العربي» بتحول دائرة التوجيه المعنوي التابعة لـ«الجيش الوطني» في حكومة «الشرعية» في مأرب إلى تجمع أسري، نتيجة لاستغلال الوظيفة العامة الذي يمارسه المسؤولون في الدائرة، عبر توظيف عشرات مقربيهم، إذ إن هناك عوائل بأكملها تم تعيينها في الدائرة لتتحول إلى دائرة عائلية بامتياز.

مصادر عسكرية في مأرب، كشفت لـ«العربي» عن فساد مالي وإداري شبه أسطوري، تشهده دائرة التوجيه المعنوي، ما هو إلا «نموذج مصغر من فساد بالملايين تقوم به قيادات عسكرية في إطار هيئة الأركان وفي إطار ألوية ومحاور كثيرة».

واتهمت المصادر ركن القوى البشرية في الدائرة، محمد مهيوب، بتفخيخ كشف المرتبات بأكثر من 20 شخصاً من أبنائه وإخوانه، ناهيك عن أبناء قريته، الذين يصل عددهم إلى 35 فرداً وضابطاً، حسب المصادر.

وتشير المصادر إلى حدوث معارضة واحتجاجات واسعة من قبل بعض العاملين الذين تفاجأوا بوجود عدد كبير من الموظفين والمنتسبين في الدائرة، ولاحظوا الاهتمام بهم بصرف مرتباتهم قبل رواتب الموظفين الأساسيين والحقيقيين.

ويفيد أحد الموظفين في توجيه معنوي مأرب أنه حينما احتج موظفو الدائرة على توظيف ذلك العدد، خرج اللواء محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي، أثناء الصرف، ليؤكد للمحتجين أنه لا يعرف من أين تم استقدام أولئك «المجاميع» ومتى تم توظفيهم.

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر عسكرية أن مطالبات بتوزيع القوة الموجودة بكشوفات التوجيه المعنوي على شُعب وإدارات الدائرة وفقاً للتخصص قوبلت بالتجاهل، والاكتفاء بعقد ورشة عمل لتوزيعهم، لكن الكشوفات أخفيت بعد ذلك دون توزيعهم تبعاً للإحتياج وتعزيز الجبهات بالبقية.

وتفيد معلومات بأن خلافاً نشب بين رئيس الدائرة ونائبه عبد الكريم المسيبلي، إثر توقيف خصروف لمهيوب، إلا أنه ولكون المسيبلي من المحافظات الجنوبية وأحد المقربين من اللواء محمد المقدشي، تم تكليفه بمهام اللواء خصروف، ليقوم هو بإعادة ركن القوى البشرية (مهيوب) لعمله مجدداً بعد توقيفه، في حين تمت إضافة 7 من أبناء المسيبلي وأبناء أشقائه إلى كشوفات المرتبات، والعدد نفسه من الأبناء والأقارب أضيف من قبل ركن الشؤون الإدارية، العقيد يحيى عبد الحق.

وتؤكد معلومات «العربي» أن عملية التوظيف في دائرة التوجيه المعنوي رافقتها عملية فساد كبيرة، وصلت حد توظيف بمقابل مالي (رشوة)، حيث وظف مدير تحرير صحيفة «سبتمبر» الصادرة عن الدائرة، أنور العامري، أكثر من 15 شخصاً من أبناء قريته برتب مختلفة بينها ضابط، إضافة إلى إرسال مخصصات شهرية لأشخاص في الرياض، وفي التوجيه المعنوي بصنعاء، التي تقع تحت سيطرة جماعة «أنصار الله».

وحتى كتابة هذا التقرير، تفيد معلومات بأن هناك صراعاً داخل الدائرة، بين مراكز النفوذ ومافيا النهب والسرقة. وتؤكد مصادر أن تهديداً أطلقه أحد ضباط الدائرة بنشر الأسماء الوهمية في كشوفات التوجيه المعنوي، والتي بلغ عددها 887 فرداً وضابطاً. والأسماء بعضها وهمية وبعضها كما هي تلك الأسماء التي تظهر في الوثيقة المرفقة، حيث يحتوي كشف المرتبات أسماء نساء زوجات وأقارب لمسؤولين في الدائرة، لا يعرف مهامهن ولا نوعية العمل الذي يتقاضين مرتبات مجزية مقابله من الدائرة.

يتذكر الصحافي وليد الأبارة، ويقول: «ما إن صدر قرار تعيين اللواء محسن خصروف مديراً لدائرة التوجيه وباشر مهامه بلا موازنة في البداية، كنت من ضمن اهتمامات اللواء، وقد عمل على ترشيحي لأكون ضمن الطاقم الصحافي في التوجيه، وبالفعل نزل اسمي ضمن الكشوفات لكنني لم أستلم راتباً بسبب سرقته من قبل المالية، على الرغم من أنني أعددت برنامجاً إذاعياً لمساندة الجيش (صوت المقاومة) وبث منه على أثير إذاعة صنعاء 486 حلقة ولا يزال مستمراً».

وكشف الأبارة في حديثه إلى «العربي»، قائلاً: «تم إخباري قبل 4 أشهر تقريباً أنهم صرفوا المرتبات، وأخبرني أحد الصحافيين المتواجدين أثناء الصرف أن الرجل المسن (خصروف) ظل يتودد المالية لصرف مرتبي ولكن دون جدوى، فالرجل ربما شعر بالإحراج وأراد أن أستلم. ولكم أن تتخيلوا ذلك، يتقاضى اللواء خصروف مائتي ألف ريال يمني فيما أتفه سمسار بمكتب النائب والأركان يتقاضون رواتب تصل إلى 15000 ألف سعودي، وعلى الرغم من تلك الصعوبات واحتكار أمراء الحرب للمالية إلا أن دائرة التوجيه تسير ببطء نحو الأفضل».

ويضيف الأبارة: «إسمي ضمن كشوفات التوجيه من سنة ونصف، لكني لم أستلم فلساً واحداً، واللواء حاول وحاول ولكن حمران العيون سرقوا مرتبي، ولذا أنا أعلنت قبل يومين عن تقديم استقالتي من التوجيه، وأطالب مافيا المالية بشطب اسمي نهائياً أو توريد المرتب لخزينة الدولة، وخزينة الدولة ليست جيب الأركان بالضرورة».

الصحافي منصور الفقيه، من جهته، وفي سلسلة منشورات على حسابه في «فيسبوك»، أكد أن دائرة التوجيه وظفت مئات الأسماء، معظمهم غير إعلاميين، وبعضهم يتواجد بالعاصمة صنعاء، بينما تم إسقاط أسماء صحافيين يتواجدون في مأرب ويشاركون في تغطية المعارك في الجبهات».

وبحسب الفقيه، فإن القيادي في «حزب الإصلاح» محمد صلاح، الذي يشغل منصب مدير مكتب رئيس دائرة التوجيه المعنوي، اللواء محسن خصروف، يشرف على صرف مرتبات 13 صحافياً يتواجدون في صنعاء، بينما تصرف رواتبهم من دائرة التوجيه في محافظة مأرب.

ولفت إلى أن القيادي في «حزب الإصلاح»، محمد صلاح، قام بتسجيل شقيقه، ضمن موظفي التوجيه المعنوي، برغم أنه يمتلك بقالة في منفذ الوديعة وهو حالياً يتقاضى مرتباً من دائرة التوجيه!

وأشار إلى أن هناك عدداً كبيراً من الصحافيين المتواجدين في مأرب تم إسقاط أسمائهم بحجة تغيبهم، بينما يتم ضم آخرين غير صحافيين ولا يتواجدون في مأرب.

ويتحدث الفقيه عن فساد من نوع آخر يتمثل في صرف مرتبات لنساء وزوجات قيادات من دائرة التوجيه المعنوي، كما هو الحال مع خالد الأبارة الموظف في التوجيه المعنوي، بينما تم منح زوجته رتبة ضابط بدائرة التوجيه.

وكشف الرجل عن أن هناك 200 موظف لكتيبة الموسيقى التابعة للتوجيه المعنوي بمأرب، لا أحد يعلم عنهم شيئاً، إضافة إلى 5 آلاف جندي وهمي، يتم صرف مرتباتهم، بينما تم وقف مرتبات الصحافيين المتواجدين في مأرب. وأشار إلى أن موظفي التوجيه المعنوي يخفون وثائق فساد كبيرة جداً ولا يستطيعون نشرها خوفاً من المسؤول عن التوجيه وتبادل أدوار فيما بينهم.