الجديد برس : تقرير خاص
لم يتبق سوى ايام على موعد الاحتشاد بالذكرى ال35 لنشأة المؤتمر الشعبي العام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ، وهو احتشاد حزبي كان مقدرا له ان يكون عاديا لولا المؤشرات وكم المعلومات المتواترة التي تفيد بان صالح يريد استغلال الحشد لإعلان خطه السياسي الجديد ممتطيا ظهر الحصان المؤتمري، وليخالف في جوهره تحالفه مع أنصار الله وموقفه من العدوان لنحو عامين ونصف .
وأمام كم المعلومات المتوافرة من اكثر من مصدر تفيد بان صالح وافق على مبادرة المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ بشان تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث ، وحده النفي المؤتمري ظل يتيما .
واخر هذه التأكيدات بموقف صالح الجديد وردت على لسان وزير خارجية هادي عبد الملك المخلافي الذي قال بان ولد الشيخ ابلغه بموافقة صالح على بنود مبادرته بشان الحديدة .
واعتبر المخلافي في لقاء مع قناة العربية موافقة صالح على تسليم محافظة الحديدة ومينائها ، لاقيمة له ،كونه يدرك أكثر من غيره ان من يتواجد على الأرض هم انصار الله والذين يقاتلون عمليا على الأرض القوات السعودية والإماراتية ومرتزقتهما منذ عامين ونصف ، ظل خلالهما صالح حليفا مؤرقا أكثر من كونه مطمئنا.
تصريحات المخلافي أتت بعد نحو أسبوع فقط من تصريح السفير الأمريكي لدى اليمن والمقيم في الرياض تيم تولر والتي قال فيها بان انصار الله هم الطرف الوحيد الذي يرفض المبادرة الأممية بشان تسليم ميناء الحديدة ، وأوضح تولر أنهم أي (الأمريكيين) تلقوا مؤشرات إيجابية من طرف ما يسمى الحكومة الشرعية بشأن تلك المقترحات.
مضيفا «تلقينا مؤشرات إيجابية أيضاً من العناصر التي يدعمها علي عبدالله صالح، بينما لا تزال جماعة الحوثيين ترفض بعض النقاط التي تضمنتها مقترحات ولد الشيخ بشأن الحديدة».
وكانت قد تزامنت تصريحات السفير الأمريكي مع مبادرة تقدم بها رئيس مجلس النواب يحي الراعي تتضمن الموافقة على تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث ، وان كانت طالبت بتسليم كل المنافذ لهذا الطرف الثالث لكن واضعها يعلم أن الحديدة ومينائها هما الهدف الرئيسي من كل ذلك، وهو الأمر الذي استفز القوى الوطنية حد المطالبة بإغلاق مجلس النواب وتقديم رئيسه للمحاكمة بتهم الخيانة العظمى.
مصدر غربي زار اليمن مؤخرا أفاد بان الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان باتوا على علم بالخطط الموضوعة لتحول صالح إلى موقعه الجديد، وان التصعيد الجديد لن يقتصر على الجبهات، وإنما يتضمن فتح جبهة جديدة يندفع إليها بشق النظام الذي كان قائما قبل عام 2011م إلى مواجهة أنصار الله وتأليب الحاضنة الشعبية عليهم للمساعدة في كسرهم ميدانيا ، وفي سياق هذا الاطلاع أتى بيانهم شديد اللهجة تجاه المؤتمر عقب تصريحات السفير تولر.
وأضاف : مؤشرات تحول صالح واضحة منذ مدة ،فتحت يافطة الأوضاع المعيشية لليمنيين وقضية المرتبات، يشن مقربون من صالح هجوما يوميا لتحميل أنصار الله المسئولية وتشويههم في الداخل وبين هؤلاء محاميه الخاص . وذلك لتمهيد الأرضية لحدوث هذا التحول ،وتحقيق الهدف بخلق مزيد من الإرباك الداخلي أمام أنصار الله ، قد تفسح المجال لتحقيق تحالف السعودية انتصارات عجز عن تحقيقها طوال عامين ونصف باستثناء تقدمات غير ذات جدوى استراتيجي هنا وهناك – حد قوله- ، وما سيختلف فقط برأيه هو أن هذا الأمر سيغدو فوق الطاولة وقد يتضمن إعلان فك التحالف السياسي مع أنصار الله والانسحاب من الحكومة بحجة رفض أنصار الله لخيار السلام في وقت لاحق،
ونقل عن المصدر الغربي إشارته إلى أن القادة السياسيون اليمنيون باتوا على اقتناع بأن إعلان صالح ذات مره انه في دكة المعارضة لم تكن زلة لسان ، وإنما يؤكد حقيقة أن هذا الأمر قد اعد له خارجا وعلى الأخص لدى أبو ظبي التي يواليها صالح منذ ساءت علاقته بالمملكة السعودية ، وهي – أي أبو ظبي – توفر الملجأ الأمن لنجله وعدد من أفراد أسرته وأمواله من أن تطولها لجنة العقوبات الأممية.
وفي هذا المضمار لاريب أن القوى الوطنية المناهضة للعدوان وفي المقدمة أنصار الله أمام امتحان عسير ، وهم حاولوا أن يثنوا صالح غير مرة ،لكن صالح الكبل بماضيه ، يدفعه لبيع هو أعظم مما حوته اتفاقية جدة الحدودية مع السعودية بذريعة حسن الجوار، إلى بيع كل اليمن والدماء التي أزهقت ،وهذه المرة تحت يافطة الإتيان بالسلام الذي لن يأتي.