الجديد برس : رأي
عبدالحافظ معجب – إعلامي وكاتب صحفي
كل يوم تزداد قناعتي أن الصف المزعوم متجه نحو (الشعططة) بالرغم من كل المحاولات للملمته وإعادته الى المسار الصحيح، لكن تشطيط الصف المرقع وبناء صف جديد متين أحسن بكثير من الترقيع وتجريب المجرب، وكما قال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي: التصحيح بالملوثين خطأ مرتين.
المشكلة أن المرفالة من الداخل وأصحاب (نجوى) كثير من الذين لم ولن يفكروا بمصلحة الوطن، وكل همهم (البقشتين) اللي باتجيهم آخر الشهر من الرياض أو أبوظبي.
بذل العدوان وأبواقه كل ما يمكنهم بذله من أجل اختراق هذا الصف وتشتيته، ولم يستطيعوا أن يحرزوا أي تقدم على مدى عامين وأكثر، لأن الشعب واعٍ ومدرك وفاهم لكل (المزغاجة) التي يسوقها العدوان وأبواقه في الداخل والخارج.
أما اليوم قد الصف يتفاسخ من الداخل، وأصحاب نجوى ماعد يستحوش قدهم (يتباجحوا) عيني عينك وهم داخل صنعاء، شغلهم موزع بين سب وشتائم واتهامات، وعاد العدوان ما قد خلص وقد بعضهم (يدوروا) الغنائم ويركبوا (الشِّباك) لاصطياد شركائهم، والتمهيد لمرحلة ما بعد الصف، و(ماهمش) داريين إنهم بالنار ويتحاقروا.
التحالف المتين الذي جاء نتاجاً لتلاحم الشعب في الصمود والمواجهة والتحدي، لا يمكن أن يتصدع بتصرفات غوغائية، وأخرى تدعي الحرص على وحدة الصف، وبمعنى أوضح أن أياً من الأطراف السياسية إذا قرر أن يلتحق بالرياض أو أبوظبي علانية لن يؤثر على الشعب وصموده، ولن يغير شيئاً في الواقع السياسي والعسكري والأمني.
وللي عاده مش مركز ولا فاهم أيش قصدي يجاوبني على سؤالي إذا مثلاً مثلاً نجحت أبوظبي في تجنيد قيادي كبير في المؤتمر أو الأنصار لصالحها، هل ستتغير عقيدة المقاتل اليمني في الجبهات وسيقاتل في صفوف دواعش الإمارات؟ هل سيرحب أنصار هذا القيادي بالاحتلال الإماراتي؟ أكيد (لا)، وكلها تخاريف وهلوسات مش أكثر، الواقع الميداني ليس مربوطاً بزعطان وفلتان، وإنما بوعي الجماهير وتضحياتها.
أيوه التضحيات (حسينا) مكان الوجع، كلما أتذكر وأستجمع بذاكرتي جزءاً من التضحيات العظيمة التي قدمها ويقدمها الشعب اليمني، وما يقابلها من عبث وفساد هنا أو هناك، أشعر بالغصة والوجع، قلدكم الله لما أسر الشهداء تشوف فاسدين وناهبين يتحكموا بالنفط ويتلاعبوا بأسعار الغاز مثلاً، وما يقدروا يدخلوا إسطوانة غاز منزلي للطبخ، وهم قدموا شهيداً واثنين وثلاثة للدفاع عن الوطن!
لما المجاهد الذي في الجبهة يكتشف أن مدير شركة النفط بالحديدة يدمر منشأة نفطية خدمة للعدو الذي يقاتلنا في الجبهات، كيف بيكون شعوره وهو يعرض حياته للخطر لدحر الإماراتي، ومسؤول مننا وفينا جاءت به بركات الشراكة السياسية والمحاصصة يشارك في قتل شعب بأكمله؟
الكثير من أبناء هذا الشعب المجاهد الصابر المرابط تدمرت بيوتهم بفعل غارات العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني، وتشردت كثير من العائلات اليمنية، وأصبحت في العراء بعد أن كانت (مستورة)، والبعض منها نزح الى المدارس أو الريف أو بيوت القش والصفيح والعشش، وحالهم ماشي، وعادهم يقدموا للجبهات أبناءهم، ومستعدون يصمدوا أكثر ويقدموا كل ما يملكون من أجل الوطن، وخيرات الوطن يتقاسمها شوية لصوص (وزراء) الإنقاذ، قبل أن يفكروا بهذه الأسر وحالتها، قرروا يصرفوا لأنفسهم من أراضي وعقارات الدولة، والشعب يرقد بالشارع.
البعض أنكر، وعدد من الوزراء تنكروا للقرار، وتبرأوا منه، لكن الواقع يقول إن هناك من يشتغل مرفالة في البرلمان، وهناك من يشتغل مرفالة في الحكومة، ومش بعيد تظهر المرفالة في المجلس السياسي، لأن (الروفلية) لا يريدون أن ينتصر اليمن، ولا يريدون أن يبقى المؤتمر وأنصار الله كتلة موحدة، ويعملون بكل إمكانيات العدوان على إعادة وضع البلاد الى ما قبل 21 سبتمبر، لكن (مشيقدروش)، لأن نظام العودة الى الخلف معطل، و(الريوس) مقلوع من زماااان.
نقلا عن صحيفة لا