المقالات

عن قالع العداد أتحدث

الجديد برس : رأي 

د. مجدي صالح

السياسة في بلادنا لا تعتبر فنا، بل تعتبر قدرات قذف وقدح وشتم والنيل من الخصوم بطرق غير شريفة ولا تستند لدليل على وزن (العيار الذي لا يُصيب يدوش).

هكذا هي الحالة العامة والتي أوصلت البلاء إلى قعر الهاوية وإلى التفسخ المرعب من ممتهني السياسة لأغراض معروفة لدى الجميع، بل وصل الأمر إلى الاعتقاد العام للناس جميعاً بأنهم سياسيون لأن فلانا بالكاد يقرأ ويكتب وصار سياسياً لأنه شيخ مثلاً والأمر بسيط .

لنكن جميعاً سياسيين وهنا الكارثة لأن الأسواق الان تقود مجتمعا وتوجهه حسب مبتغى التسوق وهكذا هي سيكلوجيا الجماهير في العالم الثالث.

لو طالبنا بلجنة تحقيق فقط ندرس للعبرة أسباب تفسخ مجتمعنا وانقسامه وعصبيته كبداية منذ 2009 إلى اليوم، لخلص التقرير بمسؤلية بحجم الجبال على وزر البركاني ، لأنه هو وحده من استفز المعارضة واعطاها مصطلح (قلع العداد ) كمبرر للحشد وحقن الجماهير.

حينها، وضع الرئيس علي عبدالله صالح في مأزق ووضع الدستور كأنه قطعة قماش أمام خياط غير ماهر وعديم الذوق. بل أن المصطلح بنفسة فرزة بيجوهات، بسببه رسخت فكرة في عقول الناس تسببت بأحداث 2011 وإلى اليوم نزيف الدم متواصل…

بسبب تهوره ونفاقه بالولاء تسبب بشرارة تدمير بلد وسحق شعب وإلى اليوم وربما لسنوات قادمة. وايضاً بسبب تصريحه في مجلس النواب عبر قناة الجزيرة بأن بيع بئر النفط سيعود بخير وفير لشعب على المدى البعيد(جلسة مجلس النواب ورفضهم لبيع بئر نفط تقدم بالطلب حينها أمير سعودي وكان في مقدمة الرفض كتلة المؤتمر ما عدا البركاني).

أنا كغيري نطالب بحق دستوري وإنساني بلجنة تحقيق لدراسة الأسباب التي اوصلتنا لهذا الصراع فقط للعبرة وعدم تكرار المصائب فقط وليس للمحاكمات لأن الامر معقد ومتداخل ومترابط ومتشعب..

فقط لنا أمنية بأن لا تتكرر هذه الأحداث ولا يتكرر بركاني آخر مستقبلاً.

لو نتابع سرد المسببات لربما كتاب لا يكفي.

لن اخونه ولن اقدح فيه أبداً لأن القلم الأصيل والهادف يحث على الفضيلة وعلى الاستفادة من التجارب المريرة بحيث لا تتكرر المصائب ونتعلم من الماضي بقوانين ونظريات علمية في علم الاجتماع بجميع فروعه.