المقالات

من هو المتسبب الحقيقي للعدوان على اليمن ؟

الجديد برس : رأي

أمة الملك الخاشب – كاتبة صحفية

للتاريخ وللشرفاء

ركزوا في صيغة السؤال من هو السبب ولم أتساءل ماهو السبب ؟ وهنا فارق كبير في الإجابة فليعذرني كل الأصدقاء لقول الصراحة ولكن الحقائق الثابتة لا جدال في طرحها ولو لم تكن حسب أهواء البعض

فهذا سؤال تقليدي طرح في عدة محافل ومناسبات عديدة وهومن المتسبب الرئيسي للعدوان على اليمن ولم أجد إجابة شافية ومقنعة فأنا لم أتساءل عن أسباب العدوان المعروفة المتمثلة في نهب ثروات اليمن ومحاولة إركاع الشعب اليمني وجعله خاضع ذليل لأمريكا مسلوب القرار والسيطرة عليه وعلى موقعه الاستراتيجي ووو إلخ كل هذه الأمور لا خلاف عليها ومتفق عليها .
ولكن هناك سبب جعل السعودية ومن وراءها أمريكا يغضبون ويشتاطون غضبا ويقررون شن العدوان العلني ويتحالفون ويخسرون ويغامرون في بلد ظنوها لقمة صائغة ممزقة فقيرة متشرذمة لعدة طوائف وأحزاب فقرروا أن يقتلوا كل طموحات هؤلاء الفقراء الذين كانوا محط سخريتهم ويعاقبوهم لأنهم قرروا أن يحيوا بكرامة ولكن نعود لنفس السؤال بسبب من كل هذا ؟
ومن الذي جعلهم يعتادون على هذا الوضع وهو أن العين لا يمكن أن تعلى على الحاجب وأن اليمني هو العين وأسيادهم من آل سعود وأمريكا من خلفهم هم الحاجب الذي يجب أن لا يتم تجاوزه مهما كان السبب؟
سيجيب البعض سبب العدوان هم أنصار الله بسبب مشروعهم الذي دعوا فيه إلى التحرر من أي سيطرة خارجية وعدم الخضوع سوى لله والذي دعوا من خلاله الى العلاقة الندية والاحترام والمصالح المشتركة بينهم وبين دول العالم وأنهم لن يرضخوا لأي إملاءات أو أوامر من أي دولة كانت ؟ وهذا أيضا لا خلاف عليه أبدا ولكن من السبب في هذا وهل لو كان اليمن حر مستقل قوي من قبل ظهور حركة أنصار الله أصلا هل كان لحركة مثل حركة أنصار الله أن تدعو إلى الاستقلال والتحرر من التبعية ؟ وتتسبب بالعدوان مثلما يدَعي البعض ؟
ولكن أنا أرى أن السبب الأول للعدوان على اليمن وسبب كل مصائب اليمن هم من حكموا اليمن أكثر من ثلاثة عقود ؟ لماذا هم السبب ؟ أنا لا أتجنى ولا أبالغ ولكن الحقيقة الثابتة والمعروفة تقول أنهم هم من أدخلوا اليمن في بيت الطاعة السعودي بإرادتهم وبإختيارهم ولأجل مصالحهم ولأجل الحفاظ على الكراسي فأذلوا اليمني في كل مكان وهانوه وسلبوا الحكومات اليمنية أي قرار مستقل يشعرها أنها دولة ذات سيادة ماجعل الخارج يتعود على هذا الوضع سنوااات طوال فكيف فجأة تخرج اليمن من تحت بند العبودية والذل والتبعية الذي إعتاد عليه الخارج وفجأة يتخذ قرارا ويتمرد على كل الولاءات السابقة فطبيعي أن تحاول تلك الدول تأديب وارضاخ هذا الولد المتمرد كي لا يؤثر على بقية جيرانه وبقية من حوله وضروري يتم تأديبه ولو بالضرب الشديد لكي يعود لسابق عهده مهما كانت الثمن أو الخسارة التي ستخسرها دول الخارج لكي تعيد ذلك المتمرد الانقلابي الذي حلم بأن يكون له شخصية وكيان مستقل بذاته وليس تابع لأحد
من كثر حبي لموطني وهيامي به أحلم بأن يأتي يوما من الأيام ووطني حر مستقل وقوي ويهابه الجميع ويحترمه الجميع ويعملون له ألف حساب ولو كان للجيل القادم . لو كنا دولة قوية ومستقلة لما تجرأوا أصلا ولا فكروا بالعدوان علينا !
لهذا لا أستطيع مسامحة كل من عمل على أن يظل بلدي اليمن خانعا ذليلا ومجرد تابع مسلوب القرار. الله تعالى جًبلنا وفطرنا على العزة وعلى الحرية فلماذا أخضعونا ووضعوا رقيبنا وقرارنا بيد غيرنا وعلى مدى أكثر منذ ثلاثة عقود من تاريخ اليمن ؟ لماذا اغترب أكثر من مليوني مغترب في مملكة آل سعود وأكثر من 3 مليون مغترب كحد أدنى في بلدان أخرى ؟
لماذا كان السجين اليمني في عهدهم يلقى أصناف الذل والهوان في سجون آل سعود وحتى في سجون دولة صغيرة مثل ارتيريا كان اليمني يهان ويستعبد في سجونها دون أن تحرك الحكومات اليمنية آنذاك ساكن ؟ وحتى الجزر اليمنية أخذتها ارتيريا بكل سهولة ؟
لماذا تم تأجير ميناء عدن لشركة دبي ومن الذي أعطاهم الحق في ذلك ؟ ولماذا بيعت الجزر اليمنية تحت مبررات ترسيم الحدود ولماذا تم التنازل عن أراضي كانت خاضعة للسيادة اليمنية ولماذا ولماذا ولماذا ؟
فهل يعقل بعد أن أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من النصر العظيم الذي سطرت ملاحمه من أزكى وأطهر الدماء وبعد أن أصبحنا حديث العالم في قوتنا وفي المحافظة على كرامتنا ومبادئنا وبعد أن دعا بعض الخبراء الأجانب إلى أن تُدرس أسرار بطولات المقاتل اليمني في كبريات جامعات العالم وبعد إعتراف المواقع الأجنبية بعجز وفشل التحالف العسكري في اليمن عن تحقيق أي هدف واحد من الأهداف المعلنة ليلة السادس والعشرين من مارس 2015 وبعد أن لم يتركوا طريقة أو وسيلة إلا واستخدموها ليركعوا هذا الشعب ويسقطوا عاصمته التي مضى عليهم وهم قادمون إليها حوالي عامين ونصف العام وهم في أماكنهم لم يتقدموا حتى عدة أمتار فمن يصدق أن أعتى وأكبر تحالف عرفه تاريخ البشرية عجز عن إسقاط مدينة صغيرة مثل المخا أو مثل ميدي أو صرواح ؟ فهذا يحرجهم جدا ويحرج تحالفهم ويحرج حتى فخر الصناعة الأمريكية والبريطانية فلم يعد أمامهم سوى اللجوء لمن كان لهم عونا وسندا ولمن جعل اليمن خاضع للهيمنة الخارجية وعديم القرار طول فترة حكمه
من يتذكر بعد يوم واحد فقط من شن العدوان على اليمن ويتذكر أول إطلالة للسيد عبدالملك ؟ وكيف ظهر بقوة الخطاب وقوة الموقف مؤكداً أن الشعب اليمني سيواجه قوى الغزو وكما أثبت في الماضي أن اليمن مقبرة الغزاة سيثبت ذلك من جديد وحدد في ذلك الخطاب التاريخي مسارات العمل والحشد والتعبئة للمواجهة وبنى استراتيجية النفس الطويل والاعتماد بعد الله على الذات واستنهاض الشعب وكافة القوى الوطنية وتسخير كافة الإمكانيات للصمود وكان خطابه هادئ ومتزن وبعث فيه رسائل للداخل وللخارج وبحكمة سياسية منقطعة النظير
بينما خرج صالح عبر قناة اليمن اليوم بشكل مخزي يطرح المبادرات ويناشد الشقيقة الكبرى حسب تعبيره ويبعث بالرسائل للدول المعتدية وكان حتى ظاهر على خطابه أنه تم مونتاجه حيث ظهر بشكل فاجئ جمهوره وغير جمهوره و الذي كان دون المستوى ويعبر عن لهجة انهزامية وعن هول الصدمة التي تعرضوا لها حيث لم يتوقعوا أن دول العدوان ستقدم على العدوان وهم في الوجود .
فالشعب اليمني الذي عرف طعم الحرية والاستقلال وضحى كثيرا لينالهما أصبح يدرك جيدا أن محاولة ارجاع اليمنيين لبيت الطاعة وللعبودية يشبه محاولة إعادة الزمن للخلف وأن البؤساء الذين أذلوا وأركعوا اليمنيين طوال فترة حكمهم هم سبب كل بلاء ومصائب اليمن منذ توليهم زمام السلطة عقب اغتيال مشروع الدولة المدنية الحرة المستقة بعد اغتيال الشهيد الحمدي ومثلما كان صدام سبب كل ماجرى في العراق من احتلال وعدوان بسبب سياسته فكذلك صالح سبب كل ما يعانيه الشعب اليمني من ظلم ومآسي فهو من الذي وصف حكمه لهم كالرقص على رؤوس الثعابين