الأخبار المحلية

ترجمة خاصة|معهد دراسات “الشرق الأوسط” في واشنطن : (باكستان ستخذل السعودية) ..!!

الجديد برس : خاص 

ترجمة / أحمد عبدالرحمن قحطان 

نشر معهد دراسات “الشرق الأوسط” الذي يعتبر أقدم مؤسسة يقع مقرها في واشنطن مخصصة حصرياً لدراسة الوضع في الشرق الأوسط، مؤسسوها الأساسيون هما، الباحث “جورج كامب كيزر” ووزير الخارجية الأمريكي السابق “كريستيان هيرتر”، وقد ذاع صيت المعهد كمصدر غير منحاز للمعلومات والتحاليل البحثية في هذه المنطقة الحساسة من العالم، تقريراً أعده البروفيسور “مارفن ج. وينباوم”، وهو أستاذ فخري للعلوم السياسية في جامعة (إلينوي) الأمريكية، وقد عمل البروفيسور (مارفن) كمحلل في مكتب الاستخبارات والأبحاث التابع لوزارة الخارجية الأميركية في باكستان وأفغانستان في الفترة من 1999 إلى 2003، وهو حالياً مدير قسم باكستان بمعهد دراسات الشرق الأوسط، تحت عنوان :

(باكستان ستخذل السعودية)

اليكم ما جاء فيه :

بعد أن تم رفض الطلب السعودي لانضمام باكستان إلى العمل العسكري في اليمن بالإجماع في البرلمان الباكستاني، والزيارة العاجلة التي قام بها كل من رئيس الوزراء نواز شريف ورئيس الجيش رحيل شريف الى المملكة، تشكل منظورا جديد لطبيعة العلاقات الأمنية بين باكستان والمملكة العربية السعودية.

وقد أثيرت التساؤلات حول ما كان تقريباً اعتقاداً جازم بين الأوساط السياسية في واشنطن: بأن المملكة العربية السعودية تملك باكستان في جيبها الخلفي، وهذا الاعتقاد دفع الكثيرين إلى افتراض أن باكستان يمكن أن يعتمد عليها دائما للدفاع عن السعودية، وانها ستكون الأكثر عدائية ضد إيران في حال امتلكت الأخيرة أسلحة نووية في أي وقت قادم.

ولكن مثل هذا التفكير وهذه الافتراضات تتجاهل الأولوية التي تعطيها باكستان لمصالحها الوطنية ومدى تأثير إيران المجاورة لها بشدة في حساباتها الاستراتيجية.

ولطالما وضعت باكستان بالاعتبار بشكل منتظم في مخططات الدفاع السعودية، ومنذ الستينيات، أبدى الجيش الباكستاني استعداده لتقديم المساعدة للسعوديين، بما في ذلك حماية العائلة المالكة، وعلى مدى عقود تلقى السعوديون تدريبات عسكرية من الجيش الباكستاني وأفراد القوات الجوية، وفي المقابل، قامت المملكة العربية السعودية بإنقاذ الحكومات المتعاقبة في إسلام أباد في أوقات الأزمات المالية، وبالأخص عبر تقديم تنازلات نفطية في الوقت المناسب.

في الوقت الحاضر لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تأمل بالحصول على تعاطف أكثر من رئيس باكستان نواز شريف، وبعد أن تم تجريد شريف من منصبه في عام 1999 ومواجهة تهمة القتل، اُنقذ شريف من خلال التدخل السعودي الذي قدم له منفى مريح خارج البلاد حتى سمح الرئيس (برويز مشرف) له بالعودة الى باكستان في العام 2007.

ان الرابطة التي جلبت الدعم العسكري للمملكة السعودية تاريخياً من أكبر جيش في العالم الإسلامي، والجيش الاسلامي الوحيد الذي يمتلك القوة النووية تتجاوز بكثير مجرد علاقة تبادلية او تجارية، فالمملكة العربية السعودية، التي تعتبر موقع أقدس الأماكن الإسلامية، تتمتع بعلاقة روحية عميقة مع معظم الباكستانيين، في المقام الأول من خلال التبرعات السخية للمساجد والمدارس، وقد نجح السعوديون في تعزيز ماركتهم السلفية المحافظة من الإسلام السني في بلد هو ثاني أكبر بلد من ناحية عدد المسلمين في العالم.

ولكن الأهم من ذلك، هو أن مصلحة المملكة العربية السعودية في باكستان لا يمكن فصلها عن النضال الجيو استراتيجي والاقتصادي المتوطن والذي تشنه السعودية ضد إيران الشيعية.

وقد تجنبت باكستان على نحو علني أخذ جانب السعودية في تلك المسابقة – أي في حرب اليمن –، وفي مواجهة المخاوف الأمنية على الحدود مع الهند وأفغانستان، فلا حاجة لباكستان إلى وجود حدود ثالثة متوترة مع إيران، كما تتشاطر باكستان وإيران مصلحة مشتركة في قمع الحركة الانفصالية البلوشية المجاورة.

ولدى باكستان دوافع أخرى تجعلها تفضل الحفاظ على انسجام العلاقات مع إيران، فمن أجل المساعدة في معالجة عجزها الشديد في الطاقة، تتطلع باكستان إلى إنشاء خط أنابيب يمكن أن يعوض النقص في وارداتها النفطية السعودية من الغاز الاتي من الحقول الإيرانية.

وعلى الرغم من المعارضة القوية من قبل السعوديين والأمريكيين والتي كان من شأنها عرقلت الصفقة مع طهران، الا ان المشروع كُتب له عمر جديد مع احتمال التمويل الصيني له، ويجري حالياً مناقشة الاستثمارات المشتركة لتحسين خطوط السكك الحديدية والطرق البرية والبحرية.

وفي نفس اليوم الذي زار فيه رئيس الوزراء (شريف) الرياض لتهدئة المشاعر السعودية حول اليمن، أعلنت حكومتا باكستان وإيران عن نيتهما تعزيز التجارة الثنائية خمسة أضعاف، كما أن تعاونهما يمكن أن يذهب إلى أبعد الحدود.

وقد تجنبت باكستان حتى الآن الاضطرار إلى الاختيار مباشرة بين المملكة السعودية وإيران، لكن وفي عمليات نشر سابقة للقوات في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وجدت باكستان نفسها في بعض الأحيان تواجه جماعات تنشط بالوكالة لصالح الإيرانيين.

ومع ذلك، فإن مشاركة باكستان في تحالف عسكري ضد إيران في اليمن سوف يقربها أكثر من أي وقت مضى لأن تتخلى الدولتان عن بعضهما البعض مباشرة، وبدلاً من ذلك، اختارت باكستان إعلان حيادها ودعت إلى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة ائتلافية، وهو موقف يشبه إلى حد كبير رد إيران على مستوى منخفض حتى الآن على التدخل السعودي.

وزير الخارجية الايراني (محمد جواد ظريف) كان قد حث على إيجاد حل سياسي في زيارته الاولى الى اسلام اباد، كما أن الجيش كان متردداً في نهاية المطاف لكي يتخذ قراراً بشأن مشاركة باكستان في اليمن، فمع انخراط الجيش على طول الحدود الباكستانية الأفغانية والهندية، فأنه من غير المشجع اطلاقاً الانخراط في مجازفة ومشروع أجنبي يفتقر أيضا إلى الدعم من الجمهور الشعبي القلق أصلاً من استمرار الحرب.