المقالات

وقاحة الجملوكيين

الجديد برس : رأي 

عبدالحافظ معجب

قبل أن تنام المومس على فراش زبونها لا تهتف بشعارات العفة والشرف، لأنها تعرف تماماً أنه لا علاقة لها بالشرف وهي تدنسه بالمال الذي تحصل عليه مقابل ليلة أو بضع سويعات تقضيها مع صاحب نزوة سيلعنها حال انتهاء خدمتها له.
تشعر المومس بالخجل من الحديث عن الشرف، ولكن مرتزقة الرياض من أصحاب (جمهورية الفندق) و(حكومة شارع الهرم) يتغنون بالثورة السبتمبرية وهم في أحضان الملكية و(الرجعية)، ولا يشعرون بالخجل أبداً، يعتاشون على نفقة النظام الذي حارب الجمهورية ووقف في وجهها، ويريدون إقناعنا أنهم (مجمهرين). متناسين ماذا فعلت مملكة بني سعود عقب قيام ثورة الـ26 من سبتمبر، وكيف شنت عدوانها على الثوار الجمهوريين في العام 1962، وبسبب التدخل السعودي تحولت الثورة إلى حرب أهلية بين الموالين للمملكة، والموالين للجمهورية العربية اليمنية، واستمرت الحرب 8 سنوات من العام 1962 حتى العام 1970، وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب، وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية رغماً عن أنف مملكة بني سعود.
ربما نسي (مرتزقة الرياض) من مدعي الدفاع عن الجمهورية اليوم، أن الإمام البدر وأنصاره تلقوا الدعم من قبل السعودية، لإفشال الثورة السبتمبرية وجهود الثوار الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن مستقبل اليمن وأحلام الشعب بالانعتاق من الظلم والاستبداد المدعوم سعودياً.
في تسجيل صوتي للمشير عبد الله السلال يفضح التضليل السعودي بادعاءات السيطرة والتقدم وهو يقول لهم لو مشيتم على بطونكم لوصلتم الى وسط العاصمة صنعاء، ولكن التاريخ أثبت للجميع أن السعودية لا تجيد الحرب إلا بالإشاعات والتضليل والكذب، أما على الأرض فالتقدم والغلبة كانت ولا تزال لليماني العظيم.
يبدو أن أنصار (الجملوكية) لا يعرفون شيئاً عن الحرب التي نشبت بين المملكة السعودية، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بعد أن اشتبكت القوات اليمنية الجنوبية مع القوات السعودية في (مركز الوديعة) على حدود البلدين، في نوفمبر 1969، وتكبدت المملكة الكثير من الخسائر ما بين قتلى وأسرى ومعدات عسكرية، وتمكنت القوات اليمنية من إسقاط طائرة سعودية مقاتلة.
والجميع يعلم بمن فيهم (المرتزقة) أن مملكة (قرن الشيطان) استمرت بالتدخل في شؤون الجمهورية خوفاً منها، حتى اغتالت الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وقضت على مشروع الدولة المدنية، ودعمت المخربين للتربص بالجمهورية وإفراغها من مضامينها، والحيلولة دون تحقيق أهدافها، حتى جاءت ثورة الـ11 من فبراير أوعزت المملكة لمرتزقتها ركوب الموجة وسرقة الثورة بعد أن أوصلتهم للسلطة عبر مبادرتها المسماة المبادرة الخليجية، ولم تكن تعلم أن الشعب سيثور مجدداً في أيلول ويطرد مرتزقتها ويشتت شملهم ويفرق جمعهم في الـ21 من سبتمبر، ويفرض سيادته على أراضيه بعد أن قطع اليد الملكية منتصراً لثورته الأم التي حاربتها المملكة.
وبعد كل هذه الأحداث المدونة في ذاكرة الأجيال اليمنية (يشتي) مرتزقة المملكة من (الجملوكيين) المقيمين في فنادقها يقنعوننا أنهم ومملكتهم يدافعون عن الثورة والجمهورية، ويخافون من عودة الملكية، وببجاحة منقطعة النظير يتحدث عملاء الملكية عن الجمهورية.
ستحل ذكرى سبتمبر، ويحتفل فيها الأحرار وهم يرفدون الجبهات بالمال والسلاح دفاعاً عن الجمهورية والوحدة والسيادة، فيما يغط المرتزقة نوماً في أحضان الرجعية الملكية الداعشية.