المقالات

أين هي الغرابة : ( داعش أرحم بنا من الحوثيين )

الجديد برس : رأي 

عبدالوهاب المحبشي 

داعشي يشغل منصب مدير عام في صنعاء
العبارة حين يقولها داعشي طبيعية جدا ً ! فأي داعشي يفضل داعش على كل من عداها ، لأنها ستجعل رقاب الناس بيده فلا غرابة في تلك العبارة أبدا ً، من هذه الناحية !
طبعا ً لو لم يكن داعشيا ً ! ستكون العبارة غير صحيحة لأن داعش تذبح كل من ليس من أتباعها بحكم كونه كافرا ً وهذا لا نقاش فيه فليس هناك رحمة لديها إلا بجند الخلافة فقط و لن ترحم من يتلكأ عن ارتكاب جرائمها أبدا ً حتى لو كان من أتباعها المخلصين ..
و لذلك بغض النظر عن تقييم أنصار الله في جانب الرحمة ، فلا يمكن لأي إنسان أن يقول إن داعش أرحم من أي مخلوق مهما كان قاسيا ً ذلك لأن وحشية داعش لا مثيل لها ولا وحشية اليهود لأن اليهود مهما كانوا متوحشين فدهاؤهم يجعلهم يغلفون وحشيتهم ولا يتباهون بها!
لا يصف داعش بالرحمة تحت أي ظرف ومقارنة إلا داعشي .. هذا من جانب.
من جانب آخر فإن كل من يعيشون مع أنصار الله في صنعاء يتعايشون معهم دون أن يمسوا بأذى بل و يشاركون في السلطة بشكل أساسي أكثر من أنصار الله أنفسهم ..
بينما عند داعش مجرد تسميتهم بداعش جريمة يعاقبون من ينطق بها ، أما لو لم يحمل توجههم فلا مكان له أن يعيش فضلا ً أن يشارك في سلطة أو يطالب بحقوق ..
الغرابة ليست في العبارة وصدورها من داعشي فأين الغرابة ؟
هل الغرابة في أن يتكلم بها داعشي يمجد داعش من داخل صنعاء حيث يزعم أنه تحت سيطرة الحوثيين ؟
هذه نقطة غرابة نعم لو لم يكن خصمه أنصار الله
أما عند أنصار الله فلا غرابة ! أن يقول ولا غرابة أن يشارك في الإدارة والسلطة لأن ديمقراطية صنعاء بلغتإفتر مستوى تجاوز كل ديمقراطيات العالم !
لا يمكن أن تمجد عدو أي دولة و تهاجمها وتشغل منصبا ً إداريا ً فيها في أي مكان في العالم إلا في اليمن و العاصمة صنعاء …
إفترضوا فقط أن مواطنا ً يمنيا ً عاديا ً قال و هو تحت سيطرة داعش في تعز أو في الجنوب أو في العراق أو سوريا قال عبارة : ( الحوثيين أرحم بنا من داعش) .!
ماذا سوف يحصل له. ؟
فماذا لو كان موظفا ً في سلطة داعش ومديرا ً عاما ً ..
مع أن العبارة ستكون صحيحة بل و تجنيا ًفي المقارنة!
بل وكذبا ً أن يقال إن لدى داعش رحمة أو أن لدى الحوثيين غلظة في جانب مدني ..
لا يوجد أرحم من الحوثيين في الدنيا بأسرها كما أسلفنا!
لماذا ؟
الشاعر يقول :
ألم تر أن السيف يزرى بحاله
إذا قيل هذا السيف أمضى من العصا ؟!