الجديد برس – مقالات
بعد أن فرضت الحرب علی الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان بقيادة المملكة العربية السعودية لم يكن أمام اليمني من خيار آخر غير المواجهة والصمود، ورغم إن الرد اليمني تأخر ولم يبدأ إلا بعد مرور 40 يوم من بداية الحرب علی اليمن ، ولم يكن هذا التأخير ناتج عن عجز أو خوف بل كان تأخر الرد مراعاة للعروبة وللقيم الإسلامية عسی أن تراجع مملكة آل سعود حساباتها وتعرف طريق الحق وتوقف عدوانها إلا أن غباء الأسرة الحاكمة وإعتمادها علی إستشارات قادة مرتزقة يمنيين لا يعرفوا غير الفشل والهزائم جعلها تواصل غرورها وتستمر بهذا العدوان البربري فما كان علی قيادة الثورة ممثلة بالقائد السيد/ عبدالملك الحوثي إلا إصدار أوامرة لأبطال الجيش واللجان الشعبية بالبدئ بالرد والمواجهة وتلقين العدو الدروس التي تجعله يتألم ويتندم علی شن حربه علی اليمن.
واليوم ومع إقترابنا من إتمام العام االثالث واليمن تحت قصف الطيران وبالمقابل الأبطال يخوضون حروب بطولية بالعمق السعودي نجد إن السعودية قد جربت كل وسائل الحروب لتخضع الشعب اليمني وتجبرة علی الإستسلام فلم تستطع أن تحقق ما تريدة لا بإستخدامها لمختلف الأسلحة المحرمة دوليا ولا بطائراتها المزودة بتقنية عالية وبخبرة أمريكية وبريطانية ولا بآلياتها الحديثة التي تدمر وتحرق بأيادي رجال الجيش واللجان الشعبية بمختلف الجبهات..
حتی الوسيلة الأكثر قذارة وهي الورقة الإقتصادية جربتها مملكة الشر و رغم الوجع الذي أحدثته هذه الورقة أو الوسيلة بعامة الشعب اليمني إلا أن إباء وكبرياء وكرامة الشعب اليمني تقف رافضة للركوع أو الإستسلام .
واليوم وبعد كل هذه البطولات وهذا الصمود الإسطوري أمام هذا العدو المغرور والغبي لم يعد أمامة إلا وسيلة واحدة وهي الأخيرة يعتقد العدو إنه سينجح بإستخدامها وسيحقق هدفه …
هذه الوسيلة أو الأداة قد نطلق عليها بالأداة أو الوسيلة الأخطر وتتمثل بالفساد …
الفساد في ظل هذا الوضع وفي ظل هذا العدوان إن مورس وتمت التغطية عليه وأستمر في إنتشارة دون إتخاذ مواقف وإجراءات للحد منه والقضاء عليه فإنه سيحقق لأعداء اليمن ما يريدوا تحقيقه …
فممارسة الفساد والتغطيه عليه أكثر جرما وخطورة علی اليمن من العدوان نفسه …
الفساد يمارسه من تعودوا عليه لعشرات السنين وبإسم الثورة وبقناع مواجهة العدوان وخدمة للعدو يتعمد هؤلاء إستمرارة.
وبإستمرار الفساد يستمر العد التنازلي لصمود الشعب وتضعف المعنويات ويبدأ الغضب الشعبي وتتكون إصطفافات بداخل القوی الثورية قد تصل للتصادم فيما بينها وقد تحدث ليس شرخا واحدا بل شروخ تؤدي لتشقق الجبهة الداخلية وبهذا نصبح فريسة سهله للعدو وسهلنا له الإنتصار وخنا دماء الشهداء وتعرينا عن كل القيم وأصبحنا لا نختلف عن هؤلاء المرتزقة الذين باعوا وطنهم للعدو بثمن بخس.
وتجنبا لهذا الخطر المدمر يجب علينا أن نكون صوت واحد وقوة واحدة في مواجهة الفساد أينما كان وبمواجهتنا الجريئة و المستمرة ضد الفساد سننقذ اليمن وسنحافظ علی وحدة الجبهة الداخلية وسننعم بعون الله بوطن نظيف خال من الفساد والإرهاب وكل المنغصات..