الجديد برس : رأي
حمير العزكي
ما الذي حملته لقاءات الرئيس صالح الصماد الأخيرة سواءا لقاءاته مع أبناء بعض المحافظات برسائلها القوية والصادقة او لقاءاته الحكومية ابتداءا باللقاء الوطني الموسع حول التعليم ثم اللقاء برئاستي السلطتين التنفيذية والتشريعية واخيرا لقائه برئيس الوزراء ووزير الخارجية ؟؟!!! هل هناك اشارات او دلالات لهذه اللقاءات وبالذات مع انطفاء ضوء الأمل من شموع لجنة التنسيق والتهدئة بين طرفي الشراكة الوطنية ؟ وتلاشي تحركاتها المرتقبة حد العدم ، وتصاعد وتيرة الاحتقان السياسي ومحاولات اخراجها من عنق التعقل وذمة الحكمة الى شارع يكتظ بأنين المعاناة المعيشية وتزدحم في الأزمات الاقتصادية والادارية الذي رمى بذورها العدوان والحصار وسقاها لعاب الخيانة والارتزاق وتكفل برعايتها طابور خامس إصطف فيه الفاسد الانتهازي والحاقد البرجوازي والفاشل والناقم والمغرر به والمغلوب على أمر حاجته من حيث يشعر وحيث لايشعر .
ما حملته لقاءات الرئيس الصماد من رسائل واضحة وصريحة نقلها الاعلام وتناقلها الناشطون اعلاميا في الصحف بأنواعها ووسائل التواصل الاجتماعية ووطافت بكل أنظار المتابعين لنشرات الاخبار المحلية التلفزيونية وأدركت مسامع كل متابعي الإذاعات الاوفياء لها ومعها ، ممايعني أنها وصلت للجميع بإستثناء المعنيين بها ، الذين مازالوا يصرون على التعامي والتغابي رغم صدق القائل وعزمه المعهود وحزمه المنتظر بعد أن قال “إنزلوا للميدان وقوموا بعملكم ومن يعترض عليكم فليذهب غير مأسوف عليه، ونعدكم في القيادة السياسية ان لا يمر 24 ساعة على بقاء من يعترض عملكم في موقعه ” وقوله أيضا “يجب أن لا نسمح إطلاقاً بأن تهدر إمكانيات هذا الشعب، ويجب أن يستفاد من كل الإمكانيات المتاحة حتى يصل للناس الحدُّ المتاح والممكن في هذه الظروف” ، لم يتبق بعد هذا القول الفصل الا الفعل العاجل الرادع .
ربما صدق المقصودون برسائل الرئيس الصماد ، وهما حاولوا خلقه في وعي الناس حتى اختنقوا بدخان الغباء وأكذوبة جدوا في نشرها حتى انتشرت يقينا في حماقة انفسهم ، بأن الرجل ليس له من الامر شيئ !! وأنه مسلوب القرار !! وكم اشفق على حالهم حين يصدمهم بأس الحقيقة بعد إقامة الحجة واستيفاء المعذرة ، ويفوت الأوان على الاعتذار والإعتبار .
لم يكن زخم التحركات الرئاسية ترفا سياسيا ولا استنفادا لفائض وقت وجهد نتيجة الفراغ الباذخ ، ولن تكون نتائجه مقصورة على التغطية الاعلامية و لا محصورة في الاطارات الروتينية ، فالتصعيد الذي يستجمع فيه المرجفون ماتبقى من قواهم ، والرهان على الاضطرابات الادارية واستغلال وتسييس الاثار الانسانية للازمة الاقتصادية واستثمارها في تحقيق مكاسب مشبوهه والذي وضع عليه المقامرون بالوطن بقايا مايمتلكونه من وطنية وشرف ، يستوجبان أن تكون هذه التحركات تمهيدا واستعدادا للجولة الحاسمة والقاصمة لظهر يحمي ويحمل كل من يهدد الشراكة الوطنية ووحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية ، الجولة التي ازف موعدها والتي لابد منها ، ولكن … هل تكون الجولة الاخيرة ؟؟!!