الجديد برس : عربي
ألقى الجهاز الأمني التابع لحركة «حماس» القبض أخيراً على عميل داخل صفوف الجناح العسكري للحركة (كتائب القسام) في قطاع غزة، كان قد ساعد العدو الإسرائيلي على الوصول إلى أهداف عسكرية مهمة في القطاع. ووفق المعلومات التي نقلها مصدر أمني، فإن الجهاز الخاص بمتابعة العملاء تمكّن من اعتقال الجاسوس الذي كان يعمل في المستوى المتوسط لوحدات التصنيع العسكري التابعة لـ”القسام”.
حيث قدّم العميل معلومات عن شخصيات قيادية في “القسام”، في وقت تتحدث فيه مصادر في فصائل المقاومة عموماً عن ضبط عدد من العملاء منذ ما بعد الحرب الأخيرة.
وقال المصدر إن العميل الذي يقطن في مدينة غزة، تم إسقاطه وبدأ التخابر مع العدو قبل الحرب الأخيرة عام 2014، وقدم خلال الحرب معلومات عن القدرات العسكرية التي تمتلكها “حماس”. ووفق اعترافاته، أبلغ قوات العدو في آخر أشهر عمله عن “مصنع استراتيجي كبير لكتائب القسام”، ما تسبب في استهداف المكان في آذار الماضي بالطائرات الحربية بأربعة صواريخ ضخمة أدت إلى تدميره كلياً، بما في ذلك المعدات الكبيرة التي كانت هناك.
وجاء الاستهداف بعدما استغل العدو إطلاق صاروخين من غزة، أعلنت مجموعات سلفية مسؤوليتها عنهما، ليقصف مكان التصنيع، علماً بأن الأجهزة الأمنية تمكنّت في وقت لاحق من اعتقال مسؤولي المجموعات التي أطلقت الصاروخين وغيرهما، وتبيّن أنها تنتمي إلى تنظيم “داعش”.
وارتبط ذلك القصف بتحذير لافت أطلقته “القسام” آنذاك، حينما حذّرت إسرائيل من مغبة تكرار القصف على غزة، إذ قال المتحدث باسمها أبو عبيدة، في تغريدات نشرها على حسابه في موقع “تويتر”، إن “أي عدوان قادم على غرار ما حصل بالأمس (شهر آذار) سيكون للمقاومة وعلى رأسها كتائب القسام كلمتها فيه، والمقاومة إذا وعدت أوفت والأيام بيننا”. وأضاف: “على ما يبدو فإن العدو لا يفهم سوى لغة القوة، والسكوت أحياناً يفسره العدو على أنه ضعف”.
وكان موقع «المجد» الأمني، المقرّب من “حماس”، قد نقل منتصف الشهر الماضي خبراً عن تمكن أجهزة أمن المقاومة من اعتقال عميل ذي صلة مباشرة بقصف أحد المواقع الحساسة للمقاومة. وقال الموقع، في ذلك الوقت، إن الاستهداف أثار الشكوك لدى قيادة المقاومة بأنه مدروس ومخطط له بعناية، نظراً إلى حجم الاستهداف ومكانه وتوقيته الحساس بالنسبة إلى المقاومة، ما استدعى عمل مسح أمني شامل لمنطقة الاستهداف والبحث عن معلومات، وأيضاً جمع الإشارات والدلائل التي قد توصلهم إلى خيوط أو معلومات تجيب عن شكوكهم. وتابع الموقع: “بعد جهدٍ مضاعف من البحث والتحرّي، تمكنت أجهزة أمن المقاومة من القبض على عميل له صلة مباشرة بالاستهداف الأخير على غزة”، من دون توضيح طبيعة الاستهداف أو عمل الجاسوس.
يضيف المصدر الأمني أن العميل المذكور قدّم أيضاً معلومات مهمة عن القدرات العسكرية الخاصة بالحركة، في ما يتعلق بالتطوير الكبير الذي شهدته القدرات التصنيعية العسكرية المحلية، وقد استعمل في سبيل ذلك أدوات تجسّسية متطورة في التصوير والتسجيل كان قد تسلّمها من جهاز المخابرات الإسرائيلية «الشاباك»، علماً بأنه نقل معلومة مفادها أن “القسام” باتت تمتلك صواريخ برؤوس متفجرة يزيد وزن الواحد منها على 100 كيلوغرام.
كذلك، قدّم هذا العميل معلومات عن شخصيات قيادية في “القسام”، في وقت تتحدث فيه مصادر في فصائل المقاومة عموماً عن ضبط عدد من العملاء منذ ما بعد الحرب الأخيرة، التي تقرر بعدها إجراء فحص ومراجعة كبيرة لأداء الأذرع العسكرية، فيما كُشف بعض العملاء بسبب أخطاء ارتكبوها. كذلك شهدت غزة نقلة لافتة مطلع العام الجاري في عمل العملاء، الذين اغتال عدد منهم قيادياً بارزاً في “القسام” يدعى مازن الفقها.
من جهة ثانية، ذكر المصدر نفسه أنه تبيّن للأجهزة الأمنية، في التحقيقات الأخيرة مع معتقلي “داعش” في غزة، ارتباط عدد من مسؤوليهم، ومسؤولي مجموعات سلفية أخرى، بالمخابرات الإسرائيلية، إذ كانت هذه الجماعات تطلق الصواريخ من غزة فيما تبادر طائرات الاحتلال بسرعة إلى قصف مواقع حساسة للمقاومة. كذلك كانوا يتلقّون تمويلاً لشراء هذه الصواريخ من إسرائيل، علماً بأن أياً من الصواريخ التي أطلقت لم تتسبّب في ضرر أو قتلى لدى الجانب الإسرائيلي. وتبيّن أيضاً في عدد من التحقيقات أن “أحد قياديي الفكر المنحرف أقدم على سرقة عتاد عسكري وأموال من التجار في غزة، بذريعة أنها غنائم يحق لهم استخدامها واستغلالها لمصلحة أعمال مخلة بالأمن”.