الجديد برس – أخبار محلية
دعا الحزب الاشتراكي اليمني في بيان له حكومة هادي أن تنصرف الاولية في مهامها ومهام حكومتها والاطراف السياسية المساندة لها إلى ضبط الامن في المحافظات التي تسيطر عليها وتصفية كل جيوب الفوضى والإرهاب, والانتظام في دفع رواتب الموظفين وتوفير الخدمات الاجتماعية مع إصلاح ما انهار منها, والشروع في إنفاذ برامج اجتماعية إنقاذية تحرر ملايين البائسين وأفراد الفئات الضعيفة من غول الفقر المدقع الذي ضاعفت وطأته الحرب الغاشمة.
وقال الحزب في بيان له اليوم الاحد إن “استمرار الحرب الراهنة الموجهة نحو الشعب قد أدت إلى تجويع وتغييب المرتبات ومعاشات التقاعد، والخدمات الأساسية، وتكريس بل وتوسيع الهوّة بين الفئات الاجتماعية”، مشيراً إلى أن هذا الأمر “يمهد الطريق أمام المجاعة، والأوبئة، والتشرد، إضافة إلى بروز مظاهر التشظي الوطني وانتشار حكم العصابات التي تستمد نفوذها وتمويلها وتسليحها من قبل ما تتيحه حالة الفوضى السائدة والفراغ السيادي وبعض الأجندات الغامضة”.
واقترح الحزب الاشتراكي أن توضع استراتيجية شاملة واضحة ترسم علاقات متكافئة بين اليمن ودول التحالف أساسها المصالح المشتركة والمسؤولية المحددة”.
وختم البيان “لا ينبغي أن تكبح الظروف الراهنة قوانا عن العمل”.
بيان الحزب الاشتراكي أثار جدلاً واسعاً في صفوف الناشطين السياسيين من أعضاء الحزب الاشتراكي ومن غيره، حيث اعتبر الناشط في الحزب أنس القاضي أن البيان هذه المرة تطرق إلى أمور كثيرة لم يكن يتطرق لها سابقاً، أي في العامين الماضيين، وأضاف أنس “أشار البيان إلى ضرورة استقلال الوطن عن السياسة الخارجية أي عن سياسة معسكر العدوان، وخاصة في القضايا الوطنية”.
وأشار أنس إلى أنه في الوقت الذي خلت كلمة عيدروس الزبيدي التي “أملتها عليه الإمارات” وأيضاً كلمة احمد عبيد بن دغر المحكومة بتبعيتها للسعودية، من الحديث عن طرد الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية من التراب اليمني ولا عن رغبات المستعمر ومخلفاته من المرتزقة ولا عن ضرورة الاستنارة بقيم ثورة اكتوبر في الظروف الراهنة لمواجهتها بنفس تلك القيم والمحددات والمبادئ، مضيفاً بالقول: “في الوقت الذي لم ترد فيه كل ذلك في كلمتي الزبيدي وبن دغر إلا أن البيان الصادر عن الحزب فاجأنا هذا العام بذكرها بعد أن تغاضى عنها السنة الماضية”.
من جانبه رأى الناشط المستقل مجدي سلطان أن بيان الحزب بيّن تهميش القرار الوطني المستقل إلى حد الوصاية عليه، مضيفاً بقوله “تطرق البيان وبشكل صريح إلى ظهور وبروز مظاهر التشظي الوطني وانتشار حكم العصابات التي تستمد نفوذها وتمويلها وتسليحها من أطراف خارجية كما كشف البيان حالة الفوضى السائدة والفراغ السيادي وبعض الأجندات الغامضة”.
أما الناشط طارق مكرد فاعتبر أن الحزب ببيانه الأخير عاد إلى موقعه الأكتوبري الثوري الرافض للهيمنة والوصاية الأجنبية، والنضال في سبيل حرية الوطن واستقلاله وسعادة شعبه، مؤكداً على أن “نتفق على هذا وهو الأهم ولنا أن نختلف ماشئنا على الوضع الداخلية شرعية أم انقلاب أم ثورة”.
وبفهمه البسيط، حسب وصفه، قال الناشط في التنظيم الناصري عبدالقوي سيف “ان الحزب الاشتراكي اليمني يدعو مرة أخرى الى مناهضة الوجود الاجنبي انا فهمت ولخصت بيان امس هكذا بحسب فهمي البسيط”، مضيفاً بقوله “لقد جاءت فقرة في بيان الحزب تقول “يا أبناء شعبنا الجريح” هنا يدل على انه لم يخص بقدر تعميمه لما يعانيه الشعب اليمني من هذا التدخل الذي اصبح جريحاً بسب الحرب على اليمن”.
وأشار سيف بقوله انه لم تكن اليمن ولا الجنوب، خاصة، أحوج ما تكون إلى الاستنارة بقيم ثورة 14 أكتوبر 1963 ومهماتها التاريخية الضخمة مثلما هي بحاجتها اليوم، مضيفاً: “لا سيما وظروف المرحلة اليمنية الراهنة مطبوعة بتشابه كبير مع الظروف التي شبًت الثورة المجيدة لمواجهتها وتغييرها لمصلحة الإرادة الشعبية الثورية والقرار الوطني المستقل”.
بدوره انتقد الصحفي الاشتراكي صلاح الدكاك بيان الحزب بالقول: “يحدث في العمل السياسي المبدئي القيمة لسطوع الموقف لا للكُنى والمجاز والتوريات”، متسائلاً “هل هذا العدوان وانفضاح مغازيه لاتزال خافية حتى نرى في هذا البيان الجبان المرتعش مراجعة لموقف”.
من جهته بدا الناشط اكرام عبد القادر سعيد جاهزاً للتذمر والامتناع ورفض مايفضح خطأه ولايعرف ان الاعتراف والانصاف شجاعة وهذا ماجاء في بعض جزئيات بيان الحزب الذي تذمر اكرم منه لينفي فقرات البيان بالكامل بقوله “ان هذا ليس بيان الحزب الاشتراكي أين الرأئع فيه يا من تشيدون فيه برائع”، معبراً عن هذا الاعتراض لكون البيان لم يذكر كلمة “الانقلاب”، واتهم أكرم الحزب بأنه لا يتعامل مع الأشياء بشكل سطحي بل مع مسبباتها.
المساء اليمني