الجديد برس / ذمار / ماجد السياغي
تستهدف الحوادث المرورية المجتمعات في أهم مقومات الحياة وهو العنصر البشري ، وتفيد تقديرات الجهات الرسمية بأن الطرق اليمنية تشهد وقوع عشرة حوادث في كل ساعة ، وتسجل حالة وفاة كل ثلاث ساعات لا تخلو من الإصابات والخسائر المادية .
وتعتبر محافظة ذمار من أكثر المحافظات التي تشهد حوادث مرورية نظراً لموقعها الجغرافي الذي يمثل نقطة عبور لكثير من محافظات الجمهورية.
“الثورة” قامت بهذا الاستطلاع مع عدد من الجهات لمعرفة احصائيات الحوادث وتداعيات العدوان والحصار التي ضاعفت من أسبابها.. فإلى التفاصيل:
كانت البداية مع العقيد خالد أنعم، مدير مرور محافظة ذمار، والذي قال الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجساً وقلقاً لكافة أفراد المجتمع, حيث بلغ إجمالي الحوادث المرورية بمحافظة ذمار من بداية يناير وحتى نهاية أكتوبر من العام الحالي 141حادثاً، نتج عنها وفاة 87 شخصاً منهم 9 نساء ، فيما نتج عنها إصابة 213 آخرين بإصابات بالغة وعدد 172 إصابات متوسطة وخفيفة .
وعن الخسائر المادية للحوادث المرورية خلال هذا العام أوضح مدير مرور ذمار أ ن الخسائر المادية المقدرة في المركبات بلغت خلال العام الحالي 75 مليوناً و 160 الف ريال ، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة في تكلفة العلاجات والتعويضات واللجوء للقضاء للفصل في بعض الحالات.
وحول أسباب ازدياد الحوادث المرورية يقول العقيد خالد أنعم إن سبب زيادة الحوادث يعود إلى الازدحام المروري على طرقات المحافظة وخصوصاً الطريق الرئيسي بين العاصمة صنعاء وبقية المحافظات مروراً بمحافظة ذمار، والإهمال في صيانة المركبات. وقطع الغيار المقلدة والمزيفة واحتياجات الطريق لأعمال الصيانة والتوسع والإرشادات المرورية، إضافة إلى عدد من الأسباب منها تجاوز السرعة المسموح بها، ونقص الانتباه والتركيز من السائق، والقيادة في ظروف مناخية غير مناسبة، إلى جانب القيادة في حالات نفسية وانفعالية قوية، والحديث بالهاتف أثناء قيادة المركبات، و تواجد الأسواق العشوائية اليومية أو الأسبوعية على جوانب الطرق الرابطة بين المدن والقرى المختلفة.
ويضيف العقيد انعم أن من أحد أسباب تنامي الحوادث المرورية هو ضعف الثقافة المرورية والوعي بين أفراد المجتمع في جميع المحافظات.
استهداف الطرق
يقول العقيد خالد انعم أن استهداف العدوان السعودي الأمريكي الممنهج لشبكة الطرق لعب دوراً في تزايد نسبة الحوادث المرورية فاستهداف نقيل يسلح بكثير من الغارات عمل على إيجاد صعوبة في الطريق وخاصة للمركبات الكبيرة المحملة بالحمولات الثقيلة ، كما أن استهداف العدوان لشاحنات النقل في طريق نمارة بمحافظة ذمار خلف أضراراً جسيمة على الطريق الذي يقع على منحدر الأمر الذي ضاعف من عدد وقوع الحوادث واحتمال وقوعها .
يعتبر الطريق الممتد من نقيل يسلح مروراً بذمار وحتى مديرية يريم بمحافظة اب همزة وصلٍ يربط محافظات عدة ببعضها، وكونه كذلك يعتبر من أكثر الطرق التي طالتها همجية العدوان ، حيث تعرض نقيل يسلح لأكثر من أربعين غارة كما أن أعمال التوسعة لهذا الطريق الحيوي تعثرت كأحد تداعيات الحصار التي انعكست سلباً على المخصصات المالية والأوعية الايرادية.
وحول هذا الجانب التقينا بالمهندس محمد المنقذي نائب مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظة ذمار، والذي قال شبكة الطرق في الجمهورية اليمنية تعرضت لتدمير همجي من قبل العدوان الغاشم ، وكما هو معلوم أن طريق صنعاء ذمار يريم تتعدد فيه الحوادث المرورية لعدة أسباب أهمها أن هذه الطريق منبسطة تدفع بالسائقين إلى زيادة السرعة وتعرضهم للخطر إضافة إلى عدة عوامل مرتبطة بالسائق والمركبة .
عمل وجهد مشترك
ويتابع المهندس المنقذي قائلاً تداعيات العدوان والحصار انعكست سلباً على الاعتمادات المالية المخصصة للطرق وصيانتها، ومع ذلك تقوم وزارة الأشغال العامة والطرق بعمل الترميمات للطرق والصيانة الدورية اللازمة لها، بحسب الإمكانيات المتاحة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تفادياً لوقوع الحوادث وسلامة المواطنين .
وقال : إن قيادتي الوزارة والمحافظة حريصة كل الحرص على استكمال أعمال التوسعة لطريق صنعاء ذمار يريم، نظراً لاهميته وبما يسهل من حركة السير وانسياب الحركة المرورية.
كما ان صندوق صيانة الطرق والمكتب بالمحافظة يقومان بعمل الترميمات الضرورية ورفع المخلفات وردم الحفر التي قد تفاجئ السائقين .
ويختتم بالقول : مهما وصل تخطيط الطرق من مستوى متقدم وكفاءة في النظام المروري، إلا أن واقع الحال يشير إلى أن هناك حاجة ماسة لبذل المزيد من العمل والجهد المبذول والتنسيق المتبادل بين الجهات المعنية , من أجل الحد على حوادث الطرق كما ويبقى على مستخدمي الطريق تحمل المسئولية وتلافي مسبباتها لتصبح النتيجة في النهاية حوادث أقل وخسائر أقل.
أما ما تم تدميره سُيعاد بناؤه فمن أقاموا السدود وشيدوا القصور واتخذوا من الجبال بيوتاً قادرون على اعادة ما دمره العدوان الغاشم من طرق وجسور ومقدرات.
220 حالة شهرياً
هيئة مستشفى ذمار العام تستقبل النتيجة المؤسفة للحوادث المرورية ويستقبل قسم الطوراى والحوادث أعداداً كبيرة من الإصابات وهو ما ضاعف من حجم التحديات أمام الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى للمحافظة والمحافظات المجاورة في ظل نقص الإمدادات الطبية والعلاجية الناجمة عن استمرار العدوان والحصار الجائر .
ويقول الدكتور جمال حسن الشامي رئيس هيئة مستشفى ذمار العام تستقبل الهيئة كثير من حالات الحوادث المرورية حيث بلغ عدد الحالات المسجلة منذ بداية يناير وحتى سبتمبر من العام الحالي اكثر من 1400 حالة تجاوزت إصابة الرجال 1000 حالة .
ويستقبل قسم الطوارى والحوادث 600 حالة مختلفة بشكل شهري بمعدل متوسط 20 حالة يومياً يبلغ عدد حالات الحوادث المرورية من هذا الإجمالي 220 حالة شهرياً .
تحديات
ويتابع الدكتور الشامي قائلاً يتطلب كل هذا توفير المستلزمات الطبية والعلاجية بشكل دائم وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على الهيئة إلى جانب الأعباء الاخرى . خاصة وان المستشفى يتوسط زحاماً سكانياً واسعاً ، ونعمل على توفير الأدوية والمستلزمات رغم شحتها من الأسواق المحلية نتيجة إجراءات الحصار الظالم البري والجوي والبحري والذي استهدف بشكل مباشر ودقيق القطاع الصحي والمستشفيات على وجه الخصوص ، كل هذا يشكل خطورة على إنقاذ حياة المريض الذي يتوجه مباشرة إلى المستشفيات الحكومية التي تقدم خدماتها مجاناً.
ويختتم الدكتور الشامي بالقول : لن يزيدنا العدوان والحصار الذي يمعن في استهداف المنشآت والمرافق الصحية ويمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية ويحرم ملايين اليمنيين من الحصول على الخدمات الصحية الا إصرارا وعزيمة في تقديم واجبنا الإنساني تجاه شعبنا اليمني الأبي الصامد.
وتظل الحوادث المرورية واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية، إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة.
وما من شك أن تداعيات العدوان المباشرة وغير المباشرة طالت كثيراً من مناحي الحياة ، إلا أن العناصر المسؤولة عن وقوع الحوادث والمتمثلة في (السائق _ الطريق _ المركبة ) يظل العنصر البشري العامل المشترك في جميعها، ومهما بلغت إجراءات السلامة من اهتمام ورعاية والتزام فإنها لن تصل إلى القضاء المطلق على الحوادث المرورية . إلا أن تفاعل كل أفراد المجتمع وتكويناته المختلفة مع التوعية المرورية يمثل أمراً إيجابياً لخفض نسبة الحوادث وآثارها المزدوجة .
(يمانيون)