علي احمد جاحز
عادة ما يكون سلاح المظلوم اقوى من سلاح الظالم ولو تفوق الاخير في العتاد والعدة والعدد ، وخير شاهد على ذلك ما صنعه وما يزال يصنعه بركان الذي ضرب مطار الرياض .
صاروخ واحد هز المملكة والمنطقة ولايزال يمد تداعياته في كل اتجاه ، مقابل مئات الالف من الصواريخ التي ضربوا بها على اليمن منذ اكثر من الف يوم ولم تهز شعرة في مفرق طفل لايزال يحبو .
زلزال ضرب قلب مملكة الشر فخلف كل ذلك الهلع والهيستيريا والغبار والتخبط والجنون والحيرة في عاصمة الاجرام السعودية وفي اروقة القرار الامريكي والصهيوني ، وبات واضحا انهم في حيص بيص ، بعد ان رأوا صاروخا واحدا يمرغ انوفهم في تراب الذل ويطرح مظومتهم الدفاعية الباتريوت ارضا ، لتفقد اضخم دروعهم هيبتها امام العالم المتربص بهم .
هذا باختصار مثال صغير ودرس عابر من دروس سنة الله في الارض ، لنعلم نحن اولا وليعلم العالم ان النصر والتمكين والقوة لا يصنعها الانسان ، بل يمنحها الله لمن يؤمن به ويحمل رايته ويتحرك في طريقه بصدق وعزيمة وصبر.
لقد صبر اليمنيون كثيرا وعانوا طويلا ، وتلك الغطرسة التي لم تستطع ان تثنيه في ايام العدوان الاولى حين كان الشعب لايزال يلملم صفوفه ويجمع اسلحته ويتهيأ لمواجهة اكبر تحالف واحدث تسليح واثرى اباطرة ، تلك الغطرسة لن تستطيع ان تثني هذا الشعب اليوم وقد اصبح يضرب قلب الرياض وما بعد الرياض ، وصارت عواصم وموانئ وسفن وبوارج تحت رحمة نيرانه بفضل الله.
يدرك العدو ان المعركة في الميدان خاسرة ، بعد ان تلقى مئات بل الاف الصفعات في كل الجبهات ، بعد ان وجد نفسه غارقا حتى اذنيه في مستنقع حماقته وحماقة من يؤيده ويدعمه ، فيلجأ الى ارتكاب جرائم ومجازر في اوساط المدنيين لعله يجد بين الدماء نصرا او يلتمس هيبة او ينشر خوفا وهلعا داخل قلوب اليمنيين، مستخفا بانتقام الدماء الذي سيعصف به لامحالة .
يعتقد اغبياء البلاط السعودي والاماراتي انهم اذكياء حين يصمدون داخل حفرة ضحلة هي عدوانهم على اليمن ، ولذلك بدلا من ان يراجعوا حماقاتهم وتبعاتها ومآلاتها ويتنبهوا الى المصير الذي هم ذاهبون اليه ، يكابرون ويصرون على الاستمرار في الغرق وجر بلدانهم الى مآلات مظلمة .
ماذا عسى يفيد العدو حصاره لهذا الشعب الذي حاصره لشهور في بداية العدوان قبل ان يكون قد عرف اهمية الصمود والصبر ، اما الان وقد عرف الشعب انه ينتصر بصبره وصموده وببسالة ابطاله ، فماذا سيجني العدو من حصاره وتجويعه لشعب يحول الصعاب الى فرص ليروض المستحيل ويصنع المعجزات .
ندرك نحن جيدا ان العدو الاحمق لايزال يراهن على اوراق مهترئة هشة لتنقذه من الغرق ، وهي خياره الاخير والخطير ، فالحصار الاقتصادي والتجويع لن ينجح في تركيع الناس الا اذا كان هناك من الداخل من يقصم ظهورهم ويلوي اذرعهم ليركعوا ، وهو رهان قد لايكون خاسرا ان سمحنا له بان يكون كذلك .
ربما نسمح له ونحن لا ندري ، ربما نسمح له بالتقليل من شأن خطره ، ربما نسمح له بالتفريط والاطمئنان للتنظيرات الغبية ، ربما نسمح للطابور الخامس ان ينجح وينقذ العدوان من مأزقه ان فوتنا فرص الحزم والحسم في قطع يده .
في كل الاحوال يجب علينا ان نثق في اننا اصحاب حق ومظلومية ونحمل مشروعا عظيما ، وان الله يمحص عباده ويغربلهم قبل ان يمنحهم النصر ، واننا بعون الله وفضله سننتصر .
المصدر : صحيفة الثورة