الجديد برس / متابعات
كشفت صحيفة “ديلي ميل” عن الدور الذي تؤديه بريطانيا في الحرب “القذرة” التي تخوضها السعودية في اليمن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن القوات البريطانية تشارك في تدريب القوات التي خلفت مليونا من اليمنيين على حافة الجوع، لافتا إلى أن خمسين ضابطا بريطانيا يقومون بتدريب القوات التي سيتم نشرها في اليمن، أو ما تعرف بالحرب القذرة، حيث قتل عشرات الآلاف في الحرب، فيما يعاني مليون طفل من الجوع.
وتنقل الصحيفة عن وزير التنمية والتعاون الدولي السابق أندرو ميتشل، قوله إن “الدور البريطاني هو جزء من التواطؤ المخجل في معاناة اليمنيين”، حيث يطلق على التدريب “عملية الطرق المتقاطعة “، وتم الكشف عنها عندما قام الجيش بنشر المعلومات بالخطأ.
ويلفت التقرير إلى أن الأمم المتحدة تقوم بالتحقيق فيما تصفه بأنه أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، حيث قتل أكثر من 10 آلاف شخص منذ بداية العملية بقيادة التحالف السعودي في عام 2015، مشيرا إلى أن منظمة اليونيسف تتوقع أن يموت 150 ألف طفل يمني حتى نهاية عام 2017، بعد الحصار الذي فرضته السعودية بسبب الصاروخ الباليستي الذي أطلق بداية هذا الشهر.
وتذكر الصحيفة أن ميتشل طالب الحكومة ليلة أمس بتقديم معلومات عن دور بريطانيا في العملية العسكرية السعودية، وإبلاغ النواب بها، وقال إن “بريطانيا متواطئة بشكل مخجل في الحرب السعودية على اليمن، التي تتضمن خرقا واضحا لميثاق جنيف”، وأضاف: “ليس لدي شك في أن البرلمان سيطالب بتوضيحات عن التدريب، في ضوء القلق حول الكارثة الإنسانية التي تظهر في اليمن”.
ويكشف التقرير عن أن عملية الطرق المتقاطعة تشمل مشاركة جنود من الكتيبة الثانية من الفوج الأسكتلندي، وتدريب الضباط في المعهد الملكي السعودي لقوات المشاة البرية على أساليب الحرب غير النظامية، وهو اسم يطلق على التدريبات المخصصة لمواجهة الإرهابيين.
وتبين الصحيفة أنه نظرا للقلق المثار حول العملية العسكرية السعودية، فإنه كان من المفترض ألا يكشف عن عملية الطرق المتقاطعة، التي ظهرت دون قصد عندما تم نشر ملخص وصور على موقع الفوج الأسكتلندي، حيث ظهر في الصور مدرب بريطاني يقف أمام خريطة اليمن وهو يشرح استراتيجية محتملة، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع حاولت معالجة الأمر سريعا، فقام مراسل صحفي بالاتصال مع الوزارة التي سارعت خلال 20 دقيقة لإزالة الصور.
ويورد التقرير أن قائد البحرية البريطاني السابق لورد ويست طالب بالشفافية حول دور بريطانيا في اليمن، وقال: “في ظل الحساسية التي تحيط بالحرب السعودية في اليمن في الوقت الحالي، فإنه من الأفضل أن يكون هناك وضوح بشأن ما نقوم بعمله، ونأمل أن يسهم تدريبنا في إنقاذ الأرواح”.
وتنقل الصحيفة عن ضابط بارز في الجيش، قوله: “هناك قلق خطير بشأن تسريب العملية في ضوء الحساسيات للدور السعودي في اليمن”.
وينوه التقرير إلى أن بريطانيا باعت السعودية أسلحة بمليارات الجنيهات، ويعتقد أن القنابل البريطانية استخدمت في الغارات الجوية على اليمن، لافتا إلى أن وزارة الدفاع قالت إن “بريطانيا لا تدرب القوات السعودية على نشاط غير نظامي، بل تقدم دورات حول مواجهته”.
وتختم “ديلي ميل” تقريرها بالإشارة إلى الحصار المفروض على اليمن وأثره على المدنيين، حيث ترى منظمات خيرية أنه انتهاك للقانون الدولي، مستدركة بأنه مع ذلك، فإن بريطانيا، التي زوّدت السعودية بأسلحة قيمتها 4 مليارات جنيه، رفضت وصف الحصار بما يستحقه.