الجديد برس – أخبار محلية
سام والتون.. ليس يمنياً بل ليس عربياً. هو شاب بريطاني أدرك في لحظة ما أن ثمّة واجباً إنسانياً يقع عليه تجاه أطفال اليمن وضحايا الحرب المستمرة. اليوم سام والتون هو أحد أبرز الناشطين في بلده من أجل وقف الحرب والأهم بالنسبة إليه توقف حكومته عن التواطؤ في الجرائم المرتكبة من خلال إلغاء صفقات بيع الأسلحة إلى السعودية.
في مقابلته مع الميادين نت يقول والتون “بالنسبة لي كانت هناك لحظة أدركت فيها أن علي القيام بأمر ما إزاء الحرب في اليمن. تلك اللحظة كانت حين عثر على بقايا قنبلة موجهة في محل للمواد الغذائية وتلك البقايا كانت تحمل على نحو لافت الرقم التسلسلي للقنبلة بحيث تبين أن هذه القنبلة مصنّعة في المملكة المتحدة بعد بدء السعودية قصفها لليمن” متهماً بلاده ببيع تلك القنبلة للسعودية وهي تعلم تماماً أنه من شبه المؤكد أنها ستستخدم في اليمن.
هذا الأمر جعل سام يدرك “حجم تواطؤ الحكومة البريطانية في جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية في اليمن ومعاناة الشعب اليمني” لينطلق في رحلة البحث والتوثيق وليكتشف أن بريطانيا “لم تبع السعودية فقط الأسلحة بما يقارب الأربعة مليارات جنيه استرليني منذ بدء قصفها لليمن بل إن هناك 125 جندياً بريطانياً يدعمون السعودية في اعتدائها على اليمن” مشيراً إلى زيادة مبيعات الصواريخ للسعودية منذ بدء قصفها بزيادة خمسين مرة.
يقول سام “أعتقد أنه يجب علي القيام بأمر ما، لأن ما تقوم به بلادي في دعمها للسعودية في قصفها لليمن هو عمل إجرامي”. ليس وحده من يفكّر اليوم بهذه الطريقة أو يساوره هذا الشعور. 68% من البريطانيين يعتقدون أنه يجب عدم تسليح السعوديين لكن المشكلة أن الحكومة لا تصغي لهم بل “هي مصممة بالكامل على مواصلة تسليح السعودية” وصولاً لطلب وزير الدفاع البريطاني من النواب أخيراً بأن يتوقفوا عن انتقاد السعودية لأن الأمر “يجعل من الصعب علينا بيع الأسلحة لهم”.
ينتقد والتون قائلاً “هو مستعد لإسكات النواب والطلب منهم أن يتوقفوا عن كونهم ديمقراطيين وألا يعبروا عن رأيهم بهدف بيعهم الأسلحة. لهذه الدرجة هم مصمّمون. لكن الشعب في إنكلترا غاضب جداً من ذلك. الناس في كل أرجاء البلاد غاضبون من ذلك. ويريدون أن توقف بريطانيا تسليح السعودية. لأن السعوديين لا يمارسون فقط التعذيب في بلادهم بل يقصفون اليمن ويدعمون الإرهاب في كل العالم”.
يرى والتون أن السعودية تستهدف بشكل ممنهج البنية التحتية المدنية في اليمن ما يتسبب بالمجاعة والحاجة لدخول كل هذه الواردات والإمدادات الغذائية، مشيراً إلى أنه ليس من حقها تقرير من يدخل ويخرج من اليمن بل على اليمن أن يقرر ذلك خصوصاً وأن الأمر يشكّل معضلة بالنسبة للمنظمات الإنسانية التي تحاول دعم الشعب اليمني بحيث يفرض الحصار فجأة ثم يفكّ فجأة ثم يفرض من جديد واصفاً ما يجري بأنه “غير عادل على الإطلاق وهو خطأ واعتباطي”.
لا يكتفي سام بالتظاهر والتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هو يحرص على التواصل مع يمنيين يرسلون إليه الصور باستمرار ويروون لهم مدى عجزهم عن الوصول إلى الوقود أو الأدوية بفعل الحصار السعودي.
“يخبرونني عن مشكلة المياه لديهم بعد أن قصفت السعودية البنتية التحتية المائية لديهم. ويخبرونني عن المشاكل مع عائلاتهم وأولادهم لأن هؤلاء الأطفال لا يعانون فقط من نقص الغذاء والموارد بل هم خائفون أيضاً. لأن كل شخص في اليمن يعرف أشخاصاً قتلوا بسبب القنابل السعودية وهؤلاء الأطفال يسمعون أصوات الطائرات التي تحلق فوق رؤوسهم كل يوم. وهم بلا شك مرتعبون ومصدومون.
لا يوجد شك أن هؤلاء الأطفال أبرياء كما لا شك أنهم يتحملون الجزء الأكبر من الحرب السعودية الحمقاء في اليمن. بالنسبة لي من غير المقبول على الإطلاق ألا يفعل بلدي أي شيء لمحاولة وقف معاناة هؤلاء الأطفال” يعبّر سام بغضب.
“sorry” هي رسالة سام لأطفال اليمن اليوم. “آسف لأن بلدي بريطانيا يزوّد السعودية بالقنابل بدعم قواتها المسلّحة وبالدعم الدبلوماسي لقصفكم. أعتذر أنهم لا يفعلون شيئاً لإيقاف السعودية عن التسبب بكل هذه المعاناة. من غير العادل على الإطلاق ما يحصل لكم. أنتم الضحايا الأبرياء في هذه الحرب. لكن أريد أن أقول لكم إن هناك مئات وآلاف بل مئات آلاف الأشخاص حول العالم الذين يحاولون التحرك من أجل وقف هذه الحرب والتأكد من محاسبة السعودية بسبب سلوكها المريع بحقكم وثانياً لديكم المساعدة والدعم اللذان تحتاجونهما لكي تنعموا بحياة حرة لا جوع فيها ولا مستبدين سعوديين يحاولون السيطرة على بلدكم”.