الجديد برس – مقالات
ليس صالح الرئيس أو المسؤول الكبير الذي يلقي حتفه ويقتل في اليمن فالتاريخ اليمني حافل بقائمة كبيرة من الشخصيات السياسية ابتداء من الامام يحيى والرئيس الشهيد الحمدي، والقائد عيسى محمد سيف، والرئيس سالم ربيع علي، والرئيس عبدالفتاح إسماعيل، وعلي عنتر، وشايع، والسيد حسين بدر الدين الحوثي والكثير والكثير من القيادات، بما فيهم كل القيادات العسكرية الذين سقطوا في قصف عزاء الصالة الكبرى.
كلهم يمنيون ولاشك أن كلا منهم لديه مناصرون وأتباع يزعلون وتحتقن قلوبهم لفقدهم، وهذا شيء طبيعي نظرا للاختلاف وجهات النظر بين اليمنيين في الرؤية السياسية والاقتصادية أو التخندق الطائفي أو المذهبي الذي يتحكم بهذه المشاعر والولاء. وهذا يقدره جميعنا ويجب أن نحترم مشاعر الناس في كل ما يوالون. بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى مقتل هؤلاء الشخصيات السياسية.
واسمحوا هنا أن نترك السياسة والمواقف برهة جانبا لنقوم بتقديم خالص التعازي لأسرة الزعيم عفاش ولكل محبيه ومن كان يناصره لأنهم لايزالون يمثلون جزءاً أصيلاً من شعبنا بغض النظر عن اختلافنا في المواقف هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى باعتقادي إن ثورة 21 /9 /2014م استكملت في هذه الأربعة الأيام من الأحداث الأخيرة في الإطاحة بأخر مراكز القوى وأدوات الوصاية السعودية والخارجية والتي كانت تكون صيغة الحكم في النظام السابق، التي فرضتها السعودية لحكم اليمن لعشرات السنين وكانت تتكون من عدة من مراكز قوى داخل النظام السابق، يمثلون قوى الظلم والاستكبار لقوى الاستكبار والهيمنة الإقليمية والدولية، وقد تمت الإطاحة بهم جميعا آنذاك، باستثناء رأس النظام السابق تأخرت الإطاحة به إلى هذا التاريخ ؟؟؟،
وكان من الطبيعي أن يحدث هذا وإلا اعتبرت هذه الثورة ناقصة وغير مكتملة، علما بأن هذا الموضوع والتأخير كان يثير الكثير من التساؤلات لدى معظم المواطنين والمتابعين وعلامات استفهام كثيرة.
وبحيث افقد هذا التأخير الثورة الكثير من المصداقية والتأييد الشعبي بعد تحالفها مع صالح، وخاصة أن الجميع كان يعرف ما يمثله هذا الرجل وتاريخه الحافل سلبا أو إيجابا، وهو الذي قامت عليه ثورة شعبية عام 2011م، كما كان يعرف الجميع منذ بداية التحالف معه إلى ماذا يطمح هذا الرجل وما يصبو إليه من هذا التحالف، وقد أثبته سلوكه وأعماله طوال الـ 3 السنوات السابقة، وان خياراته ليست خيارات ثورة 21 /9/ 2014م ولا داعٍ للتفصيل فقد قيل وكتب عن ذلك الكثير.
وهذا الرأي يمثل معظم أنصار الثورة الشعبية كما اعتقد، بينما مناصرو صالح يعتقدون انه الرجل الوطني والقومي والزعيم الملهم الذي لا غبار عليه وعلينا احترام مشاعرهم ورأيهم والوطن ملك الجميع، فقط يجب أن نختلف معهم عندما يتعلق الأمر بالثوابت الوطنية والموقف من العدوان الخارجي.
المهم الآن وبعد طي صفحة عفاش، حان الوقت لكي نرجع ونلتفت لمواجهة الخطر الأكبر والمستمر على الوطن والمتمثل بالعدوان الخارجي على بلادنا، والصمود والتصدي لهذا العدوان وأدواته.
الأمر الآخر نركز على تصحيح الفساد وننحاز للجماهير بحمايتهم من الفاسدين في مؤسسات الدولة والتجار المغالين في الأسعار ولا نتركهم لهم فريسة كما ظلوا خلال الـ3 سنوات السابقة. وصرف مرتبات الموظفين.
يجب أن نترك التشفي بأي طرف فنحن جميعا يمنيون نشكل التركيبة السكانية لهذا الشعب، سنتحارب ونتصالح فيما بيننا، مره سينتصر هذا الطرف ومرة أخرى سيخسر نفس الطرف (فقد شن الرئيس السابق صالح 6 حروب على أنصار الله والنتيجة استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي وأعداد كبيرة من المواطنين وحدوث دمار واسع، وأيضا في هذه الأحداث تصارعوا من جديد كانت النتيجة مقتل عفاش)، ولا تخلو دولة من هذه المشاكل في مابين مكوناتها السياسية والاجتماعية، المهم لا يجب أن نعطي فرصة للعدو الخارجي في الاستمرار بالنفاذ من هذا الباب واحتلال بلادنا والهيمنة على قرارنا مستغلا الخلافات الداخلية فيما بيننا، كما يجب علينا البحث المستمر عن الصيغة والحلول الصحيحة والعادلة لحل خلافاتنا هذا هو الأهم الآن، الجميع يعرف الآن من دول ومراقبين ومتابعين أن الخاسر الأكبر والذي أصيب بنكسة كبيره من جراء الأحداث الأخيرة هو العدو السعودي والإماراتي ومن ورائهم الأمريكيون، والذين راهنوا كثيرا على الانتصار على الشعب اليمني من خلال ضرب الجبهة الداخلية بعد أن فشلوا فشلا ذريعا في الحسم والانتصار عسكريا خلال الـ3 سنوات السابقة، بل ان السعودية بعد هذه الأحداث في صنعاء فقدت الأمل نهائيا بعودة وصايتها وهيمنتها على صنعاء.
أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح وبقية الأحزاب والمكونات السياسية الموجودون في الداخل والخارج يعرفون جيدا ما ينتظرهم بعد طي صفحة الفتنة في جميع الملفات الداخلية والخارجية، وان دول العدوان لن تسمح لهذا الوطن وشعبه بأن ينعم بالاستقرار والتوحد والتنمية طالما أنها لا تستطيع أن تحكمه وتحتله وتهيمن عليه، وكل السيناريوهات واضحة أمامهم، وتجربة عدوان 3 سنوات أيضا اعتقد كانت كافية لهم ليعرفوا نوايا السعودية والإمارات والأمريكان والبريطانيين وغيرهم تجاه اليمن وشعبه. وماذا أسفرت حرب الـ3 سنوات من دمار وقتل كانت كارثة على الوطن والمواطنين في كل المحافظات.
نقول لهم جميعا اختصروا الطريق وتوحدوا ضد دول الوصاية والعدوان الخارجي في ظل صيغة حكم وطنية بينكم تكون من صنع اليمن وهي اشرف لكم مليون مرة، وليست من صنع السعودية وأمريكا تفرض عليكم من الخارج لتكونوا أدواتهم فقط كما كان في السابق.
وعلى أنصار الله أن يمدوا أيديهم في هذا الاتجاه ويكونوا السباقين، وليكن المشروع الوطني الذي يضم جميع الشعب اليمني في الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وليس فقط معبراً عن مذهب معين أو منطقة معينة.