تعددت الرويات وتناقضة التصريحات والشطحات الإعلامية الإسبوع المنصرم، حول مغادرة طاقم السفارة الروسية، وكبرت حملات التهويل والتخويف من تداعيات تلك الخطوة الطبيعية في ظل ما تتعرض له اليمن عموماً وصنعاء خصوصاً من قصف من قبل طيران العدوان ومنها القصر الجمهوري القريب جداً من السفارة الروسية.
ما لفت إنتباهي أنا ؟. هي رواية تناقلتها وسائل إعلام المرتزقة، لشخص مجهول قالت إنه كان حاضر أثناء مغادرة طاقم السفارة وأنه شاهد مدرعات وعربات وجنود روسيين محيطين بالسفارة وممتدين على الطريق الواصلة بين المطار والسفارة، يعني ألوية عسكرية روسية بكامل عديدها وعتادها ؟. إذا ما تم مقارنة ما قاله الشخص المجهول الذي قال إنه حضر مع شيخ الحارة ، ما لفت إنتباهي هو قيام الشيخ حسب روايته ببيع خمسة مولدات كهربائية كبيرة بعشرة مليون ريال يمني، وأربع سيارات مدرعة “أمريكية” بـ16ألف دولار تابعة للسفارة فقلت ” يا نعمة الله دومي”.
طبعاً الكل أعطى تحليل لمغادرة طاقم السفارة وكل شخص يحلل حسب ما يريد هو وليس حسب الواقع، عندها تواصلت قبل يومين بالزميل الدكتور عبدالرحمن هجوان كونه أحد العاملين في السفارة، أستفسرت منه عن ما تناقلته وسائل الإعلام على لسان “المجهول” الذي زارهم وكان شاهد على المجزرة التي إرتكبت بحق مولدات وسيارات السفارة، فضحك في وجهي وطلب مني زيارته للسفارة، وفي الوقت المحدد من صباح اليوم وصلت إلى باب السفارة أنا والزميلان الشيخ عبدالله المخلافي والأستاذ يحيى المتوكل، وكالعادة إستقبلنا الدكتور بإبتسامته التي أعرفها منذ عرفته قبل أكثر من سبع سنوات، دخلنا معاً وقبل كل شيء أخذنا لزيارة المولدات التي وجدناها أكثر من خمسة كبيرة غير المولدات الصغيرة، والسيارات المدرعة وغير المدرعة أكثر من عشر سيارات، فقلت له أين السيارات المدرعة الأمريكي التي قال عنها الشخص ” جاركم” المجهول، فضحك، وقال لا يوجد في السفارة حتى شمعة كهرباء أمريكي، بالله عليك كيف يشتري الروس مدرعات وسيارات أمريكية؟؟..
بعدها ذهبنا للجلوس والحديث قليلاً على إحدى طاولات الإستقبال في فناء السفارة وحتى نستمتع بالشمس!، تكلمنا في كثير من المواضيع، عندها شاهدت كثير من العاملين لازالون يعملون في المبنى؟. فقلت له ماهذا ؟؟. ألم نسمع بأن كل الطاقم غادر واغلقت السفارة أبوابها ؟. فقال بالنسبة لقرار مغادرة طاقم السفارة هذا شأن سياسي وأمني روسي يخصهم هم، أماّ بالنسبة لمتابعة الأعمال في السفارة ورعاية المصالح الروسية فقد تم تكليفي أنا ” الدكتور عبدالرحمن هجوان” قائم بالأعمال من قبل المسؤولين الروس.
التفت حينها لزملائي وقلت لهم ما عاد باقي، هذه هي المولدات الكهربائية والبعض منها شغال حينها، والسيارات المدرعة أكثر من أربع لازالت موجوده حتى سيارة السفير؟؟.. والأعمال لازالت قائمة في السفارة ؟ وكل الأمور طبيعية ولا صحة لما تروج له وسائل إعلام العدوان؟؟..
رُفع أذآن الظهر، أنتهى اللقاء، نهض الجميع، ودعنا الدكتور، عدنا بسلام.